مجلس النواب الليبي يعدّ جلسة "توحيد الصف" في المغرب

مجلس النواب الليبي يعدّ لجلسة "توحيد الصف" في المغرب

21 نوفمبر 2020
المغرب يتحاشى إرسال دعوات رسمية (فاضل سنا/ فرانس برس)
+ الخط -

تداولت أوساط ليبية تصريحات لنواب ليبيين بشأن إمكانية عقد جلسة بين النواب المجتمعين بطبرق وطرابلس، يوم غد الأحد، في العاصمة المغربية الرباط، مشيرة إلى رغبة عدد من النواب في عقد "مصالحة"، مقابل سعي آخرين لـ "توحيد الصف للوقوف أمام تغول البعثة الأممية في الشأن الليبي". 
ولم يعلن الجانب المغربي ولا مجلس النواب، سواء المجتمع في طبرق وطرابلس، بشكل رسمي عن اللقاء، فيما يبدو أن رئيس مجلس النواب في طبرق، عقيلة صالح، يعارض اللقاء "لكنه لا يسعى لإعطائه الصفة الرسمية كونه لا يعترف بجلسات النواب في طرابلس"، بحسب مصدر برلماني من طبرق. 
وبحسب البرلماني الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، فإن اعتراض صالح الوحيد كان بخصوص رغبة النواب عقد جلسة مكتملة النصاب في مدينة غدامس بعد رجوعهم من المغرب، حيث شدد صالح على أن المقر الرئيس للمجلس في طبرق. 
وأكد البرلماني أن المساعي الحالية تجرى بعلم البعثة الأممية التي شجعت على الخطوة. لكن عضو مجلس النواب، محمد عبد الحفيظ، قلل من شأن علم البعثة بالمساعي، مؤكداً أن الهدف الرئيس لاجتماع المجلس توحيد الصف للوقوف أمام تغول البعثة الأممية في الشأن الليبي. 
وأضاف عبد الحفيظ في تصريحه لـ"العربي الجديد" أن "البعثة تستغل ظروف الانقسام النيابي الذي ترك فراغاً للحركة دون مساءلة في الشأن الليبي"، مشدداً على ضرورة "وقف البعثة عند حد اختصاصاتها المنصوص عليها في قرار إنشائها". 
وأكد عبد الحفيظ أن جلسة التصالح ستناقش أيضاً مكان الاجتماع المقبل للمجلس داخل ليبيا، مشيرا إلى أن أول جلساته داخل ليبيا ستسعى لأن تكون مكتملة النصاب لمناقشة أولويات المرحلة الحالية.
وكان عضو مجلس النواب، جبريل أوحيدة، قد أكد أن جهود جمع المجلس تجري بالتنسيق بين عدد من النواب ووزارة الخارجية المغربية التي "وجهت دعوة غير رسمية منذ أكثر من أسبوع للنواب"، مشيرا إلى أن الجانب المغربي لم يوجه الدعوة بشكل رسمي تحاشيا للإحراج، لا سيما أن المجلس لا يزال منقسما. 
وحول الهدف من اللقاء قال اوحيدة، في تدوينة على حسابه بموقع "فيسبوك"، إنه يسعى لجمع شتات المجلس وتوحيده والانطلاق لاستكمال الاستحقاقات والعمل على إنهاء الأزمة من أجل تسليم السلطة بانتخابات عامة في أقرب وقت ممكن. 
وأضاف "سؤال جدير بالاهتمام سبق أن طرحته على السيد غسان سلامة منذ بداية تكليفه مبعوثا لليبيا، وهذا السؤال نجده يطرح بعد كل محطة فاشلة مفاده هل فعلا المجتمع الدولي جاد في حلحلة الأزمة الليبية؟". 
وعبر اوحيدة عن أمله في أن "يعتبر أعضاء مجلس النواب من الأخطاء والتجارب السابقة بالابتعاد عن الأنانية والتجاذبات والمزايدات والصراعات بكافة أشكالها، والتركيز على حل وطني لهذه الأزمة المتفاقمة بالتزامن مع تفاهمات المسار الأمني العسكري".

ويأتي ذلك بالتزامن مع إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، أمس الجمعة، مجلس الأمن تعيين الدبلوماسي البلغاري نيكولاي ملادينوف مبعوثاً أممياً جديداً إلى ليبيا.
وأكد دبلوماسي ليبي بالسفارة الليبية في روما أن ملادينوف يحظى بدعم أوروبي وأميركي لتولي المنصب خلفا لغسان سلامة المستقيل منذ مارس/ آذار الماضي. 

 

وتتولى الدبلوماسية الأميركية ستيفاني وليامز رئاسة البعثة بالإنابة منذ استقالة سلامة، وخلال ستة أشهر تمكنت من الوصول بملف الأزمة الليبية إلى اتفاقات مهمة، منها الاتفاق العسكري الموقع في 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وملتقى للحوار السياسي الذي جمع 75 شخصية ليبية بتونس، والذي ينتظر أن يعقد جولته الثانية لإنتاج سلطة جديدة تشرف على انتخابات رئاسة وبرلمانية خلال 18 شهرا.