مباحثات أميركية أوكرانية في الرياض.. وموسكو تتوقع مفاوضات صعبة

23 مارس 2025   |  آخر تحديث: 24 مارس 2025 - 00:19 (توقيت القدس)
اجتماع سابق في الرياض ناقش الصراع في أوكرانيا، 8 فبراير 2025 (الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بدأت محادثات في الرياض بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين لبحث وقف جزئي لإطلاق النار مع روسيا، مع التركيز على حماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية.
- أبدى موفد الرئيس الأميركي تفاؤلاً بإحراز تقدم، خاصة في البحر الأسود، بينما تدفع واشنطن نحو هدنة تشمل منشآت الطاقة، وكييف مستعدة لوقف شامل، لكن بوتين يفضل الانتظار لتحقيق تقدم ميداني.
- تركز المحادثات الأميركية الروسية على استئناف اتفاق الحبوب في البحر الأسود، بينما استعاد الجيش الأوكراني قرية في لوغانسك وتعرضت كييف لهجوم مكثف، مما دفع زيلينسكي للمطالبة بدعم دفاعي إضافي.

بدأت في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الأحد، محادثات بين مسؤولين أميركيين وأوكرانيين لبحث وقف جزئي لإطلاق النار في الحرب مع روسيا، بحسب وزير الدفاع الأوكراني رستم عمروف. وقال عمروف الذي يرأس الوفد الأوكراني على موقع فيسبوك "بدأنا الاجتماع مع الفريق الأميركي في الرياض"، مضيفاً "يتضمن جدول الأعمال مقترحات لحماية منشآت الطاقة والبنى التحتية الحيوية". وتأتي هذه المحادثات عشية مفاوضات بين الوفدَين الروسي والأميركي تعقد أيضاً في السعودية توقَّع الكرملين أن تكون "صعبةً".

من جهته، أظهر ستيف ويتكوف موفد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاؤلاً، اليوم الأحد، قائلاً إنه يتوقع إحراز "تقدم حقيقي" خلال هذه المحادثات، وصرّح ويتكوف لقناة فوكس نيوز "أعتقد أنكم سترون في السعودية الاثنين تقدماً حقيقياً، لا سيّما في ما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين، ومن ثم ستتجه الأمور طبيعياً نحو وقف إطلاق نار شامل".

وتدفع واشنطن كييف نحو هدنة تشمل منشآت الطاقة في الحد الأدنى، حتى إنّ كييف أبدت "استعدادها" لوقف إطلاق نار "شامل" ومن دون شروط، لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي يتقدم جيشه على الأرض رغم تكبده خسائر كبيرة، يبدو أنه يمارس لعبة الوقت ما دام جنوده لم يطردوا القوات الأوكرانية من منطقة كورسك الحدودية.

وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بالمحادثات المرتقبة في الرياض. وقال للتلفزيون الروسي الأحد "هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل"، وأضاف "لسنا سوى في بداية هذا المسار"، أي مسار تسوية النزاع الذي اندلع إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/شباط 2022.

وفي مؤشّر إلى التباينات في وجهات النظر، كان الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم عمروف، في حين قرّر بوتين إيفاد مبعوثين أدنى رتبة هما سيناتور ودبلوماسي سابق ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي.

مباحثات حول البحر الأسود

ومن نقاط الخلاف الأخرى ما قاله بيسكوف الأحد عن أن المسألة "الرئيسية" للمحادثات بين الأميركيين والروس ستكون "استئناف العمل" باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة بتاتاً إلى اتفاق محتمل بشأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال.

وأتاحت مبادرة البحر الأسود التي كانت سارية بين صيفَي 2022 و2023 لأوكرانيا تصدير حبوبها الأساسية لتغذية العالم، رغم انتشار أسطول روسي في المنطقة، وانسحبت موسكو عام 2023 من الاتفاق الذي توسطت فيه تركيا والأمم المتحدة، متهمة الغرب بعدم الوفاء بالتزاماته بتخفيف العقوبات على صادرات روسيا من المنتجات الزراعية والأسمدة.

وأكّد بيسكوف "نعتزم الاثنين مناقشة موافقة الرئيس بوتين على استئناف العمل بما يسمى مبادرة البحر الأسود، وسيكون مفاوضونا مستعدين لمناقشة الفروقات الدقيقة حول هذه المشكلة"، وكان مسؤول أوكراني رفيع المستوى قد أفاد وكالة فرانس برس الجمعة بأن المناقشات بين الأوكرانيين والأميركيين ستركّز على النواحي "التقنية" من وقف مؤقت وجزئي للمعارك.

زيلينسكي: فريقنا يعمل بطريقة بناءة في الرياض

من جهته، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اليوم الأحد، إن الوفد الأوكراني المشارك في المحادثات مع الولايات المتحدة في الرياض يعمل بطريقة بناءة للغاية، واصفاً المناقشات بأنها مفيدة. وأضاف زيلينسكي في بيان بثه التلفزيون "يعمل فريقنا بطريقة بناءة للغاية. المحادثات مفيدة للغاية، والوفود مستمرة في عملها". وتابع "لكن مهما قلنا لشركائنا اليوم، علينا أن ندفع (فلاديمير) بوتين إلى إصدار أمر حقيقي بوقف الضربات. من أشعل هذه الحرب يجب أن يطفئها".

تقدّم نادر

في موازاة الجهود الدبلوماسية، أعلن الجيش الأوكراني الأحد عن استعادته قرية صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته في المنطقة التي سيطرت عليها روسيا بالكامل تقريباً منذ 2022. وليل السبت الأحد، تعرّضت العاصمة كييف لهجوم "كثيف" من المسيّرات الروسية، بحسب السلطات المحلية. في أعقاب هذا القصف الجديد، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"مزيد من أنظمة الدفاع الجوية ودعم فعلي" من الغرب، واستنكر وزير الخارجية الأوكراني أندري سيبيغا من جهته ضربات "استهدفت مناطق سكنية ومدنيين ينامون في ديارهم".

وتسعى أوكرانيا ردّاً على الضربات التي تستهدف أراضيها يومياً منذ أكثر من ثلاث سنوات إلى زعزعة السلسلة اللوجستية للجيش الروسي من خلال استهداف مواقع عسكرية أو منشآت للطاقة مباشرة على الأراضي الروسية، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها صدّ 59 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد.

وفي منطقة روستوف (الجنوب)، قتل رجل في ضربة لمسيّرة على سيّارته، بحسب الحاكم الإقليمي الروسي يوري سليوسار الذي لم يقدّم مزيداً من التفاصيل، وأعلن الجيش الروسي الذي يحرز تقدّماً كبيراً في الميدان عن السيطرة مجدداً على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.

(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون