مبعوث الفاتيكان لساسة لبنان: توقفوا عن استخدام وطنكم لأجل الخارج

مبعوث الفاتيكان ينتقد الساسة اللبنانيين خلال زيارة إلى بيروت

01 فبراير 2022
مبعوث الفاتيكان: الإصلاحات ستساعد لبنان (الأناضول)
+ الخط -

انتقد أمين سر دولة الفاتيكان للعلاقات مع الدول، المطران بول ريتشارد غالاغير، اليوم الثلاثاء، الساسة اللبنانيين أثناء زيارته بيروت، داعياً إلى وضع "نهاية لتربح القلة من معاناة الكثرة".

وقال ريتشارد غالاغير، في تصريح صحافي عقب لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون في بعبدا: "توقفوا عن استخدام لبنان والشرق الأوسط من أجل المصالح الخارجية، ويجب أن يكون اللبنانيون هم من يقررون مصيرهم من دون تدخلات خارجية".

وأكد أن "أي إضعاف للحضور المسيحي من شأنه أن يدمر التوازن الداخلي وهوية لبنان".

من جهة ثانية، عبر عن تعاطفه مع ضحايا انفجار مرفأ بيروت، قائلاً: "أود أن أنتهز الفرصة لأعبر عن تعاطفي مع ضحايا الانفجار المروع الذي ضرب مرفأ بيروت، وعسى أن يحظى جميع اللبنانيين وأهالي الضحايا بالتعزية وتحقيق العدالة".

وأضاف أن "البابا فرنسيس طلب منّي أن أعبّر لكم عن قربه منكم وقلقه على الوضع، وهو يعتقد أنّ الإصلاحات ستساعد لبنان، إلى جانب دعم المجتمع الدولي، في المحافظة على هويّته الخاصة".

ولفت إلى أن البابا فرنسيس يرغب في زيارة لبنان قريباً.

والأسبوع الحالي، تشهد الساحة اللبنانية عدداً من الزيارات الدولية، منها زيارة وزير خارجية فرنسا جان إيف لودريان، التي تهدف إلى الحث على ضرورة التجاوب مع المساعي والمبادرات، خصوصاً المبادرة الكويتية.

وعاد وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، أمس الإثنين، إلى بيروت وفي جعبته تفاؤل تمسّك به ذهاباً إلى الكويت وإياباً، ربطاً بالورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الخليجية، التي أكد أن وقعها كان "إيجابياً" لدى الجانب الكويتي والمشاركين في الاجتماع التشاوري لوزراء الخارجية العرب.

وسلّم بو حبيب وزير خارجية الكويت الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح رسالة موجهة من الرئيس اللبناني ميشال عون إلى أمير دولة الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، والورقة اللبنانية الجوابية على المبادرة الكويتية التي تتضمن شروطاً سعودية واضحة، حُدّدت في 12 بنداً، لإعادة تطبيع العلاقات مع لبنان.

ويشير الكاتب السياسي جورج شاهين، لـ"العربي الجديد"، إلى أن "الرد اللبناني جاء متناسقاً مع بنود الورقة التي تسلّمها، واقترح تشكيل لجنة لبنانية خليجية للنظر في سبل تطبيق بعض البنود، منها القرارات الدولية، بهدف إعادة وصل ما انقطع مع الدول الخليجية"، لافتاً إلى أن "رئيس البرلمان نبيه بري وضع بعض التعديلات على الجواب اللبناني، خصوصاً لناحية استبداله عبارة (التزام) أو (تعهّد) بـ(السعي إلى) في عددٍ من البنود".

وحول وقف تدخل "حزب الله" في الشؤون الخليجية، يقول شاهين إن الورقة اللبنانية أكدت أن ما بلغه النزاع الإقليمي الدولي تجاوز قدرات لبنان على ضبط الوضع، وأن التعاون الدولي والإقليمي مطلوب لتنفيذ هذا البند.

ويضيف شاهين أن "لبنان أكد التزامه بالقرار 1701، وأن أي عائق يحول دون تنفيذه لا يمكن مساءلة لبنان في شأنه، كما أن القوات الدولية تشكو حجم الارتكابات الإسرائيلية، وفي ما خص القرارين 1680 و1559، فإنهما لا يعنيان لبنان منفرداً، وتنفيذهما مرتبط بالتزامات فرضت على دول أخرى لم تنفذهما".

ويلفت الكاتب السياسي إلى أن "الاجتماع، الأحد، لم يكن يقتصر فقط على لبنان، بل تناول مواضيع عربية وإقليمية ودولية، وكان أشبه بجلسة عصف فكري ولقاء تشاوري غير رسمي خالٍ من جدول أعمال، لذلك لم تصدر عنه قرارات".

ويشير إلى أن "انقساماً حصل حول الورقة اللبنانية، إذ ساد رأي يدعو إلى التروي بالتعاطي مع الموضوع، وآخر متشدد، مع العلم أنه رغم التشدد الأقرب إلى الموقف السعودي الإماراتي البحريني، إلا أنه قد لا يصل إلى فرض عقوبات جديدة، ويتمحور أكثر حول أن يكون الموقف اللبناني أكثر وضوحاً".

ويرى شاهين أن "ما هو إيجابي أن أي جواب نهائي لن يصدر بشأن ورقة لبنان الجوابية، وستبقى حالياً مطروحة على صعيد المفاوضات"، لافتاً إلى أن "تقديم لبنان ورقته الجوابية اظهر جدية في التعاطي مع المبادرة، وهو ما توقف عنده المجتمعون. وبكل الأحوال، فإن ملف لبنان عند العرب دائماً ما يكون على القطعة".

وأكد لبنان في ورقته الجوابية التزامه بتطبيق اتفاق الطائف والقرارات الدولية، وعلى مستوى جامعة الدول العربية، وتطبيق سياسة النأي بالنفس، والتشديد على أن موقف لبنان الرسمي لم يخرق يوماً هذا البند، وكذلك البند المتعلق بألا يكون لبنان مقراً لأي عمل عدائي ضد دول مجلس التعاون الخليجي.

كذلك، أكدت ورقة لبنان إجراء الانتخابات النيابية في موعدها في مايو/أيار المقبل، والأمر نفسه في ما خصّ الاستحقاق الرئاسي (تنتهي ولاية الرئيس ميشال عون في أكتوبر/ تشرين الأول المقبل).

وفي سياق ذي صلة، نفّذ لبنان عمليات أمنية لإحباط ومكافحة عمليات تهريب المخدرات، والتدقيق في سلامة الصادرات اللبنانية، وضبط المعابر والحدود، وتحدث عن أهمية تعزيز التعاون الأمني بينه وبين دول أخرى في هذا الإطار، على غرار ما حصل مع الكويت.

وفي حين يترقب الجانب اللبناني الرد من دول الخليج على رده على المبادرة الكويتية، من المرتقب أن يزور المبعوث الأميركي أموس هولشتاين بيروت في إطار وساطة واشنطن بالمفاوضات "غير المباشرة" لترسيم الحدود البحرية بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي.

المساهمون