مباحثات مغربية إسبانية ألمانية لتوسيع مجالات التعاون الأمني

30 يناير 2025
حموشي وبيكيراس ورومان في مدريد، 29 يناير 2025 (وكالة الأنباء المغربية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- خلال زيارة إلى مدريد، بحث عبد اللطيف حموشي توسيع التعاون الأمني مع إسبانيا وألمانيا، مع التركيز على مكافحة الإرهاب والجريمة العابرة للحدود، وتبادل الخبرات لتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى مثل كأس العالم 2030.

- تميزت الاجتماعات بتطابق وجهات النظر حول تعزيز التعاون لمواجهة التهديدات الإقليمية والدولية، مع مباحثات ثنائية لتوسيع التعاون في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مشيدين بنجاح العمليات المشتركة.

- اتفق الطرفان على توسيع التعاون ليشمل عمليات تسليم المخدرات المراقبة وإنشاء فرق مشتركة، مع تطوير دور ضباط الاتصال، مما يعكس تطور التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا.

بحث المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني (المخابرات الداخلية) في المغرب، عبد اللطيف حموشي، خلال زيارة عمل إلى مدريد انتهت مساء الأربعاء، توسيع مجالات التعاون الأمني مع إسبانيا وألمانيا. وجاء ذلك خلال اجتماع ثلاثي ضم كلاً من حموشي، والمدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، فرانسيسكو باردو بيكيراس، بالإضافة إلى رئيس الشرطة الفيدرالية بدولة ألمانيا الاتحادية، ديتر رومان.

وأفاد بيان مشترك، مساء الأربعاء، بأنّ أشغال هذا الاجتماع الثلاثي تناولت دراسة آليات توسيع مجالات التعاون المشترك، ليشمل الأجهزة الأمنية في البلدان الثلاثة، وسبل تقوية التنسيق الثلاثي في مجال المساعدة التقنية وفي ميدان التعاون الأمني العملياتي. وانصبت المباحثات، وفق البيان المشترك، على ضرورة تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب ومختلف صور الجريمة ذات الامتدادات العابرة للحدود، لا سيما شبكات الاتجار بالبشر وتهريب المهاجرين والهجرة غير الشرعية، وعصابات الإجرام المنظم التي تنشط في الاتجار غير المشروع بالمخدرات والمؤثرات العقلية وغسل الأموال، وكذا الجرائم المستجدة المرتبطة بالتهديدات السيبرانية والابتزاز المعلوماتي.

كما تناولت المباحثات الثلاثية أهمية تبادل الخبرات والتجارب والممارسات الفضلى الكفيلة بتأمين التظاهرات الرياضية الكبرى، وتوفير الأجواء الآمنة لإنجاح هذه الأحداث الكروية الدولية، خصوصاً في ظل استعداد المغرب وإسبانيا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم في سنة 2030 بمشاركة البرتغال.

وبحسب المصدر ذاته، تميزت أشغال هذه الاجتماعات بتطابق وجهات نظر الوفود الأمنية الثلاثة، وتأكيدها على أهمية وضرورة تعزيز التعاون المشترك في مختلف المجالات الأمنية، بما يسمح بتحييد ودرء سائر المخاطر والتهديدات المتنامية على الصعيدين الإقليمي والدولي.

وكان المسؤول الأمني المغربي الذي بدأ أمس الثلاثاء زيارة إلى مدريد، على رأس وفد أمني رفيع المستوى، قد عقد قبل الاجتماع الثلاثي مباحثات ثنائية مع المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية لتوسيع مجالات التعاون الأمني، وتعزيز تبادل الخبرات في مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.

وتناولت المباحثات الثنائية، خلال هذا الاجتماع، تقييم مستوى الشراكة الأمنية بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف العنيف ومختلف صور الجريمة العابرة للحدود الوطنية، بما فيها الهجرة غير الشرعية، والاتجار غير المشروع في المخدرات والمؤثرات العقلية، والجرائم المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة وبالأمن الرياضي، وكذا استعراض التحديات والتهديدات المحدقة بأمن البلدين، وسبل مكافحتها من منظور مشترك.

كما أشاد الجانبان بمستوى وحجم التعاون الثنائي في المجال الأمني، وبنجاعة العمليات المشتركة والمتزامنة التي تباشرها المصالح الأمنية المغربية والإسبانية لتحييد مخاطر التنظيمات الإرهابية والعناصر المتطرفة التي تهدد أمن البلدين، وشدد الطرفان على ضرورة وأهمية تدعيم هذا التعاون، في ظل الرهانات والتطلعات المشتركة بين البلدين.

إلى ذلك، اتفق الطرفان على توسيع نطاق التعاون، ليشمل مضاعفة عمليات التسليم المراقب للمخدرات، وإحداث فرق مشتركة لمواجهة مختلف التهديدات الإجرامية الناشئة، فضلاً عن التفكير في خلق لجنة أمنية مشتركة لاستشراف مختلف التحديات الأمنية المرتبطة بالتنظيم المشترك لكأس العالم في سنة 2030.

كما بحث المسؤولون عن قطبي التعاون الأمني في البلدين، آليات تيسير التنسيق الأمني المشترك، وسبل الدفع قدماً بمستويات التعاون في مجال المساعدة التقنية والتكوين الشرطي، فضلاً عن تقييم مردودية ضباط الاتصال العاملين في كلا البلدين، والإمكانات المتاحة لتطوير وتدعيم دورهم في تبسيط وتسريع التعاون الثنائي بين المصالح الأمنية في كلا البلدين.

وشهد التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا تطوراً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مع تبادل متواصل للزيارات بين المسؤولين الأمنيين في البلدين، ما ساعد على تجاوز أزمة دبلوماسية اندلعت في إبريل/ نيسان 2021، إثر استضافة مدريد زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي.

ولعل ما يميز هذه المرحلة من التعاون، تعميق العلاقات الأمنية بين البلدين، خصوصاً بعد تولي عبد اللطيف حموشي منصب مدير الأمن الوطني ومدير الاستخبارات الداخلية في الوقت نفسه، للمرة الأولى في تاريخ المغرب. هذا الجمع بين المنصبين منح التنسيق الأمني والاستخباري بين المغرب وإسبانيا زخماً كبيراً، وأدى إلى تعزيز التعاون الأمني والاستخباراتي بشكل ملحوظ بين البلدين.

المساهمون