محاولات لتحرير أسرى إسرائيليين في غزة انتهت بقتلى وفشل كبير

17 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 12:39 (توقيت القدس)
جنود الاحتلال قرب مبنى مدمر، غزة 3 أكتوبر 2025 (جاك جيز/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي تنفيذ عمليات خاصة لتحرير الأسرى في غزة، حيث نجحت بعض العمليات وتوقفت أخرى لتجنب المخاطر على الأسرى والقوة المنفذة.
- كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت عن إلغاء عملية إنقاذ أطفال وامرأة بسبب المخاطر، وتعقدت محاولات إنقاذ الأسير ساهار باروخ بسبب أخطاء استخباراتية.
- واجهت المحاولات الإسرائيلية تحديات في التأكد من عدم وجود أسرى قبل القصف، مما أدى إلى مقتل الجندي تمير نمرودي وضغوط سياسية لتحقيق إنجازات سريعة.

حاول جيش الاحتلال الإسرائيلي والمؤسسة الأمنية على مدار عامين من حرب الإبادة على قطاع غزة تنفيذ عمليات خاصة لتحرير أسرى إسرائيليين بالقوة، بضغط من المستوى السياسي. وأفادت صحيفة يديعوت أحرونوت، اليوم الجمعة، بأن بعض هذه العمليات "أُنجز بنجاح"، فيما كانت أخرى على وشك التنفيذ لكنها توقفت في اللحظة الأخيرة خشية المساس بالأسرى أو بالقوة المنفذة، وبعضها نُفذ بالفعل وانتهى بموت أسرى دون استعادتهم.
 
وأفادت الصحيفة بأنه بينما أُعيد معظم جثامين الأسرى، الذين تمكن جيش الاحتلال من استرجاعهم، بواسطة عمليات داخل الأنفاق ودون احتكاك مباشر مع عناصر المقاومة، فإن الأسرى الأحياء الذين جرت استعادتهم في عمليات إسرائيلية كانوا داخل مبانٍ فوق سطح الأرض. وتدّعي الصحيفة أن أسباب ذلك لم تكن تقنية، إذ امتلك الجيش الإسرائيلي جميع الوسائل اللازمة للرؤية والاستماع والتحرك داخل الأنفاق، لكن الخطر المتمثل في احتمال قيام المقاومة بتفجير الأنفاق باستخدام مواد متفجرة وعبوات ناسفة ثقيلة فاق احتمالية نجاح عمليات تحرير الأسرى الموجودين داخلها.

إحدى العمليات التي لم تُنفذ، وكشفت الصحفية اليوم عن تفاصيلها، كانت في الشهر الأول من حرب الإبادة، قبل الصفقة الأولى في نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حين جرى التخطيط لإنقاذ عدد من الأطفال وامرأة. وقد جرى الإعداد لتلك العملية في وقت قصير جداً، خلال بضعة أيام فقط، في مرحلة كانت فيها العملية البرية داخل القطاع في بدايتها وتتركز في الجزء الشمالي من غزة فقط. وبلغت تحضيرات القوة الخاصة مرحلة متقدّمة، لكن في نهاية المطاف قررت قيادة جيش الاحتلال إلغاء التنفيذ، نظراً للمخاطر المترتبة على حياة الأسرى والمحتجزين، والذين كان يُرجّح أصلاً أن تطلق حماس سراحهم بسبب شملهم في إطار الصفقة، وهو ما تم بالفعل.

في المقابل، تعقّدت محاول إنقاذ الأسير ساهار باروخ وشابتها عدة أخطاء استخباراتية. وبحسب الصحيفة العبرية، وصلت قوة من وحدة "ساييرت متكال" بشكل هادئ وسري إلى المبنى الذي كان يُحتجز فيه باروخ في خانيونس في ديسمبر/ كانون الأول 2023. ووضع الجندي الذي تقدّم القوة عبوة ناسفة صغيرة ودقيقة في مدخل المنزل، وانفجرت كما توقّع الجنود. لكن عناصر المقاومة في المكان ردّوا بسرعة، وألقوا عدداً كبيراً من القنابل اليدوية التي انفجرت واحدة تلو الأخرى ما أدى إلى إصابة عدد من الجنود، بعضهم بجروح خطيرة، ما أعاق تنفيذ العملية. وقُتل باروخ خلال تبادل إطلاق النار، وتمكن عناصر المقاومة من الابتعاد عن المكان حاملين جثة الأسير الإسرائيلي معهم. وبحسب أقوال مسؤولين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية: "كانت هناك عمليات قررنا في النهاية عدم تنفيذها، وبنظرة إلى الوراء، كان من الجيد أننا لم ننفذها، لأننا لم نكن نعلم في البداية أن حماس تقتل المختطفين إذا رصدت اقتراب قوات إسرائيلية"، وفق زعمه.

كذلك لم تنجح دائماً المحاولات الإسرائيلية للتأكد من عدم وجود أسرى إسرائيليين في مواقع معيّنة قبل قصفها من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وسُجل مثل هذا الفشل في حالة مقتل الجندي تمير نمرودي، الذي أُسر وهو على قيد الحياة من قاعدة عسكرية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وقُتل نتيجة غارة جوية إسرائيلية على أنفاق في شمال القطاع، وجرت إعادة جثته هذا الأسبوع في إطار اتفاق وقف الحرب. وقتل جيش الاحتلال عدداً آخر من الأسرى الإسرائيليين، "ليس عن قصد، ولا عن معرفة مسبقة"، على حد تعبير الصحيفة العبرية.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمني كبير قوله: "كان هناك ضغط، خاصة من المستوى السياسي، للعمل بسرعة وبأشد قوة، خصوصاً في الأشهر الأولى من الحرب، لتحقيق إنجازات والقضاء على أكبر عدد ممكن من القادة (في المقاومة)"، لكنه أضاف أن "ضباطاً كباراً مثل نيتسان ألون (مسؤول ملف الأسرى في الجيش) كانوا من الذين طلبوا أحياناً التريّث، وقالوا لن يحدث شيء إذا انتظرنا بضعة أيام لنُدقّق أكثر في المعلومات الاستخباراتية، أو نُغيّر قليلاً نوع القنبلة أو الذخيرة التي ستُستخدم لتقليل المخاطر على المختطفين".

وأوضح المسؤول الأمني أن المعلومات الاستخباراتية حول مكان وجود الأسرى الإسرائيليين في غزة وحالتهم "لم تكن دقيقة بنسبة 100%، وكان من الممكن أن تتغير على نحو يضر بهم قبل دقائق قليلة فقط من تنفيذ الهجوم. هناك مختطفون قُتلوا بسبب تلك الهجمات، لكن في حالات أخرى، ليست قليلة، بُذلت جهود هائلة لتحقيق الأهداف المطلوبة دون تعريض مختطفين آخرين للخطر، وهذا ما حدث بالفعل".

المساهمون