الأمن القومي الإيراني يهدد بإلغاء الاتفاق مع وكالة الطاقة الذرية بحال تفعيل العقوبات
استمع إلى الملخص
- صرّح وزير الخارجية الإيراني بأن الدول الأوروبية الثلاث لا تملك الحق في تفعيل آلية سناب باك، محذراً من عواقبها، بينما يعتزم رئيس منظمة الطاقة الذرية تقديم مشروع قرار يدين الهجمات على المنشآت النووية.
- أدانت وزارة الخارجية الإيرانية بيان مجموعة السبع، واصفة إياه بغير المسؤول، محملةً هذه الدول مسؤولية تهديد الاستقرار الإقليمي ودعم الإرهاب.
في مواجهة انتقادات محافظين إيرانيين، أكد المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، اليوم الأحد، أن الاتفاق المبرم الثلاثاء الماضي في القاهرة بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي، هو النص ذاته الذي وافق عليه المجلس، مهدداً بإلغاء الاتفاق مع الوكالة في حال إعادة تفعيل العقوبات ضد إيران.
وأضاف المجلس الأعلى للأمن القومي في بيان أن لجنته النووية راجعت نص الاتفاق ووجدته مطابقاً لما أُقرّ، مبيّناً أن هذه اللجنة تضم مسؤولين رفيعي المستوى من مختلف الجهات المعنية، وقد أُذن لها دائماً من جانب المجلس باتخاذ القرارات، وأنها قامت هذه المرة أيضاً بعملها وفقاً للإجراءات المعتادة.
وفي ما يتعلق بالرقابة على المنشآت النووية الإيرانية من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أوضح المجلس الأعلى للأمن القومي أنه "بعد توفير الشروط الأمنية والسلامة اللازمة، ستقدّم إيران تقريرها إلى الوكالة بعد أخذ موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي". وتابع: "في المرحلة التالية، يجب الاتفاق بين إيران والوكالة على الآليات التنفيذية للتعاون بشأن التقرير المرسل إلى الوكالة، على أن تحظى أي إجراءات، وفقاً للعرف الداخلي، بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي".
وأكّد المجلس الأعلى للأمن القومي أنه "في حال اتخاذ أي إجراء عدائي ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية ومنشآتها النووية، بما في ذلك إعادة تفعيل قرارات مجلس الأمن المُلغاة من خلال آلية سناب باك، فسيتوقف تنفيذ الترتيبات" بموجب الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني، في منشور على منصة "إكس"، إن "المسألة لا تتعلق فقط بعدم امتلاك الدول الأوروبية الثلاث (فرنسا، بريطانيا، ألمانيا) أي حق قانوني أو سياسي أو أخلاقي لتفعيل آلية سناب باك، بل حتى لو كانت تمتلك هذا الحق، فإن مقولة (إذا لم تستعمله ستفقده) لا تنطبق هنا"، مضيفاً أن "التعبير الأدق للمأزق الصعب الذي تواجهه هذه الدول هو: إذا استعملته فقدتَ كل شيء".
من جانبه، صرّح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، اليوم الأحد، قبيل توجهه إلى فيينا للمشاركة في الدورة التاسعة والستين للمؤتمر العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، أن هذا الاجتماع يُعد من أبرز المؤتمرات السنوية التابعة للأمم المتحدة، وأن بلاده ستقدّم خلاله مشروع قرار يدين الهجمات الإسرائيلية والأميركية على منشآتها النووية.
وأضاف إسلامي أن "هذا المؤتمر فرصة لعرض المواقف، ولا سيما حيال ما وقع من أحداث مخالفة لميثاق الأمم المتحدة ولوائح الوكالة ونظامها في ما يخص الصناعات النووية في البلاد"، مؤكداً أنه "خلال المؤتمر سيُسلَّط أيضاً الضوء على تقاعس الوكالة وطموحات الدول المعادية".
وفي تطور متصل، وصفت وزارة الخارجية الإيرانية البيان المشترك الصادر أمس السبت عن دول مجموعة السبع وشركائها ضد طهران بأنه "لا أساس له، وغير مسؤول، وفبركة محضة"، وأدانته بشدة. وأكدت الوزارة في بيانها أن "توجيه اتهامات باطلة ضد القائمين على حماية الأمن القومي الإيراني هو تحريف سافر للحقائق وتضليل متعمد من قبل الجهات التي أصدرت مثل هذه البيانات، والتي أظهرت من خلال سلوكها غير القانوني والمزعزع للاستقرار في مناطق مختلفة من العالم، ولا سيما في منطقة غرب آسيا، أنها تروّج لخرق القانون وتغذي انعدام الأمن".
يُذكر أن دول مجموعة السبع، التي تضم أكبر الاقتصادات الصناعية في العالم، قد اتهمت إيران بممارسة القمع العابر للحدود ضد معارضيها، إضافة إلى القيام بـ"أنشطة تخريبية" أخرى، وأدانت هذه الممارسات. وأكدت وزارة الخارجية الإيرانية أن "الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء مجموعة السبع يتحملون بلا شك مسؤولية أفعالهم غير المقبولة التي تهدد الاستقرار والأمن في المنطقة والعالم، وخصوصاً بسبب تواطؤهم ومشاركتهم في الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، التي ارتكبها الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، فضلاً عن دعمهم للإرهابيين المعروفين بسوابقهم".