مجلس الأمن يصوّت اليوم على إعادة فرض العقوبات الدولية على إيران
استمع إلى الملخص
- الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أن العقوبات ستُعاد قبل نهاية سبتمبر، مشددًا على أهمية الموقف الأوروبي الموحد تجاه التهديدات الإيرانية.
- رئيس الموساد الإسرائيلي ديفيد برنيع أشار إلى قدرات الموساد العملياتية داخل إيران، مؤكدًا استمرار تعزيز هذه القدرات لمراقبة الأنشطة التي تهدد أمن إسرائيل.
يصوّت مجلس الأمن، الجمعة، على إعادة فرض عقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بعدما فعّلت ألمانيا وفرنسا وبريطانيا "آلية الزناد" المنصوص عليها في اتفاق 2015. وفي أواخر أغسطس/آب، قامت الدول الثلاث المنضوية في الاتفاق بتفعيل الآلية المعروفة باسم "سناب باك" وتتيح إعادة فرض العقوبات على إيران على خلفية عدم التزامها بنود الاتفاق الذي انسحبت الولايات المتحدة أحاديا منه عام 2018 معيدة فرض عقوباتها على طهران.
وأتاح الإشعار الرسمي إلى مجلس الأمن مهلة 30 يوماً لإعادة فرض العقوبات، تنتهي أواخر الأسبوع المقبل. وأكدت الرئاسة الدورية لمجلس الأمن أن جلسة بحث مسألة العقوبات ستبدأ عند العاشرة صباح الجمعة (14:00 بتوقيت غرينتش). وبموجب قرار المجلس الرقم 2231 الذي وضع إطارا قانونيا للاتفاق الذي توصلت إليه طهران والقوى الكبرى، سيجرى التصويت على مشروع قرار يبقي على الوضع القائم لعقوبات المجلس، أي مرفوعة. ومن أجل إقراره، يتوجب أن ينال المقترح موافقة تسعة من أعضاء مجلس الأمن الـ15. وتؤكد مصادر دبلوماسية أن هذا العدد غير متوفر، ما سيعني إعادة فرض العقوبات.
توازيا، توقّع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الخميس، أن يعيد مجلس الأمن الدولي فرض العقوبات على إيران قبل نهاية سبتمبر/أيلول الحالي. وخلال مقابلة مع قناة تلفزيونية إسرائيلية نشرت مقتطفات منها الخميس، سئل ماكرون عما إذا كان سيعاد فرض العقوبات على إيران "في أواخر هذا الشهر"، فردّ بالقول: "نعم، أعتقد ذلك، لأن آخر ما تلقّيناه من الإيرانيين لم يكن جديا"، في إشارة إلى المحادثات التي أجرتها الدول الثلاث مع طهران على مدى الأسابيع الأخيرة.
وأضاف ماكرون: "لطالما كانت فرنسا طرفا متطلبا للغاية وواضحا وثابتا في المسألة الإيرانية"، متوجها إلى المشاهدين الإسرائيليين بالقول: "وأعتقد أن هذا مهم للغاية بالنسبة إلى بلادكم وإلى شعبكم". وتابع: "لا نقلل على الإطلاق من خطر القنبلة النووية في إيران، لكن أيضا القدرات الباليستية وزعزعة الاستقرار الإقليمي من قبل إيران، لأنهم (الإيرانيون) غير واضحين ولا يقدمون التزاما واضحا بهذا الشأن".
وأكد أن "هذا موقف أوروبي، وعملت مع زملائنا البريطانيين والألمان. سنعيد تطبيق آلية الزناد". وكان وزراء خارجية ألمانيا وبريطانيا وفرنسا أبلغوا، الأربعاء، نظيرهم الإيراني بأنهم ما زالوا بانتظار خطوات ملموسة من طهران بشأن برنامجها النووي، لتجنيب إيران إعادة فرض العقوبات الدولية. وعقب محادثات هاتفية جرت الأربعاء، اعتبرت الحكومة الألمانية أن "الكرة ما زالت في ملعب طهران"، مشدّدة على أن عرض "بحث التمديد الموقت (لفترة رفع العقوبات) ما زال مطروحا إذا استوفت إيران شروطا معيّنة".
في إبريل/نيسان، باشرت طهران وواشنطن محادثات لتحديد أطر للبرنامج النووي في مقابل رفع العقوبات الاقتصادية. لكن المحادثات توقّفت في منتصف يونيو/حزيران إثر الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي تدخلت فيه الولايات المتحدة عبر قصف ثلاث منشآت نووية. وعلّقت طهران تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية عقب الهجوم. وتوصل الطرفان في سبتمبر إلى اتفاق يهدف إلى استئناف التعاون.
في سياق آخر، ادعى رئيس المخابرات الإسرائيلي "الموساد" ديفيد برنيع، الخميس، أن جهازه يملك قدرات عملياتية "ممتازة"، لا سيما داخل إيران وفي قلب العاصمة طهران. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، في بيان، إن برنيع أدلى بهذه التصريحات خلال حفل توزيع "جائزة رئيس الوزراء لعمليات الموساد" لعامي 2023-2024، الذي أقيم مساء الأربعاء بحضور بنيامين نتنياهو.
وفي معرض حديثه عما سماه "الحرب ضد إيران"، قال برنيع: "في العام الماضي، تحقق حدث تاريخي، ربما كان الأعظم على الإطلاق، ألا وهو عملية (الأسد الصاعد) بقيادة الجيش الإسرائيلي، وبالتعاون مع الموساد، تمكنا من توجيه ضربة قاصمة للعدو الذي كان يشكل تهديدا وجوديا لإسرائيل"، وفق ادعائه.
وفي 13 يونيو/حزيران الماضي، شنت إسرائيل حربا مفاجئة على إيران استمرت 12 يوما سمتها "الأسد الصاعد"، وتخللتها ضربات متبادلة أسفرت عن مئات القتلى والجرحى بين الجانبين، قبل أن تعلن واشنطن التوصل إلى وقف لإطلاق النار في الـ24 من الشهر نفسه، وسط ادعاءات متبادلة بتحقيق النصر.
وخلال الحرب، قالت طهران إنها استهدفت مقر الموساد ومحيطه في تل أبيب وألحقت به أضرارا "كبيرة"، وهي معلومات لم تؤكدها إسرائيل رسميا، وسط فرض رقابة مشددة على الخسائر التي لحقت بمواقعها الحساسة نتيجة الهجمات الإيرانية. وتابع برنيع: "نفذنا سلسلة عمليات مبتكرة، واحدة تلو أخرى، ونجح الجيش الإسرائيلي، أولا وقبل كل شيء، بقدراته الهائلة، والموساد إلى جانبه، في قلب موازين الحرب (ضد إيران)"، على حد قوله.
وأضاف: "أثبتنا بالفعل أن إيران قابلة للاختراق، وأن الموساد يملك قدرات عملية ممتازة (...) داخل إيران وفي قلب طهران"، حسب ادعاء البيان. وأردف: "سنواصل بناء وتعزيز قدراتنا في إيران، وسنفتح أعيننا داخل إيران على ما يحدث في دهاليزها، ولن نسمح للأفكار التي قد تضر بأمننا بالنمو".
(فرانس برس، الأناضول)