مجلس الشيوخ الأميركي يحبط محاولة لمنع مبيعات أسلحة لإسرائيل
استمع إلى الملخص
- السيناتور بيرني ساندرز قدم المقترحات مشيراً إلى الخسائر المدنية ومنع المساعدات الإنسانية، لكن الدعم التقليدي لإسرائيل من الحزبين الجمهوري والديمقراطي حال دون تمريرها.
- فشلت محاولات سابقة لوقف مبيعات الأسلحة، حيث تجاوز الرئيس السابق دونالد ترامب مراجعة الكونغرس، مما أدى إلى نقاشات حادة أحرجت رؤساء سابقين.
رفض مجلس الشيوخ الأميركي، يوم الخميس، بأغلبية ساحقة، مسعى لمنع بيع أسلحة بقيمة 8.8 مليارات دولار لإسرائيل في محاولة استندت إلى أزمة حقوق الإنسان التي يواجهها الفلسطينيون في قطاع غزة من جراء الحرب الإسرائيلية على القطاع، ومنع تسليم المساعدات الإنسانية. وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية 82 صوتاً مقابل 15 صوتاً و83 صوتاً مقابل 15 صوتاً لرفض قرارين مقترحين بشأن مبيعات القنابل الضخمة وغيرها من العتاد العسكري الهجومي. وتقدم بالمقترحين السيناتور بيرني ساندرز من ولاية فيرمونت، وهو عضو مستقل يتحالف مع الحزب الديمقراطي.
ومن غير المرجح إقرار مشروعات قوانين توقف مبيعات الأسلحة لإسرائيل في ظل الدعم الراسخ لها منذ عقود من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، لكن يأمل مؤيدو مثل هذه المشاريع أن يؤدي طرح هذه القضية إلى تشجيع الحكومة الإسرائيلية والإدارات الأميركية على بذل مزيد من الجهود لحماية المدنيين.
وفي كلمة حث فيها على دعم مشروعي القرارين، وصف ساندرز الخسائر التي لحقت بالمدنيين وما يواجهه آلاف الأطفال من سوء تغذية ومجاعة، خاصة بسبب منع وصول المساعدات الإنسانية في الآونة الأخيرة. وأضاف "ما يحدث الآن لا يمكن تصوره. لقد مضى اليوم 31 يوماً وما زال العد مستمراً من دون أن تصل أي مساعدات إنسانية إلى غزة، لا شيء على الإطلاق. لا طعام، لا ماء، لا أدوية، لا وقود، أكثر من شهر".
وتقول إسرائيل إنها تستهدف بمنع دخول المساعدات الضغط على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) في محادثات وقف إطلاق النار. ويشمل التعليق واردات الغذاء والدواء والوقود. وطالب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيمس ريش بإسقاط مشروعي ساندرز قائلا إن هذا "تخل عن إسرائيل، أقرب حلفائنا في الشرق الأوسط، في لحظة محورية للأمن العالمي".
وجرى تصويت الخميس في نفس اليوم الذي فر فيه مئات الآلاف من سكان غزة بحثا عن مأوى في واحدة من أكبر عمليات النزوح الجماعي أثناء الحرب. وتتقدم القوات الإسرائيلية داخل أنقاض مدينة رفح، وهي جزء من المنطقة التي أعلن عنها في الآونة الأخيرة بأنها "منطقة أمنية" تنوي القوات الاستيلاء عليها.
فشل مشروعات قرارات سابقة
وصوت مجلس الشيوخ بأغلبية ساحقة في نوفمبر/تشرين الثاني لإسقاط ثلاثة مشروعات قرارات قدمها ساندرز كانت تهدف لوقف عمليات نقل أسلحة وافقت عليها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وهو ديمقراطي انتقده بعض التقدميين لما اعتبروه تقاعسا عن مساعدة الفلسطينيين مع تدهور الأوضاع في غزة.
أما الرئيس دونالد ترامب الذي بدأ فترة رئاسته الثانية في 20 يناير/كانون الثاني، وهو من أشد المدافعين عن إسرائيل، فقد تراجع عن جهود بايدن لوضع بعض القيود على الأسلحة التي تُرسَل إلى حكومة نتنياهو. ويطرح ترامب فكرة نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
وتخطى ترامب في وقت سابق من هذا العام عملية مراجعة في الكونغرس للموافقة على مبيعات عسكرية بمليارات الدولارات لإسرائيل. ويمنح القانون الأميركي الكونغرس الحق في مراجعة المبيعات الكبيرة من الأسلحة للدول ومنعها من خلال تمرير قرارات رفض. ولم يسبق لأي مشروع قرار من هذا النوع الحصول على الموافقة في الكونغرس ثم الإفلات من حق الاعتراض الرئاسي، لكن القانون يقتضي أن يصوت مجلس الشيوخ في حال تقديم مشروع قرار. وأدت مشروعات قرارات على هذا النحو في بعض الأحيان إلى نقاشات غاضبة أحرجت رؤساء سابقين.
(رويترز)