متقاعدو الموساد ينضمون إلى موجة الاحتجاج: عريضة تطالب بوقف الحرب
استمع إلى الملخص
- أرسل أطباء عسكريون في الاحتياط عريضة مشابهة إلى نتنياهو ووزير الأمن، مطالبين بوقف القتال في غزة وإعادة المختطفين، مؤكدين أن استمرار القتال يخدم مصالح سياسية ويعرض حياة الجنود للخطر.
- رد نتنياهو كان حاداً، متهماً الموقعين بأنهم جزء من جمعيات ممولة أجنبياً تهدف لإسقاط الحكومة، محذراً من أن رفض الخدمة سيواجه بالإقصاء الفوري.
من أفراد وحدة 8200 الاستخبارية، مروراً بعناصر سلاح الجو السابقين والاحتياطيين، ثم ضباط وجنود سلاحيّ البحرية والمدرعات، وصولاً لمتقاعدي جهاز "الموساد".. تتواصل العرائض التي تطالب باستعادة المحتجزين الإسرائيليين، ولو بثمن وقف الحرب.
فقد وقّع أكثر من 250 متقاعداً في "الموساد"، مساء أمس، على عريضة مفتوحة تؤيّد عريضة عناصر سلاح الجو، وتطالب بوقف الحرب. بين هؤلاء ثلاثة رؤساء سابقين للجهاز، هم: داني يوتام، وأفرايم هليفي، وتَمير باردو، فضلاً عن نائب رئيس سابق للجهاز، وعشرات رؤساء أقسام ونوّابهم.
أمّا من بادر إلى العريضة، وفقاً لموقع "واينت"، فهما المسؤولان السابقان في "الموساد" ديفد ميدان، والمحامية غايل شورِش. وبموازاة هذه العريضة، أرسل أطباء عسكريون في الاحتياط عريضة مشابهة إلى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ووزير أمنه يسرائيل كاتس.
وكتب متقاعدو "الموساد" في عريضتهم: "نحن (متقاعدو) المخابرات والأجهزة الخاصة في الموساد، الذين كرّسوا سنوات طويلة للحفاظ على أمن الدولة، لن نستمرّ في الوقوف مكتوفي الأيدي". وأضافوا: "نعرب عن دعمنا الكامل لعريضة الطيارين، والتي تعكس أيضاً قلقنا العميق بشأن مستقبل البلاد، ونحن ننضّم إلى الدعوة للتحرّك الفوريّ للتوّصل إلى اتفاق لإعادة جميع المحتجزين الـ59 إلى ديارهم، من دون تسويف، حتى لو كان ذلك بثمن وقف الحرب".
وفي هذا الإطار، لفت الموقع إلى أن الموقعين على العريضة هم من المتقاعدين ولا يوجد لهم دور فعلي حالياً، لكنه أشار إلى أن أجهزة أمنية أخرى تشهد تحركات مماثلة لصياغة عرائض تطالب أيضاً بوقف الحرب. وهو ما تقاطع مع ما نقله الموقع عن المحامية شورِش، التي أشارت إلى أن "هناك مجموعات أخرى من فئات واسعة في المجتمع تنضم مثلنا إلى العرائض، وبين هؤلاء محامون وأطباء ومسؤولون في جهاز التعليم".
وبموازاة ذلك، قدّمت إلى نتنياهو وكاتس عريضة الأطباء التي كانت قد انتشرت في الأيام الأخيرة، بعدما وقّع عليها نحو 200 طبيب عسكري في الاحتياط، ومن وحدات مختلفة في الجيش. وفي عريضتهم طالب الأطباء "بإعادة المختطفين دون تسويف ووقف القتال في قطاع غزة".
وشدد الأطباء في عريضتهم على أنه "سنمتثل في كل وقت يتطلب الأمر منّا ذلك"، وأضافوا أنه "نشعر بألم شديد لأن استمرار القتال في غزة يهدف بالأساس إلى خدمة مصالح سياسية وشخصية دون أي هدف أمني. استمرار القتال لا يُساهم في تحقيق أهداف الحرب المعلنة منذ البداية، بل يُعرّض للخطر جنود الجيش الإسرائيلي وحياة مواطنينا المختطفين".
وأضاف الأطباء في رسالتهم أنه "بصفتنا ضباطاً طبيين، فإننا نخدم في قوة الاحتياط انطلاقاً من الالتزام بقدسية الحياة، وروح الجيش الإسرائيلي والقَسَم الطبي، وتعبيراً عن المسؤولية المتبادلة في المجتمع الإسرائيلي"، وحذّروا من أن "استمرار القتال والتخلي عن المختطفين يتعارض مع هذه القيم والتزام الهيئة الطبية بعدم ترك أي فرد من أبناء شعبنا خلفها"، واعتبر هؤلاء أن "استمرار القتال والتخلي عن المختطفين وكأنهم جرحى متروكون في ساحة المعركة، يؤدي إلى تآكل لا رجعة فيه لقيم قدسية الحياة والالتزام بأمن الدولة وسكانها"، داعين القيادة الإسرائيلية للعودة إلى رشدها.
وحول المخاوف من اعتبار العريضة بمثابة دعوة لرفض الامتثال للخدمة كما اتهم نتنياهو الموقعين، شدد الطبيب في الاحتياط عوفر كوبو على أنه "لا توجد كلمة رفض واحدة في الرسالة، ونحن نواصل الخدمة في الاحتياط"، مشيراً إلى أنه "نحن لا نعتذر عن دعوتنا لإعادة المختطفين بأي ثمن. 80% من الشعب يريد عودة المختطفين إلى وطنهم، وهذا ليس دافعاً سياسياً، بل هو المبدأ الأخلاقي اليهودي".
وعلى أثر توالي هذه العرائض هاجم نتنياهو، الجمعة، الموقعين عليها، واعتبر أنها تأتي بمبادرة من "جمعيات تتلقّى تمويلاً أجنبياً، وهدفها إسقاط الحكومة"، مضيفاً أن "هذه مجموعة صغيرة من المتقاعدين، يثيرون ضجة، فوضويون ومعزولون عن الواقع، وغالبيتها العظمى لا تخدم في الجيش منذ سنين". وطالب نتنياهو الإسرائيليين "باستخلاص العبرة، فرفض الخدمة هو رفض للخدمة، وليس مهماً أي اسم تجميلي يمنح له"، مهدداً أي أحد يشجع على رفض الخدمة بالإقصاء الفوري.