ما وراء تعزيز التحالف الدولي قواعده في سورية

17 نوفمبر 2024
جنود أميركيون في شرق سورية، 25 مايو 2021 (جون مور/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعزز التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وجوده العسكري في شرقي سورية عبر استقدام تعزيزات كبيرة من المعدات العسكرية واللوجستية، مما يعكس استمرار التحالف في تعزيز قواعده في المنطقة.

- يحتفظ التحالف بوجود عسكري قوي في شرقي وشمال شرقي سورية منذ عام 2014، مع قواعد متعددة مثل قاعدة العمر وقاعدة خراب الجير، مما يعكس التوتر المستمر بين واشنطن وطهران.

- يشكك بعض الخبراء في الأرقام المعلنة عن التعزيزات، حيث يرون أن الهدف هو حماية القواعد من استهداف إيراني، مع توقعات بتغيرات في الاستراتيجية العسكرية الأميركية.

يعزز التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة قواعده في شرقي سورية بمعدّات عسكرية ولوجستية. وأفاد "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، أول من أمس الجمعة، بأن التحالف الدولي استقدم تعزيزات جديدة إلى سورية عبر الحدود البرية مع العراق تضم 13 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية، بالإضافة إلى صناديق مغلقة وصهاريج وقود، وأدخلها من معبر الوليد الحدودي إلى قاعدة قسرك في ريف محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية.

وأدخلت قوات التحالف خلال أقل من 15 يوماً أكثر من 100 شاحنة محملة بمعدات عسكرية ولوجستية وصناديق مغلقة وصهاريج وقود عبر المعبر الحدودي بين العراق وسورية، وفق تقرير منفصل للمرصد، بالإضافة إلى وصول أكثر من عشر طائرات من العراق تحمل إمدادات عسكرية أيضاً وأنظمة مضادة للطائرات.

التحالف الدولي يحتفظ بوجود كبير شرقي سورية

ويحتفظ التحالف الدولي بوجود عسكري فاعل في شرقي وشمال شرقي سورية بدأ مع حربه ضد تنظيم داعش في العام 2014، ثم تعزز وتوسع لاحقاً، بحيث بات له العديد من القواعد في ريفي دير الزور والحسكة، لعل أبرزها قاعدة العمر التي تقع ضمن حقل نفطي يحمل الاسم ذاته، وهو من أكبر الحقول في سورية. ويُعتقد أنه يوجد في القاعدة التي تقع في ريف دير الزور شمال نهر الفرات قوات متنوعة أميركية وفرنسية وبريطانية، وفي داخلها مهبط للطيران المسيّر والمروحي، يضم 12 مروحية قتالية.

ضياء قدور: الهدف قطع خطوط الإمداد من العراق إلى سورية
 

وللتحالف الدولي العديد من القواعد والمراكز العسكرية في ريف الحسكة، منها قاعدة خراب الجير في محيط حقول رميلان للنفط. وفي المثلث الحدودي السوري العراقي الأردني في أقصى الجنوب الشرقي من سورية تقع أهم قواعد التحالف الدولي وهي قاعدة "التنف" حيث أقام حزاماً حولها بعمق 55 كيلومتراً، تنشط فيه فصائل سورية معارضة منضوية ضمن "جيش سورية الحرة"، ويمنع على أي قوات معادية للتحالف الاقتراب منه. وطيلة سنوات كان التوتر بين واشنطن وطهران ينعكس على شرقي سورية، حيث دخلت هذه القواعد بمناوشات مع المليشيات الإيرانية الموجودة بريف دير الزور جنوب نهر الفرات. ولم ينزلق الجانبان الى صدام مفتوح، بيد أن التطورات المتلاحقة ربما تدفع باتجاه تسخين الأجواء في ريف دير الزور، خاصة أن الجانب الإسرائيلي يحاول قطع كل خطوط الإمداد من سورية إلى حزب الله في لبنان.

وتدفع التعزيزات التي دفع بها التحالف الدولي، الجمعة الماضي، البعض إلى الاعتقاد بأنه ربما يستعد لتنفيذ أعمال قتالية ضد المليشيات الإيرانية في حال اتساع نطاق التوتر بين واشنطن وطهران، على خلفية التصعيد الإسرائيلي واسع النطاق ضد أهداف إيرانية وأخرى لحزب الله في سورية، والذي ازدادت وتيرته خلال الشهر الحالي. لكن الخبير العسكري ضياء قدور رأى، في حديث مع "العربي الجديد"، أن "قطع خطوط الإمداد من العراق إلى سورية سيكون على قائمة أولويات التحالف لضمان عدم وجود إمداد مستمر بالأسلحة والذخائر الآتية من إيران عبر العراق لحزب الله".

شكك فراس علاوي في الأرقام التي ذُكرت عن حجم التعزيزات الأخيرة للتحالف الدولي
 

تشكيك بأرقام التعزيزات

من جانبه، شكك مدير مركز الشرق نيوز، فراس علاوي، في حديث مع "العربي الجديد"، في الأرقام التي ذُكرت عن حجم التعزيزات الأخيرة للتحالف الدولي، معرباً عن اعتقاده أن الهدف منها "حماية القواعد من أي استهداف إيراني وليس الانخراط بأعمال قتالية على الأرض". وبين أنه من السهل استهداف خطوط الإمداد التابعة للإيرانيين عبر الضربات الجوية، مشيراً إلى أن هذه الخطوط تبدأ من البوكمال شرقاً عبر البادية السورية وصولاً إلى الحدود اللبنانية، مضيفاً: طبيعة الجغرافية مكشوفة وقوافل الأسلحة كذلك، لذا هي في متناول الطيران.

ولا يبدو أن الولايات المتحدة وإيران بصدد الدخول عبر الوكلاء في صدام عسكري واسع النطاق، مع دخول إدارة الرئيس جو بايدن أيامها الأخيرة. ومن المتوقع ان يُجري الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عقب تسلّمه منصبه في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، تعديلاً كبيراً على الاستراتيجية العسكرية في سورية ربما تصل إلى حد سحب القوات على مراحل، وبشكل يضمن سلامة السكان المحليين في المنطقة حيال عمليات انتقامية واسعة في حال سيطرة النظام والمليشيات الإيرانية عليها. وكان روبرت أف كيندي جونيور الذي اختاره ترامب وزيراً للصحة في إدارته قد أكد قبل أيام أن الرئيس المنتخب يريد سحب القوات الأميركية من شمال سورية، بدلاً من تركها "وقوداً للمدافع إذا اندلع قتال بين تركيا والمسلحين الأكراد"، على حد وصفه.