استمع إلى الملخص
- تسعى المبادرة لتحقيق العدالة الاجتماعية، حل الجماعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة، ونزع السلاح من الأفراد غير المنتظمين في القوات المسلحة الرسمية، مع التأثير في الرأي العام وإعلاء صوت المثقفين لتوجيه الأنظار إلى الخلل في إدارة الدولة.
- تركز "عراقيون" على تحريك الشارع العراقي ومنع تهميش المجتمع، دون ارتباط بالعملية الانتخابية، وتهدف إلى خلق بوصلة للمجتمع لتفسير الأحداث وتحديد أسس الإصلاح مثل تطبيق قانون الأحزاب والحريات العامة.
أطلق عدد من المثقفين والناشطين والأكاديميين والصحافيين العراقيين مبادرة وطنية مدنية باسم "عراقيون"، تقوم على فكرة الإسهام في تصحيح المشهد العراقي العام عبر تقديم رؤية وطنية مستقلة تمثل مصالح المجتمع وتطلّعاته، بالإضافة إلى مطالب سياسية، منها التطبيق الصارم لقانون الأحزاب والالتزام الكامل بمبدأ التداول السّلمي للسلطة.
ويقول مؤسسو هذه المبادرة إنهم يستهدفون تشكيل جماعة ضاغطة من مختلف النُّخب العراقية غير خاضعة لتأثيرات سياسية، وتكوين مرجعية مدنية تهتم بالشؤون السياسية والثقافية وتدعم القضايا الإنسانية والحريات العامة. واجتمع مؤسسو المبادرة أول مرة في بغداد السبت الماضي إيذاناً ببدء الحملة، وأصدروا بياناً أكدوا فيه على جملة من المواقف السياسية رفضوا أن تبقى رهينة القوى الدينية والحزبية النافذة.
وتهدف المبادرة، التي بدأت حراكها الأول، اليوم الثلاثاء، عبر سلسلة لقاءات نخبوية في بغداد، الوصول إلى "تحقيق العدالة الاجتماعية وحلّ الجماعات المسلحة الخارجة عن إطار الدولة كافة، والتي تتحصن خلف شعارات طائفية أو أيديولوجية، والعمل على نزع السلاح من أي فرد أو مجموعة لا تنتظم في صفوف القوات المسلحة الرسمية".
وفي السياق، يقول عضو المبادرة الشاعر والكاتب العراقي، فارس حرّام، لـ"العربي الجديد" إن "المبادرة لا تبحث عمّا هو جديد إنما ما هو مستمر، ونريد الضغط على القوى السياسية الحاكمة وخضوعها لمنطق التاريخ والمتغيرات في العالم، وأخذ العبرة من السياسات التي انتهجت في مناطق أخرى وانتهت إلى انهيار البلدان. والمبادرة تهدف في إعلاء صوت المثقفين والأكاديميين، والتأثير في الرأي العام، وأن يكون للمثقف دور في توجيه الأنظار إلى الخلل الكبير الذي يصيب إدارة الدولة والمخاطر التي تحيط بنا من كل جانب".
وأضاف حرّام أن "المبادرة غير معنية في أن يكون لها أثر على المستوى السياسي الرسمي إنما على الموقف السياسي المضاد للقوى الحاكمة، كالمثقفين والمنظمات والأحزاب الناشئة، وجاءت نتيجة لحوارات مستمرة منذ أشهر"، موضحاً أن "مبادرة عراقيون ليست جزءاً من العملية الانتخابية، وليس لديها طموح انتخابي، وأن الإعلان عنها جاء نتيجة مخاض ومخاوف من المستقبل، كما أننا ندرس حالياً الخطوات المقبلة وسنعلن عنها بكل تأكيد".
من جهتها، بيّنت الناشطة الحقوقية أمل كباشي، في حديثها مع "العربي الجديد" أن "المبادرة جاءت لتحريك الشارع العراقي بناءً على رؤية وضعها المثقفون والمفكرون، وأن الشارع بحاجة إلى الحركة إزاء ما يحدث في العملية السياسية من جهة، ومنع تهميش دور المجتمع وتأثيره من جهة ثانية"، وأكدت أن "المبادرة ليست وجهة أو فكرة سياسية جديدة، وأنها لا تشتغل لأهداف انتخابية، بل تسعى للتركيز على قضايا سياسية هامة من بينها ما جاء في الأهداف التي طُرحت في البيان".
ورغم أن هذه المبادرة ليست الأولى من نوعها، فقد شهدت السنوات الماضية ولادة مبادرات عدة لكنّها تلاشت جرّاء الضغط السياسي أو عدم جدية أطرافها، يؤكد أعضاء مبادرة "عراقيون" أنهم يريدون خلق بوصلة للمجتمع العراقي، تعلن عمّا يجب أن يفعلوه وتفسّر وتناقش الأحداث دون اصطفاف أو موقف سياسي مسبق، وأكد أحد أعضاء المبادرة أنهم يتجهون لتشكيل وفود للتأثير على مواقف السياسيين، والدخول إلى مؤسسات الدولة والقضاء في سبيل التأثير على الأحداث، ومنع انزلاق العراق أكثر في المتاهات جرّاء التراجع السياسي والخلافات التي تؤثر على العراقيين خاصّة.
وحددت المبادرة أسس الإصلاح، كما تراها، عبر نقاط أبرزها "تطبيق قانون الأحزاب بصرامة، ومنع مشاركة أي حزب أو كيان سياسي لا يُثبت تخليه عن السلاح ولا يُفصح عن مصادر تمويله، وإرساء الحريات العامة وحمايتها دستورياً، وفي مقدمتها حرية التعبير والصحافة والتنظيم، دون قيدٍ أو شرط، والالتزام الكامل بمبدأ التداول السلمي للسلطة ورفض الاحتكام إلى العنف والاستقواء الخارجي في فرض الإرادات".
ويأتي إطلاق "عراقيون" مع تسارع الحراك في المشهد السياسي العراقي الداخلي قبيل نحو سبعة أشهر من بدء الانتخابات العراقية التشريعية بنسختها الخامسة منذ الغزو الأميركي للبلاد عام 2003.