محادثات "صريحة ومفصّلة" بين إيران ودول أوروبية في إسطنبول

25 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 26 يوليو 2025 - 07:55 (توقيت القدس)
وصول الوفود المشاركة إلى القنصلية الإيرانية بإسطنبول، 25 يوليو2025 (ياسين أكغول/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عقدت إيران مباحثات مع فرنسا وبريطانيا وألمانيا في إسطنبول لبحث العودة إلى الدبلوماسية وإحياء المفاوضات النووية، مع انتقاد مواقف الدول الأوروبية تجاه العدوان الإسرائيلي.
- أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن اجتماع إسطنبول فرصة لتصحيح النظرة الأوروبية، مشيراً إلى عدم أهلية الدول الأوروبية لتفعيل آلية الزناد وإعادة فرض العقوبات.
- من المتوقع زيارة فريق فني من الوكالة الدولية للطاقة الذرية لطهران لبحث التعاون المستقبلي، دون زيارة المنشآت المتضررة، في ظل تقييم الأضرار الناتجة عن الهجمات الأخيرة.

في أول جولة تفاوضية بعد استهداف الولايات المتحدة وإسرائيل للمنشآت النووية الإيرانية خلال العدوان الإسرائيلي على إيران، الذي استمر 12 يوماً من 13 إلى 24 يونيو/حزيران الماضي، عقدت إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا، اليوم الجمعة، مباحثات بالقنصلية الإيرانية في إسطنبول لبحث سبل العودة إلى الدبلوماسية وإحياء المفاوضات النووية، وشارك في هذه المباحثات حميد تخت روانجي، نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي

للشؤون السياسية، بالإضافة إلى كاظم غريب آبادي، نائب عراقجي للشؤون القانونية والدولية.

وكتب غريب آبادي، في منشور على منصة "إكس" أنّه أجرى برفقة مجيد تخت روانجي "محادثات جدية وصريحة ومفصلة" مع دول مجموعة الترويكا الأوروبية، وأضاف أن الاجتماع تناول آخر التطوّرات المتعلقة برفع العقوبات والملف النووي، مشيراً إلى أنه "إلى جانب توجيه انتقادات جدية لمواقفهم تجاه العدوان الأخير ضد شعبنا، شرحنا مواقفنا المبدئية، بما في ذلك ما يتعلق بالآلية المعروفة بسناب باك (الآلية السريعة لإعادة فرض العقوبات)"، وأكّد أن الطرفين جاءا إلى الاجتماع ومعهما "أفكار محدّدة"، نوقِشت جوانبُها المختلفة، وجرى الاتفاق على مواصلة المشاورات بهذا الخصوص.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، الجمعة، في تصريح لوكالة إرنا الرسمية إن "اجتماع إسطنبول يُعد فرصة سانحة لتصحيح النظرة وامتحاناً للواقعية لدى الأوروبيين في ما يخصُّ الملف النووي الإيراني"، معتبراً أن الدول الأوروبية الثلاث "تفتقر للأهلية القانونية" لتفعيل آلية الزناد من أجل إعادة فرض العقوبات والقرارات الدولية. وحول ما تداولته بعض وسائل الإعلام بشأن احتمال طرح الأوروبيين تمديد قرار 2231، الذي ينتهي سريانه في 18 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، قال بقائي: "عندما يكون موضوع إعادة فرض العقوبات نفسه يفتقر لأي سند أو مشروعية قانونية ومنطقية، كما أن الأطراف الأوروبية، نظراً لسلوكها، لا تملك الأهلية ولا الإذن للقيام بذلك، فإنّ الحديث عن تمديد القرار 2231 يصبح أكثر انعداماً للمعنى أو الأساس، ونحن نعارضه صراحةً".

وحول التقارير عن زيارة مرتقبة لأحد كبار مسؤولي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى إيران وإمكانية تفقده للمنشآت النووية المتضرّرة، قال بقائي إن "زيارة نائب المدير العام للوكالة إلى طهران قيد الإعداد، ومن المرجح أن تجري خلال الأسابيع القليلة المقبلة"، موضحاً أن الهدف من هذه الزيارة هو "التشاور لوضع آلية جديدة لتنظيم التعاون بين إيران والوكالة"، مؤكداً أنه "لا يوجد أي برنامج لزيارة المنشآت النووية التي تضرّرت خلال الهجمات غير المشروعة من الولايات المتحدة والكيان الصهيوني".

وفي السياق، كان غريب آبادي قال، أمس الخميس، في مؤتمر صحافي مع صحافيين من وسائل إعلام أميركية، بمقر الأمم المتحدة في نيويورك، إن فريقاً فنياً من الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيزور طهران، خلال الأسبوعين أو الثلاثة المقبلة، لبحث آفاق التعاون المستقبلي بين إيران والوكالة الدولية، مشدداً في الوقت ذاته على أن الوفد لن يقوم بزيارة المنشآت النووية الإيرانية. وأكد غريب آبادي ضرورة إجراء حوارات جديدة مع الوكالة الدولية في ظل المستجدات الراهنة، وقال: "في ضوء الظروف الجديدة، أصبح تنفيذ الالتزامات بحاجة إلى مناقشات جديدة مع الوكالة، وهذا أمر بالغ الأهمية".

وأضاف غريب آبادي أنّ منظمة الطاقة الذرية الإيرانية تقيّم حالياً حجم الأضرار التي لحقت بالمنشآت النووية نتيجة الهجمات الإسرائيلية والأميركية الأخيرة، معرباً عن تقديره لأهمية الاجتماع المرتقب بين إيران والدول الأوروبية الثلاث يوم الجمعة، ومشيراً إلى أن وزراء خارجية هذه الدول تواصلوا قبل أيام مع عباس عراقجي و"أبدوا رغبتهم في إيجاد حل لإدارة الوضع الراهن"، وشدد على أن الدول الأوروبية "ينبغي ألّا تقوم بتنسيق مواقفها مع الموقف الأميركي".