محقق أممي: كوريا الشمالية أكثر عزلة من أي وقت مضى

23 أكتوبر 2021
محقق الأمم المتحدة المستقل بكوريا الشمالية توماس أوخيا كوينتانا (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

لم تكن كوريا الشمالية مطلقاً أكثر عزلة عن المجتمع الدولي من عزلتها الحالية، نتيجة للخطوات الصارمة التي اتخذتها لمنع كوفيد 19، بينما تؤثر علاقاتها العالمية الممزقة "بشكل كبير على حقوق الإنسان للمواطنين داخل البلاد"، حسبما قال محقق الأمم المتحدة المستقل في الدولة المنعزلة الواقعة في شمال شرق آسيا، توماس أوخيا كوينتانا.

وأوضح كوينتانا للجنة الأممية المعنية بحقوق الإنسان وفي مؤتمر صحافي سابق، أن الكوريين الشماليين يواجهون نقصاً في الغذاء، وانهياراً في سبل عيشهم، مشيراً إلى أن المواطنين الأكثر ضعفاً من الأطفال وكبار السن معرضون لخطر المجاعة. وقال إنه أيضاً "قلق فعلاً" بشأن مدى انتشار الجوع في معسكرات الاعتقال السياسي.

وأغلقت كوريا الشمالية حدودها لمنع الجائحة، وهو إجراء قال كوينتانا إنه سيكون له "تأثير مدمّر" على حق الشعب في الصحة، لأن البنية التحتية الصحية في البلاد تعاني من قلة الاستثمار ونقص شديد في اللوازم بسبب مسائل حقوق الإنسان الأساسية. وأضاف أنه "قيل إن الخطوات القاسية التي اتخذتها حكومة كوريا الشمالية لمنع دخول كوفيد 19 تشمل سياسة إطلاق النار على الأفراد الذين يحاولون دخول البلاد أو مغادرتها".

وفي تقريره الأخير إلى الجمعية العامة بعد ستّ سنوات كمحقق خاص للأمم المتحدة بشأن حقوق الإنسان في كوريا الشمالية، قال كوينتانا إن "القيود المتزايدة على حرية التنقل وإغلاق الحدود الوطنية خنقا نشاط السوق الذي أصبح ضرورياً للمواطنين للوصول إلى الضروريات الأساسية، ومنها الطعام". وقال إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، قد أدرك الوضع الغذائي "الكئيب"، ويستثمر في الجهود المبذولة لمنع المجاعة في البلاد.

برغم ذلك، ونتيجة لإغلاق الحدود، قال كوينتانا إن "العمل الإنساني المنقذ للحياة الذي تقوم به الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الدولية الأخرى، قد توقف أيضاً، في ظل عدم وجود موظفين دوليين تابعين للأمم المتحدة حالياً في البلاد" واستمرار مغادرة الدبلوماسيين. وأضاف أنه "لا ينبغي لشعب كوريا الشمالية أن يختار بين الخوف من الجوع والخوف من كوفيد 19".

وأوضح أن الوباء أظهر أن الطريقة الوحيدة للتصدي للفيروس الذي لا يراعي الحدود الدولية، هي من خلال التعاون الدولي. وقال: "غير أن المفارقة الكبيرة هي أن غياب الموظفين الدوليين يمكن أن يدعم أولئك الذين يسعون إلى العزلة الدائمة".

وأشار كوينتانا إلى أنّ كوريا الشمالية رفضت عرضاً من برنامج "كوفاكس" التابع لمنظمة الصحة العالمية، وهو مشروع طموح لشراء لقاحات فيروس كورونا، وتقديمها لأفقر المواطنين في العالم، مضيفاً أن "هناك نقاشاً في ما إذا كان ينبغي للمجتمع الدولي أن يقدم لكوريا الشمالية تطعيماً واسع النطاق للسكان أو لا". ولفت إلى أنّ من الواضح أن كوريا الشمالية تخشى تفشي كوفيد - 19 في البلاد، مضيفاً أنه "ما لم يُطعَّم جميع السكان، فقد يستمر إغلاق الحدود".

(أسوشييتد برس)

المساهمون