مجلس الأمن يرفض محاولة أخيرة لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران.. وعراقجي يندد

26 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 27 سبتمبر 2025 - 01:55 (توقيت القدس)
خلال جلسة لمجلس الأمن حول إيران، 19 سبتمبر 2025 (أنجيلا ويس/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- رفض مجلس الأمن محاولة روسية وصينية لتأجيل العقوبات على إيران، حيث صوتت أربع دول لصالح المشروع وعارضته تسع دول. من المقرر إعادة فرض العقوبات بعد اتهام الترويكا الأوروبية إيران بانتهاك اتفاق 2015، رغم نفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

- أكد الرئيس الإيراني أن إيران لن تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي، محذراً من نوايا الدول الكبرى. وصف وزير الخارجية الإيراني العقوبات بأنها "باطلة قانوناً".

- عرضت الترويكا الأوروبية تأجيلاً لمحادثات حول البرنامج النووي الإيراني بشرط سماح إيران بدخول مفتشي الأمم المتحدة.

رفض مجلس الأمن، اليوم الجمعة، محاولة أخيرة لتأجيل إعادة فرض العقوبات على إيران بسبب برنامجها النووي، بعد فشل مسعى روسي وصيني لتأجيل ذلك ستة أشهر أمام المجلس المكون من 15 دولة عضواً، وذلك بعد أن صوتت أربع دول فقط لصالح مشروع القرار الذي تقدمت به موسكو وبكين. وصوتت تسع دول بالرفض، في حين امتنعت دولتان عن التصويت. 

وحصل المشروع على تأييد أربع دول، هي روسيا والصين والجزائر وباكستان، ومعارضة سبع دول هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا واليونان وسيراليون وسلوفيينا والدنمارك وباناما والصومال، وامتناع كل من كوريا الجنوبية وغويانا عن التصويت. ويحتاج أي قرار تسعة أصوات لتبنيه على ألا تستخدم أي من الدول دائمة العضوية الفيتو.

ومن المقرر إعادة فرض "جميع عقوبات الأمم المتحدة" على إيران في تمام الساعة الثامنة من مساء غد السبت بتوقيت شرق الولايات المتحدة (00:00 بتوقيت غرينتش) بعد أن اتهمت فرنسا وألمانيا وبريطانيا، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، طهران بانتهاك اتفاق عام 2015 الذي يهدف إلى منعها من تصنيع قنبلة نووية. وتنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة نووية.

بزشكيان: إيران لا تعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي

وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الجمعة، إنّ بلاده لا تعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي حتى في حال إعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة هذا الأسبوع كما هو متوقع. وأكد للصحافيين على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة: "لا نعتزم الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي"، محذراً من أنّ الدول الكبرى تبحث عن "ذريعة سطحية لإشعال المنطقة".

عراقجي: تفعيل "آلية الزناد" قرار متهور ولن نخضع

بدوره، اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن إعادة فرض عقوبات الأممية على طهران على خلفية برنامجها النووي "باطل قانوناً"، بعد فشل تصويت في مجلس الأمن الدولي، الجمعة، على إرجاء ذلك. وقال عراقجي أمام مجلس الأمن إن تفعيل دول الترويكا الأوروبية (ألمانيا وفرنسا وبريطانيا) "آلية الزناد" لإعادة فرض العقوبات "هو باطل قانوناً، متهور سياسياً، وتشوبه عيوب إجرائية".

وذكر وزير الخارجية الإيراني، في كلمة أمام مجلس الأمن، أنه "لم يخضع أي برنامج نووي لأي دولة في العالم لعمليات التفتيش الصارمة التي تعرضنا لها"، مضيفاً أن "الدول التي دعمت مشروع قرار تأجيل العقوبات كانت في الجانب الصحيح من التاريخ".

وشدد على أن طهران "واصلت الالتزام بالاتفاق النووي حتى بعد انسحاب واشنطن منه"، وأنها "التزمت بشكل كامل بالاتفاق النووي، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه بشكل أحادي"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة خانت الدبلوماسية والترويكا الأوروبية دفنتها"، وأن الدول الأوروبية الثلاث "اختارت المواجهة بدلاً من الحوار".

وقال عراقجي إن إعادة فرض العقوبات على إيران "تمثل سابقة خطيرة لأنها تزعزع الثقة بالنظام الدولي بأسره"، داعياً الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس إلى "تجنب أي محاولة لإحياء الآليات المتعلقة بالعقوبات داخل الأمانة العامة". وختم عراقجي كلمته بقوله إن إيران "لن تخضع أبداً للتهديدات أو الضغوط"، وأن إعادة فرض العقوبات (وعدم تبني القرار اليوم) "سيؤثر على اتفاق إيران مع المنظمة الدولية للطاقة الذرية".

من جانبها، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها استأنفت عمليات التفتيش في إيران هذا الأسبوع بعد توقف في أعقاب الهجمات الأميركية والإسرائيلية التي استهدفت منشآت طهران النووية. وقالت الوكالة التابعة للأمم المتحدة في بيان أوردته وكالة فرانس برس "عمليات التفتيش (...) سرية ولا يمكننا تأكيد مواقعها، لكن يمكننا التأكيد أنها جرت هذا الأسبوع".

وفي وقت سابق اليوم، قال عراقجي إنّ اتفاق طهران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة "سيظل سارياً فقط إذا لم تُتّخذ أيّ إجراءات عدائية" ضد بلاده، بما في ذلك أي تحرك لإعادة فرض العقوبات عليها. وكانت إيران والوكالة الدولية للطاقة الذرية توصلتا إلى اتفاق جديد برعاية مصرية، في 9 سبتمبر/أيلول الجاري، بشأن آلية التعاون بين الطرفين.

وعرضت الترويكا الأوروبية تأجيلاً يصل إلى ستة أشهر من أجل إتاحة المجال لإجراء محادثات بشأن اتفاق طويل الأجل حول برنامج طهران النووي، بشرط سماح إيران بدخول مفتشي الأمم المتحدة النوويين، وإذا عالجت المخاوف بشأن مخزونها من اليورانيوم المخصب، وانخرطت في محادثات مع الولايات المتحدة.

المساهمون