Skip to main content
محادثات أستانة 15 بشأن سورية تنطلق في سوتشي بمقاطعة أميركية
جلال بكور
العربي الجديد ــ موسكو
رفضت واشنطن المشاركة بصفة مراقب (Getty)

انطلقت اليوم، الثلاثاء، الجولة الـ15 من محادثات أستانة في مدينة سوتشي الروسية بحضور المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسن، وبمشاركة وفدي المعارضة والنظام السوري والدول الضامنة والمراقبة، في ظل مقاطعة أميركية للمحادثات.

وتجرى المحادثات على مستوى نواب وزراء الخارجية، حيث يحضر من جانب النظام وفد يترأسه معاون وزير الخارجية والمغتربين أيمن سوسان، في حين يترأس وفد المعارضة العسكري أحمد طعمة. وتشارك وفود من لبنان والعراق والأردن بصفة مراقبين.

وجرت العادة أن يمثل الجانب التركي، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، نائب وزير الخارجية سادات أونال، والجانب الروسي المبعوث الخاص لسورية ألكسندر لافرنتييف، والجانب الإيراني مساعد وزير الخارجية جابري أنصاري.

وأكد لافرينتييف، اليوم الثلاثاء، أنّ المشاركين في اللقاء الدولي سيناقشون مسائل تأثير العقوبات الأميركية، مقرّاً بأنّ النظام السوري بات في عزلة سياسية واقتصادية قوية، في إشارة إلى قانون "قيصر" الأميركي.

وقال في تصريحات صحافية في مستهل جولة المحادثات: "نعتزم، في إطار الجلسة، النظر في قضايا ضرر العقوبات الصارمة أحادية الجانب من طرف الولايات المتحدة والدول الغربية".

لافرينتييف يقر بتعرض النظام السوري لعزلة سياسية واقتصادية 

وأقرّ المبعوث الروسي بأنّ "سورية باتت في عزلة سياسية واقتصادية قوية في الوقت الحالي، ما يضيق المجال لتنظيم عملية مفاوضات أعمال متكافئة مع الحكومة السورية". وأضاف: "لا يمكن بأي حال من الأحوال السماح باستمرار العقاب الجماعي بحق الشعب السوري، بما في ذلك القسم الداعم للسلطات السورية الشرعية الحالية".

ونقلت وسائل إعلام روسية عن لافرينتييف قوله إنّ الولايات المتحدة رفضت المشاركة بصفة مراقب في لقاء "صيغة أستانة".

ونقل موقع "روسيا اليوم" عن وكالة "نوفوستي" الروسية أنّ الدول الضامنة "لصيغة أستانة" تعتزم، خلال اللقاء، منح دفعة قوية لعملية "التسوية السورية".

وأكد المبعوث الروسي أن الوفود ستناقش خلال اللقاء موضوع عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، وكذلك الوضع الاقتصادي في سورية، موجهاً رسالة للمعارضة السورية المسلّحة بضرورة "تحرير إدلب من الإرهابيين"، وفق زعمه.

وأكد لافرنتييف أن الوفد الروسي "سيجري محادثات شاملة مع وفد المعارضة السورية"، مشيراً إلى أنه سيشدد في حديثه مع الوفد المعارض على "ضرورة الابتعاد عن المجموعات المتطرفة، وخصوصاً في منطقة خفض التصعيد في إدلب المسيطرة فعلياً في الوقت الحالي على المنطقة، وتعطل تنفيذ الاتفاقات الروسية التركية لاستقرار الأوضاع على خطوط التماس".

وخلص إلى أنه "حان الوقت، على أي حال، لأن تسعى (المعارضة) إلى أخذ هذا الموضوع على عاتقها، وتحرر هذه المنطقة من المنظمات الإرهابية". ومع إشارته إلى نتائج مؤتمر اللاجئين الذي عُقد في دمشق في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، ورغبة لبنان بتنظيم نسخة جديدة من المؤتمر، قال لافرنتييف إن "الجانب التركي أبدى اهتماماً في بحث موضوع تنظيم مباحثات حول اللاجئين على أراضيه، ولهذا نناقش ما يجب علينا فعله من أجل تحقيق دفعة لهذه القضية المهمة".

وشدد لافرنتييف على ضرورة مواصلة العمل لمحاربة التنظيمات الإرهابية مثل تنظيم "داعش" و"هيئة تحرير الشام" وغيرها من المنظمات المصنفة إرهابية، وأشار إلى أن نشاط هذه التنظيمات ازداد في الأشهر الأخيرة، وأكد أن "التفاوض مع التنظيمات الإرهابية غير مطروح إطلاقاً" وأن "الهدف هو القضاء عليها بالكامل".

وبحسب ما ذكرته وكالة "الأناضول" نقلاً عن المتحدث باسم وفد المعارضة السورية أيمن العاسمي، فإنّ اجتماع سوتشي سيتناول، إضافة لملف اللجنة الدستورية، موضوع تحويل اتفاق خفض التصعيد في إدلب (الموقع عام 2017) إلى وقف إطلاق نار دائم، كما سيتناول ملف المعتقلين وقضايا إنسانية أخرى.

وقالت صحيفة "الوطن" التابعة للنظام السوري إنّ "المبعوث الأممي إلى سورية غير بيدرسن سيزور دمشق في 21 فبراير/ شباط الجاري لمدة يومين"، حيث ستأتي تلك الزيارة بعد أيام من انتهاء الجولة الـ15 من محادثات أستانة.

وستستمرّ المحادثات في إطار أستانة في سوتشي مدة يومين، على أن يشمل برنامج اليوم الأول مشاورات ثنائية وثلاثية، لتعقد الجلسة العامة في اليوم الثاني. وفي ختام المحادثات، سيلتقي وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع بيدرسن لمناقشة قضايا التسوية السياسية، في سياق عمل اللجنة الدستورية في جنيف واجتماع سوتشي، وفق ما كشفت عنه الناطقة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس الاثنين.

وتوقفت المحادثات بصيغة "مباحثات أستانة" أكثر من عام في ظل انعقاد جولات "اللجنة الدستورية" في جنيف، من دون التوصل إلى أي شيء جديد في الملف بعد عقد خمس جولات عمل وفد النظام السوري على تعطيلها.

ومع نهاية الجولة الخامسة من اجتماعات اللجنة الدستورية في جنيف في يناير/كانون الثاني الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانة: تركيا وروسيا وإيران، نيتها إجراء الاجتماع الخامس عشر بصيغة "أستانة" في سوتشي الروسية.

وكانت الجولات السابقة من المحادثات قد توقفت في ديسمبر/كانون الأول 2019، وجاء في البيان الختامي للجولة الـ14 أن الدول الضامنة والوفود المشاركة أكدت اتفاقها على "وحدة وسيادة الأراضي السورية".