مجلس الأمن يمدد ولاية "مينورسو" ويبدي قلقه من انهيار وقف إطلاق النار

مجلس الأمن يمدد ولاية "مينورسو" ويبدي قلقه من انهيار وقف إطلاق النار

29 أكتوبر 2021
مجلس الأمن الدولي (Getty)
+ الخط -

جدّد مجلس الأمن الدولي، مساء الجمعة، ولاية بعثة الأمم المتحدة في الصحراء (مينورسو) مدة عام كامل، وذلك قبل يومين من انتهاء مدتها، مبديا قلقه من انهيار وقف إطلاق النار لعام 1991.

وجاء في نص القرار، الذي تقدمت به الولايات المتحدة الأميركية ونال ثقة 15 دولة، أن مجلس الأمن "قرر تمديد ولاية بعثة المينورسو إلى غاية 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022".

وكان التصويت على القرار الجديد قد تم تأجيله الأربعاء الماضي، بسبب احتجاج روسيا على مسودة القرار التي صاغتها الولايات المتحدة الأميركية. وفيما كان لافتا امتناع تونس إلى جانب روسيا عن التصويت، أعلن مجلس الأمن الدولي عن دعم المبعوث الأممي الجديد ستيفان دي ميستورا وإطلاق عملية سياسية وفق قرارات مجلس الأمن ذات الصلة الصادرة منذ سنة 2007 إلى الآن.

إلى ذلك، أعرب مجلس الأمن في القرار الجديد عن قلقه إزاء انهيار وقف إطلاق النار لعام 1991 بين المغرب وجبهة "البوليساريو" الانفصالية، داعيا إلى إحياء المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة.

وفي الوقت الذي ينتظر فيه أن يبدأ دي ميستورا عمله خلال الأيام القادمة، دعا القرار الصادر عن مجلس الأمن الأطراف إلى استئناف المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة من دون شروط مسبقة، مع الأخذ في الاعتبار الجهود المبذولة منذ عام 2006 والتطورات اللاحقة بهدف تحقيق حل سياسي عادل ودائم ومقبول من الطرفين، في إشارة إلى المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي قدمتها المملكة في 11 إبريل/ نيسان 2007.

المغرب: قرار مجلس الأمن أحبط مناورات الجزائر

واعتبر المغرب أن قرار مجلس الأمن "قدم أجوبة صريحة وأحبط كل تحركات ومناورات الجزائر، وبشكل خاص سعيها لإعادة النظر في قضية أطراف الموائد المستديرة". واتهم وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، في مؤتمر صحافي عقده مساء الجمعة، الجزائر بـ"محاولة إعطاء الانطباع بأن هناك اتجاها جديدا سيتبناه مجلس الأمن الدولي في آخر لحظة"، معتبرا أن "الجزائر أصبح لها الآن مشكل مع المجتمع الدولي ومجلس الأمن وليس مع المغرب". وأوضح أنه "كانت هنالك تعبئة من الجزائر للمطالبة بإعادة النظر في طبيعة التسوية، ومنها رسالة من مندوب الجزائر لأعضاء مجلس الأمن، عارض فيها المائدة المستديرة، وقال إن بلاده ترفض أي إشارة إلى الموائد في القرار”.

وأكد أن الموائد المستديرة بمشاركة الجميع، بمن فيهم المغرب والجزائر وموريتانيا والبوليساريو، هي الآلية الوحيدة لتدبير المسلسل. وأضاف:" كانت تصريحات تشير إلى أن الجزائر لن تشارك، وغير معنية بالموائد المستديرة، وكان جواب مجلس الأمن أن الجزائر مذكورة في القرار بنفس عدد المرات التي ذكر فيها المغرب، وهي خمس، ليحدد مجلس الأمن بهذه الطريقة مسؤولية الجزائر في المسلسل، ويدعوها إلى المشاركة بمسؤولية طوال المسلسل".

إلى ذلك، عدد رئيس الدبلوماسية المغربية مكتسبات بلاده من قرار مجلس الأمن الدولي، مشيرا إلى أنه "كانت هناك محاولات لإحياء خطط قديمة ومبتذلة، وكان ضغط وابتزاز لتغيير فقرات تحدد ماهية الحل، والتي تقول إن الحل يجب أن يكون واقعيا عمليا قائما على التوافق، وهي كلمات تخيف الأطراف الأخرى، لأنها تأكيد على مقترح الحكم الذاتي، وتبعد كل ما ليس فيه توافق". ولفت بوريطة إلى أنه رغم "محاولات المس بمكتسبات المغرب من القرارات الأخيرة"، فإنها " كلها موجودة في القرار، منها الحكم الذاتي كحل واقعي عملي، وذي مصداقية.. وكانت محاولات حول حقوق الإنسان، ومناورات، ولكن لم تطرح في القرار". 

من جانبه، قال السفير المغربي في الأمم المتحدة عمر هلال إن "الموقف الأميركي من سيادة المغرب على الصحراء لم يتغير"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة "ما زالت حاملة القلم، وأن القرار الحالي الذي تم التصويت عليه اليوم هو نفسه القرار السابق، اللهم إلا بعض الكلمات".

وأشاد ممثل المغرب الدائم لدى الأمم المتحدة، خلال حديث للصحافة بمقر المنظمة الأممية بنيويورك، بمصادقة مجلس الأمن الدولي على القرار 2602 القاضي بتمديد مهمة بعثة "مينورسو" سنةً أخرى.