استمع إلى الملخص
- تهدف الولايات المتحدة إلى تحقيق وقف إطلاق نار شامل بحلول 20 أبريل، مع التركيز على إجراءات التحقق وحفظ السلام وإعادة الأطفال الأوكرانيين المختطفين.
- اتهم الرئيس الأوكراني روسيا بإطالة أمد الحرب، بينما تستمر الهجمات المتبادلة بين الجانبين، مع نفي كل منهما استهداف المدنيين.
انطلقت في الرياض صباح اليوم الاثنين، محادثات بين وفد أميركي ومسؤولين روس، تهدف إلى إحراز تقدم نحو وقف إطلاق النار في البحر الأسود وإنهاء الحرب في أوكرانيا، وذلك بعد المناقشات التي أجراها الوفد الأميركي مع دبلوماسيين من أوكرانيا أمس الأحد. ويخطط الوسطاء الأميركيون لإجراء مفاوضات منفصلة مع ممثلين من كلّ من موسكو وكييف، ابتداءً من اليوم الاثنين.
وتسعى الولايات المتحدة للتوصل إلى وقف إطلاق نار شامل بين أوكرانيا وروسيا خلال أسابيع، مع تحديد 20 إبريل/نيسان المقبل موعداً نهائياً، وفق ما ذكرته وكالة بلومبيرغ الأميركية أمس الأحد. وخلال الأسبوع الماضي، تحدث الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشكل منفصل مع كل من نظيريه الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والروسي فلاديمير بوتين.
وأفاد مصدر مطلع على الخطط الأميركية تجاه المحادثات، وفق "رويترز"، بأن الوفد الأميركي يقوده أندرو بيك، مسؤول الشؤون الأوروبية في مجلس الأمن القومي الأميركي، ومايكل أنطون كبير موظفي تخطيط السياسات بوزارة الخارجية الأميركية. والتقى الاثنان مع مسؤولين من أوكرانيا، أمس الأحد، ويعتزمان الاجتماع مع الروس اليوم الاثنين.
ويقول البيت الأبيض إن الهدف من المحادثات هو التوصل إلى وقف إطلاق النار في البحر الأسود، للسماح بحرية حركة الملاحة. وعشية انعقاد المحادثات، توقع الناطق الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف ألا تكون المفاوضات سهلة، قائلاً في تصريحات صحافية: "مفاوضونا مستعدون لمناقشة التفاصيل حول هذه القضية، وعددها كبير للغاية. سابقاً، كان السيد (الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو) غوتيريس يؤدي دور الضامن لصفقة البحر الأسود، وأوفينا بجميع التزاماتنا، ولكنه لم يتم الوفاء بالالتزامات أمامنا. لذلك أمامنا مفاوضات صعبة". ومع ذلك، رحب بيسكوف بلهجة الإدارة الأميركية الجديدة.
وبذلك تسعى موسكو وواشنطن لإعادة إحياء مبادرة البحر الأسود المعروفة إعلامياً بـ"صفقة الحبوب" والتي وقعها ممثلون عن روسيا وتركيا وأوكرانيا والأمم المتحدة في 22 يوليو/ تموز 2022، وكانت تقتضي إخراج الحبوب والمنتجات الغذائية الأوكرانية عبر البحر الأسود من ثلاثة موانئ، بما فيها ميناء أوديسا. وكان الجزء الثاني من الاتفاق هو مذكرة بين روسيا والأمم المتحدة تقتضي فك الحصار عن الصادرات الروسية من المنتجات الغذائية والأسمدة، وإعادة توصيل مصرف "روس سلخوز بنك" الزراعي الروسي بمنظومة "سويفت" العالمية للتحويلات المالية، وغيرهما من الإجراءات التي لم يتم الوفاء بها خلال فترة سريان الصفقة، وهو ما دفع روسيا إلى الانسحاب من الصفقة في عام 2023.
وأشار مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض مايك والتز، في حديث لقناة "سي.بي.إس"، أمس الأحد، إلى أن اللقاءات بين الوفود الأميركية والروسية والأوكرانية تعقد في المنشأة نفسها بالرياض. وأضاف أن المناقشات ستشمل إلى جانب وقف إطلاق النار في البحر الأسود "خط السيطرة" بين البلدين، وهو ما يشمل "إجراءات للتحقق وحفظ السلام وتثبيت الحدود على ما هي عليه"، وقال إنه يجري مناقشة "إجراءات لبناء الثقة"، بما في ذلك إعادة الأطفال الأوكرانيين الذين اختطفتهم روسيا.
ووصف المبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، من جانبه، المحادثات غير المباشرة بأنها "دبلوماسية مكوكية"، حيث يتنقل الوفد الأميركي بين الجانبين أثناء اجتماعهما في "غرف منفصلة". وقال كيلوغ للمحلل المحافظ جلين بيك في مقابلة، يوم الأحد: "أنت تقول بشكل أساسي: حسناً، ما هي شروطكم؟ وتذهب إلى الطرف الآخر، ما هي شروطكم؟".
وسيمثل روسيا غريغوري كاراسين، وهو دبلوماسي سابق يشغل حالياً منصب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد الروسي، وسيرغي بيسيدا مستشار رئيس جهاز الأمن الاتحادي. وقال وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، رئيس الوفد الأوكراني عبر "فيسبوك"، إن المحادثات الأميركية الأوكرانية تضمنت مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية.
زيلينسكي يتهم موسكو بإطالة أمد الحرب
إلى ذلك، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الأحد، موسكو بإطالة أمد الحرب. وقال زيلينسكي في رسالته المسائية المصورة بالفيديو: "روسيا هي الوحيدة التي تطيل أمد هذه الحرب". وتابع أنه "منذ 11 مارس/ آذار، كان اقتراح وقف إطلاق النار غير المشروط مطروحاً على الطاولة، وكان من الممكن أن تتوقف هذه الهجمات بالفعل. لكن روسيا هي التي تواصل كل هذا"، في إشارة إلى سلسلة من الهجمات الروسية بالمسيّرات في الأيام الأخيرة.
ووافقت كييف في 11 مارس على خطة وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً التي اقترحتها الولايات المتحدة، إذا التزمت موسكو أيضاً. ومع ذلك، وضع بوتين عدة شروط مسبقة، بما في ذلك مطالبة الغرب بوقف جميع المساعدات العسكرية لكييف. وقال زيلينسكي: "من دون الضغط على روسيا، سيواصل أولئك الموجودون في موسكو إظهار ازدرائهم للدبلوماسية الحقيقية وسيواصلون تدمير الأرواح". وأضاف الرئيس الأوكراني: "يستمر عمل الوفود. ولكن بغض النظر عما نناقشه مع شركائنا حالياً، يجب دفع بوتين لإصدار أمر حقيقي بوقف الضربات، لأن من أشعل هذه الحرب يجب أن يكون هو من يوقفها".
هجمات متبادلة بين أوكرانيا وروسيا
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية، اليوم الاثنين، أن وحدات الدفاع الجوي الروسية اعترضت 28 طائرة مسيّرة أوكرانية خلال الليل ودمرتها. وقالت الوزارة في منشور على تطبيق تليغرام، إنه تم إسقاط 12 طائرة مسيّرة أثناء تحليقها فوق منطقة كورسك الحدودية، و12 أخرى فوق منطقة روستوف، جنوب روسيا. وأضافت الوزارة أن الطائرات الأربع المتبقية دُمرت فوق شبه جزيرة القرم ومنطقة كراسنودار ومياه بحر آزوف.
وفي أوكرانيا، قال حاكم منطقة كييف، اليوم الاثنين، إن روسيا شنّت غارة جوية ثالثة على التوالي خلال الليل على العاصمة الأوكرانية، ما أدى إلى إصابة شخص واحد وإلحاق أضرار بعدة منازل في المنطقة المحيطة بالمدينة. وأضاف الحاكم ميكولا كلاشنيك، في منشور على تطبيق تليغرام، أن شخصاً يبلغ من العمر 37 عاماً أُصيب بشظايا في الجزء العلوي من جسمه ورأسه.
وفي وقت متأخر من يوم أمس الأحد، في منطقة زابوريجيا، جنوب شرقي البلاد، أسفر هجوم روسي عن إصابة امرأة تبلغ من العمر 54 عاماً، وتحطيم نوافذ مبانٍ سكنية، وفقاً لما ذكرته إدارة المنطقة على تليغرام. ولم يتضح على الفور النطاق الكامل للهجوم الذي شُن ليلاً. ولم يصدر أي تعليق بعد من روسيا. وينفي الجانبان استهداف المدنيين في الحرب التي بدأتها روسيا بغزوها الشامل لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)