مجموعةٌ جنوب أفريقية للبيض تعارض قرار ترامب قطع المساعدات وعرض اللجوء

08 فبراير 2025
الرئيس الأميركي دونالد ترامب 3 فبراير 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلنت "حركة التضامن" الجنوب أفريقية معارضتها لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب المساعدات بسبب قانون مصادرة الأراضي 2024 وعلاقات جنوب أفريقيا مع إيران، ورفضها لعرض الإقامة في الولايات المتحدة.
- خصصت الولايات المتحدة 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في 2023، لكن تم تعليق التمويل بسبب قانون نزع ملكية الأراضي، فيما أكدت جنوب أفريقيا التزامها بسيادة القانون ووصفت قرار ترامب بأنه "حملة تضليل".
- أثارت قضية الأراضي انقساماً كبيراً وانتقادات من المحافظين مثل إيلون ماسك، وتأخرت ترخيص "ستارلينك"، فيما غاب وزير الخارجية ماركو روبيو عن محادثات مجموعة العشرين، متهماً الحكومة بمعاداة أميركا.

عبّرت "حركة التضامن" الجنوب أفريقية، اليوم السبت، عن معارضتها لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسحب المساعدات المقدّمة للبلاد، مشدّدة على رفضها أيضاً لعرض الإقامة في الولايات المتحدة، وفق ما ذكرت وكالة بلومبرغ.

وقرّرت الإدارة الأميركية، وقف المساعدات المقدمة لجمهورية جنوب أفريقيا بسبب "قانون مصادرة الأراضي 2024"، وقضية "الإبادة الجماعية" المرفوعة ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدولية، و"علاقاتها الوثيقة" مع إيران، حسب ما ذكر بيان البيت الأبيض، اليوم.

طبقاً للبيان، فإن الولايات المتحدة "لا تستطيع دعم انتهاكات حقوق الإنسان التي ترتكبها الحكومة في جنوب أفريقيا على أراضيها، فضلاً عن تقويضها للسياسة الخارجية الأميركية والتهديد الأمني الذي تشكله لحلفائنا"، في إشارة إلى الدعوى التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدّ إسرائيل في المحكمة الجنائية الدولية، وتتهمها فيها بارتكاب إبادة جماعية بحق الفلسطينيين في قطاع غزة.

وبحسب بيانات حكومية، خصصت الولايات المتحدة ميزانية تقدّر بنحو 440 مليون دولار لجنوب أفريقيا في عام 2023، ولكن على إثر قانون نزع ملكية الأراضي 2024، الذي وقعه الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا في 24 يناير/ كانون الثاني الماضي، قرّر ترامب تعليق التمويل، متهماً الحكومة الجنوب أفريقية بـ"الاستيلاء على الأراضي"، ومعاملة مجموعات معيّنة "بشكل سيئ للغاية".
في المقابل، ردّت جنوب أفريقيا على الاتهام الأميركي، مؤكدةً أنها تتمتع بديمقراطية دستورية ملتزمة التزاماً عميقاً بسيادة القانون والعدالة، وشدّدت على أن "الحكومة لم تستولِ على أيِّ أرض".

وبالعودة إلى "حركة التضامن"، والتي تضم أفريقيين من ذوي البشرة البيضاء بشكل أساسي، قال رئيسها فليب بايس، إن حركته "تعارض سحب المساعدات الأميركية"، وتابع في إحاطة للصحافيين أنه "لم ولن نطلب فرض عقوبات ضد جنوب أفريقيا أو قطع الحكومة الأميركية المساعدات عن الأشخاص المحتاجين". كما رفضت المجموعة، التي قالت إن الأمر ليس له علاقة بـ "حركة تضامن"، أو مجموعة "أفري فوروم" التابعة لها، عرضاً من جانب ترامب لمنح البيض في جنوب أفريقيا (الأفريكان) وضع لاجئين في الولايات المتحدة.

وفي وقتٍ سابق، وصفت حكومة بريتوريا قرار ترامب بأنه "حملة تضليل ودعاية" ضد جنوب أفريقيا؛ فيما أكّد الرئيس سيريل رامابوزا أول أمس الخميس أن بلاده "لن تخضع للترهيب"، بعد انتقادات وجهت لحكومته هذا الأسبوع من كبار المسؤولين الأميركيين بمن فيهم الرئيس ترامب.

وقال رامابوزا  "إنّنا نشهد صعود القومية والحمائية والسعي لتحقيق مصالح ضيقة وتراجع القضية المشتركة"، وأضاف "هذا هو العالم الذي يتعيّن علينا نحن في جنوب أفريقيا، الاقتصاد النامي، أن نتنقل فيه الآن، لكننا لسنا خائفين"، وتابع "نحن، كجنوب أفريقيين، شعب مرن، ولن نخضع للترهيب".

إلى ذلك، تعدّ قضية الأراضي في جنوب أفريقيا مثيرة للانقسام؛ إذ تولّد الجهود المبذولة لمعالجة التمييز الموروث من نظام الفصل العنصري انتقادات المحافظين لا سيّما إيلون ماسك، الملياردير المولود في جنوب أفريقيا وأحد أقرب مستشاري ترامب، فبعد الاتهامات التي وجهها الأخير، استخدم ماسك منصة "إكس" التي يملكها، واتهم حكومة رامابوزا بسنّ "قوانين ملكية عنصرية علنية".

وأفادت تقارير بأن محاولات ترخيص خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية "ستارلينك" التابعة لماسك في جنوب أفريقيا تأخرت بسبب سياسة تجبر الشركات الكبرى على توفير 30% من الأسهم للمجموعات المحرومة تاريخياً.

روبيو يتهم جنوب أفريقيا بـ"معاداة أميركا"

وفي وقت سابق من الأسبوع، أعلن وزير الخارجية ماركو روبيو أنه سيغيب عن محادثات مجموعة العشرين هذا الشهر في جنوب أفريقيا، متهماً الحكومة المضيفة بـ"معاداة أميركا". وفي خطابه، قال رامابوزا إن قرار ترامب بتعليق المساعدات الدولية الأميركية كان مصدر قلق لجنوب أفريقيا، حيث تمول واشنطن نحو 17% من برامج علاج فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
وأضاف "ندرس مختلف الخيارات لتلبية الاحتياجات الفورية وضمان استمرار الخدمات الأساسية التي قد نفقدها إذا لم يصل هذا التمويل"، خصوصاً وأن البلاد تُسجّل حالياً إحدى أعلى النسب في العالم للمصابين بفيروس نقص المناعة البشرية.

المساهمون