محمد عفيف نايفة.. "حفار القبور" الشاهد على جرائم الأسد يكشف هويته
استمع إلى الملخص
- دعا نايفة إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سوريا، مشيراً إلى معاناة الشعب رغم سقوط النظام، وأكد على ضرورة محاكمة مرتكبي الجرائم بحق السوريين.
- ساهمت شهادات نايفة وصور "قيصر" في كشف فظائع النظام، حيث وثق نايفة دفن آلاف الجثث التي تعرضت للتعذيب حتى الموت.
كشف السوري المعروف منذ سنوات بـ"حفار القبور" عن هويته اليوم الأحد، ليعيد التذكير بجرائم القتل الفظيعة التي ارتكبها نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد بحق الشعب السوري. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أن "حفار القبور" عرَّف نفسه في مداخلة أمام المؤتمر العربي المنعقد بجامعة هارفارد الأميركية باسمه الحقيقي محمد عفيف نايفة، وهو من سكان العاصمة دمشق.
وأضافت الوكالة أن نايفة تحدث أمام المؤتمر عن شهاداته التي قدمها أمام كل من الكونغرس الأميركي و"محكمة جرائم الحرب في سورية" في ألمانيا، مشيرة إلى أن شهاداته أسهمت بفضح الجرائم التي ارتكبها النظام السابق بحق المعتقلين، بما في ذلك إلقاء آلاف الجثث في مقابر جماعية، بينها لأطفال عُذبوا حتى الموت.
ودعا نايفة في حديثه، اليوم الأحد، إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن سورية، التي ساهمت شهاداته بفرضها على النظام البائد بسبب جرائمه، مشيراً إلى أن الشعب السوري يعاني من هذه العقوبات، رغم انقضاء أربعة أشهر على سقوط النظام، كما أكد ضرورة تقديم كل مرتكبي الجرائم بحق السوريين إلى القضاء لينالوا جزاءهم.
وكان نايفة يتولى مهمة دفن ضحايا التعذيب في مقابر جماعية بين عامي 2011 و2018، قبل أن يتمكن لاحقاً من مغادرة سورية، حيث تحدث في شهاداته أمام الكونغرس الأميركي في 9 يونيو/ حزيران 2022 عن شاحنات تأتي مرتين أسبوعياً من الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية، تحمل كل واحدة بين 300 و600 جثة لأشخاص تعرضوا للتعذيب حتى الموت من بينهم أطفال، تمهيداً لدفنها في مقابر جماعية.
وساهمت شهادات نايفة مع آلاف الصور التي سربها "قيصر" (المساعد أول فريد المذهان)، رئيس قلم الأدلة القضائية بالشرطة العسكرية في دمشق، في إيصال فظائع النظام البائد بحق السوريين الذي ثاروا ضد نظامه إلى العالم أجمع. وقبل ذلك، أدلى نايفة بشهادة أمام "محكمة جرائم الحرب في سورية" في مدينة كوبلنز، غربي ألمانيا، لمحاكمة ضابط المخابرات السابق أنور رسلان، والتي أدانته بارتكاب جرائم إنسانية.
وتحدث نايفة في شهاداته عن ثلاث شاحنات مبرّدة تحمل كل واحدة منها بين 300 و600 جثة، كانت تأتي مرّتين كل أسبوع من كل الأفرع الأمنية والمستشفيات العسكرية في دمشق. وأوضح أن هؤلاء تعرضوا للتعذيب حتى الموت. وأكد أنه كان شاهداً على دفن أكثر من 6000 جثة، بعضها يحمل آثار التعذيب، في مقابر جماعية.
وقام "قيصر" أو فريد المذهان، وهو مصور سابق في الشرطة العسكرية انشقّ عن النظام عام 2013، بتصوير 55 ألف صورة لجثث يظهر التعذيب عليها في السجون السورية، قبل أن تأتي شاحنات مبرّدة لنقلهم إلى حفرة عملاقة، حيث كان يوجد "حفّار القبور"، فتفرّغهم عشوائياً في الحفرة.