استمع إلى الملخص
- شهدت مدينة أوديسا هجوماً بالطائرات المسيّرة من قبل القوات الروسية، مما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وأضرار بالبنية التحتية، حيث أطلقت روسيا 54 طائرة مسيّرة، أسقطت أوكرانيا 38 منها.
- اقترح زيلينسكي هدنة جزئية لمدة 30 يوماً، بينما أعرب ترامب عن أمله في التوصل إلى اتفاق سلام، متعهداً بتقديم تعاملات تجارية مزدهرة للطرفين.
صرّح مسؤول أوكراني لوكالة فرانس برس، الثلاثاء، بأنّ الجولة الثانية من المحادثات بين أوكرانيا وشركائها الغربيين للتوصل إلى وقف لإطلاق النار مع روسيا "ستُعقد الأربعاء" في لندن، دون كشف تشكيلة الوفد الأوكراني. وأعلن الرئيس فولوديمير زيلينسكي، أمس الاثنين، أنّ وفداً أوكرانياً سيتوجه إلى العاصمة البريطانية الأربعاء لإجراء محادثات مع ممثلين أميركيين وأوروبيين.
ورأى الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، اليوم الثلاثاء، أن بدء المفاوضات بين موسكو وكييف يتطلب "إزالة العقبات القانونية"، في إشارة إلى المرسوم الصادر عن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في عام 2022 والقاضي بحظر التفاوض مع روسيا طالما بقي الرئيس فلاديمير بوتين على رأس السلطة.
وقال بيسكوف في تصريحات صحافية: "في حال انفتاح الجانب الأوكراني، يجب اتخاذ خطوات ما من شأنها إزالة كافة العقبات القانونية على طريق مثل هذه الاتصالات في حال كان هناك مثل هذا الاستعداد". وكان زيلينسكي قد وقّع في أكتوبر/ تشرين الأول 2022 على مرسوم يقر بتعذر عقد مفاوضات مع روسيا في ظل بقاء بوتين في السلطة، وذلك بعيد إجراء موسكو استفتاءات تقرير مصير أحادية الجانب أسفرت عن ضم "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين" ومقاطعتي زابوريجيا وخيرسون الواقعة جميعاً في الشرق الأوكراني إلى السيادة الروسية في نهاية سبتمبر/ أيلول من العام ذاته. في سياق آخر، نفى بيسكوف وجود خطط محددة بشأن عقد مفاوضات حول حظر الضربات على مواقع البنية التحتية المدنية، مضيفاً: "يجب مناقشة ذلك أولاً، وقد أكد بوتين على استعداده لبحث ذلك، ولكن لا محددات من هذه الجهة".
ميدانياً، قال مسؤولان محليان إن القوات الروسية شنّت هجوماً واسع النطاق بالطائرات المسيّرة الليلة الماضية على مناطق سكنية في مدينة أوديسا الأوكرانية المطلة على البحر الأسود، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص وإلحاق أضرار بالعديد من الشقق السكنية. وكتب جينادي تروخانوف، رئيس بلدية أوديسا، على تطبيق تليغرام "استهدف العدو منطقة سكنية في حي مكتظ بالسكان في أوديسا". ونشر صوراً لحريق خارج عن السيطرة ومبان سكنية نوافذها محطمة وواجهاتها متضررة. وقال حاكم المنطقة أوليه كيبر إن ثلاثة أشخاص أصيبوا في الهجوم ويتلقون الرعاية الطبية.
وقال سلاح الجو الأوكراني، اليوم الثلاثاء، إنّ روسيا أطلقت 54 طائرة مسيّرة في هجوم شنته الليلة الماضية. وأضاف أن أوكرانيا أسقطت 38 طائرة مسيّرة بينما لم تصل 16 طائرة مسيّرة أخرى إلى أهدافها بسبب التشويش الإلكتروني على الأرجح. وذكر كيبر أن الهجوم على أوديسا ألحق أضراراً بالمساكن والبنية التحتية المدنية ومؤسسة تعليمية وسيارات. وأظهرت مقاطع فيديو نشرتها خدمات الطوارئ طواقم تخمد حريقاً كبيراً في أحد المباني المتضررة. ومدينة أوديسا، بموانئها الثلاثة، هدف متكرر للهجمات الروسية خلال الصراع المستمر منذ أكثر من ثلاث سنوات.
وفي ساعة مبكرة من صباح أمس الاثنين، دوّت صفارات الإنذار في العاصمة الأوكرانية كييف والنصف الشرقي من البلاد للتحذير من غارات جوية، في الوقت الذي هزت فيه انفجارات مدينة ميكولايف، شرقي أوكرانيا. وجاء ذلك بعد ساعات من انتهاء هدنة أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ليوم واحد بمناسبة عيد الفصح. وتبادلت كييف وموسكو الاتهامات بشن آلاف الهجمات التي انتهكت الهدنة.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد اقترح، الأحد، على روسيا هدنة جزئية مدتها 30 يوماً، كاتباً على قناته على "تليغرام": "هذا إطار التهدئة الذي تم التوصل إليه، وسيكون من الأسهل مواصلته. تقترح أوكرانيا الامتناع عن أي ضربات بواسطة صواريخ ومسيّرات بعيدة المدى على البنية التحتية المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوماً قابلة للتمديد".
وفي موازاة ذلك، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الأحد، عن أمله بإمكان توصّل أوكرانيا وروسيا إلى اتفاق سلام "في هذا الأسبوع"، متعهّداً بـ"تعاملات تجاريّة مزدهرة مع الولايات المتحدة" للطرفين المتحاربين في حال وقّعا اتفاق هدنة. وجاء في منشور لترامب على منصته "تروث سوشال": "آمل أن تُبرم روسيا وأوكرانيا صفقة في هذا الأسبوع"، دون كشف تفاصيل عن إحراز أيّ تقدّم في محادثات السلام التي سعت واشنطن إلى دفعها قدماً منذ تولّيه سدة الرئاسة لولاية ثانية غير متتالية خلفاً لجو بايدن في يناير/ كانون الثاني الفائت.