محادثات عُمان| تهميش أميركي للأوروبيين وإيران تنوي "حسم الأمر" السبت
استمع إلى الملخص
- أشار محللون إلى أن الموقف الأميركي يعزز دور الترويكا الأوروبية في السعي لإعادة فرض العقوبات على إيران، مع ضغط إسرائيلي لبدء هذه العملية، وأهمية التنسيق الدبلوماسي لضمان نجاح المفاوضات.
- تستعد إيران والولايات المتحدة لمحادثات مباشرة في عُمان، حيث أكدت طهران استعدادها للتفاوض بجدية، بينما أكدت الولايات المتحدة على عدم السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي.
نقلت وكالة رويترز عن دبلوماسيين أوروبيين أن الولايات المتحدة لم تُطلع الدول الأوروبية مسبقاً على المحادثات النووية في عُمان قبل أن يعلنها الرئيس دونالد ترامب، يوم الثلاثاء، خلال استقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بينما أكدت إيران، اليوم الجمعة، أنها ستمنح المحادثات "فرصة حقيقية" وتنوي "حسم الأمر". ولم يخف الدبلوماسيون الأوروبيون التهميش الأميركي للدور الأوروبي في المحادثات مع إيران، رغم أن الدول الأوروبية "تحمل ورقة رابحة في احتمال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران"، بحسب تعبيرهم، كما رأوا أن هذا القرار الأميركي "سيقلل نفوذ واشنطن في التفاوض، وسيزيد في نهاية المطاف احتمال إقدام الولايات المتحدة وإسرائيل على تنفيذ عمل عسكري ضد طهران". من دون الكشف عن تفاصيل إضافية.
ونقلت "رويترز" أيضاً عن محللين قولهم إن الموقف الأميركي يجعل بريطانيا وألمانيا وفرنسا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، الدول الوحيدة المشاركة في الاتفاق القادرة على السعي إلى إعادة فرض العقوبات والراغبة في ذلك، مشيرين إلى أهمية تحالف واشنطن مع هذه الدول. وضغطت إسرائيل، العدو اللدود لإيران، بالفعل على الدول الأوروبية الثلاث لبدء هذه العملية، بحسب الوكالة نفسها.
ورغم أن الترويكا أبلغت إيران بأنها ستُفعّل آلية إعادة فرض العقوبات بنهاية يونيو/ حزيران المقبل، وفقا للدبلوماسيين الأوروبيين الثلاثة، الذين أكدوا أن إيران ردت بأن ذلك "سيؤدي إلى عواقب وخيمة ومراجعة عقيدتها النووية"، إلا أن دبلوماسياً أوروبياً كبيراً شدد على أن "الترويكا الأوروبية لا تثق بالولايات المتحدة لأنها (واشنطن) تتخذ مبادرات من دون التشاور معها".
وتعليقاً على تهميش ترامب للأوروبيين في محادثات عُمان، قالت بليز ميتشتال، نائب رئيس السياسات في المعهد اليهودي للأمن القومي الأميركي، إن "الولايات المتحدة ستحتاج إلى استراتيجية دبلوماسية منسقة مع حلفائها الأوروبيين قبل خوض هذه المفاوضات مع إيران". وأضاف ميتشتال أن هذا التنسيق "ضروري لضمان أقصى قدر من الضغط، وأن تكون لأي خيار دبلوماسي فرصة للنجاح".
وكرر ترامب، الذي استأنف حملة "أقصى الضغوط" على طهران في فبراير/ شباط، يوم الأربعاء، تهديداته باستخدام القوة العسكرية ضد إيران إذا لم توقف برنامجها النووي، وقال إن إسرائيل "ستقود ذلك". ومع انسحابها من الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 مع إيران، فإن واشنطن لا تستطيع تفعيل آلية إعادة فرض العقوبات بمجلس الأمن الدولي.
طهران عن مفاوضات عُمان: سنحسم الأمر السبت
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي، في منشور على موقع إكس، اليوم الجمعة، إن طهران تمنح المحادثات المقررة مع الولايات المتحدة "فرصة حقيقية". وقالت طهران، التي سبق أن أكدت أنها لن تُجبر على التفاوض، إن على واشنطن أن تُقدّر هذا القرار على الرغم من "دعايتهم العدائية الدائمة". وقال بقائي: "نعتزم تقييم نيّات الطرف الآخر وحسم الأمر يوم السبت". وأفادت وسائل إعلام رسمية إيرانية بأن المحادثات ستجري بقيادة وزير الخارجية عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، بوساطة وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.
وفي السياق نفسه، قال علي شمخاني، المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي خامنئي، اليوم الجمعة، إن طهران "بعيدة عن الاستعراض والتهديد أمام الكاميرات، وتسعى لاتفاق حقيقي وعادل"، مشيراً إلى أن وزير الخارجية الإيراني سيتجه إلى سلطنة عُمان بـ"صلاحيات كاملة"، مضيفاً أن "مقترحات مهمة وقابلة للتنفيذ جاهزة، وإذا خاضت واشنطن المفاوضات بصدق وإرادة، فمسار الاتفاق واضح ومعبّد".
وفي تغريدة على إكس، قال شمخاني رداً على تهديدات ترامب، إن بلاده قد ترد على أي هجوم عسكري واستمرار التهديدات ضدها بطرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أو نقل المواد المخصبة إلى مواقع غير معلنة.
من جهتها، ذكرت وكالة نور نيوز الإيرانية المقربة من شمخاني أن عراقجي وويتكوف سيتفاوضان غدا السبت بواسطة وزير الخارجية العماني الذي سيقوم بدوره "بتبادل نصوص مكتوبة" بين الطرفين. كما قال السفير الإيراني لدى روسيا كاظم جلالي، اليوم الجمعة، إن الوفدين الإيراني والأميركي "ربما يتفقان غدا حول إطار المفاوضات وشكلها ثم يقرران بشأن الملفات القابلة للتفاوض". وأضاف جلالي أنه لا يمتلك معلومات دقيقة حول التفاصيل "لكن يمكنني القول إنها الجولة الأولى وربما يتفقان في البداية على إطار المفاوضات ثم تحديد الأهداف"، وفق وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، أمس الخميس، إن الولايات المتحدة ستجري محادثات مباشرة مع إيران يوم السبت لمناقشة برنامجها النووي، مضيفاً: "نأمل في أن يؤدي ذلك إلى السلام. نحن واضحون للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وأعتقد أن هذا ما دفعنا إلى عقد هذا الاجتماع".
إسلامي: تخطينا الخطوط الحمراء
بدوره، أكد رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، اليوم الجمعة، في كلمة قبل خطبة صلاة الجمعة في طهران، أن الولايات المتحدة ودولاً أخرى أطلقوا سياسة "الضغوط القصوى بفرض مختلف أنواع العقوبات لمنع البلاد من التقدم، وما زالوا يتصورون أنه يمكنهم الحؤول دون ذلك بالتهديد والعمليات النفسية والتصرفات الحمقاء، لكننا قد تخطينا الخطوط الحمراء التي وضعها".
وقال إن الغرب كان يريد أن يكون تخصيب اليورانيوم "حكراً عليهم دون غيرهم"، مشيراً إلى قانون أميركي مقر عام 1956 ينص على ضرورة أن تحصل أي دولة على تصريح أميركي للتخصيب، مضيفاً أن "طهران تجاوزت هذه الخطوط وتنتج اليوم الوقود النووي". وتابع أن الصناعة النووية الإيرانية قد واجهت خلال 25 عاماً ماضياً "عمليات تخريب صناعية من قبل النظام الاستكباري الصهيوني"، قائلاً إن 30 دولة أصبحت تطلب "المنتجات النووية الإيرانية". وأضاف أنهم بصدد تعطيل هذه الصناعة "لكن ذلك لن يتحقق"، لافتاً إلى أن طهران تريد الصناعة النووية لاستخدامات نووية وتأمين احتياجاتها في هذا المجال من الكهرباء إلى الأدوية إلى استخدامات أخرى.
روانجي: هناك فرصة جيدة للاتفاق
في الأثناء، قال نائب وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية محيد تخت روانجي، اليوم الجمعة، عشية المفاوضات النووية، إن "هناك فرصة جيدة للاتفاق إذا تجنب الطرف الأميركي طرح مطالب عديمة الجدوى وتخلى عن التهديد"، مؤكداً أن طهران "تؤمن بالحوار والتعامل على أساس الاحترام المتبادل، ونرفض أي بلطجة وتنمر". وتابع أن بلاده "مستعدة للحوار حول برنامجها السلمي النووي، وأجرت حوارات خلال الشهور الماضية مع الصين وروسيا والدول الأوروبية الثلاث"، فرنسا وألمانيا وبريطانيا.