ما هي النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل باحتلالها في جنوب لبنان وما أهميتها؟

13 فبراير 2025
خريطة 5 مواقع يرفض الاحتلال الانسحاب منها في جنوب لبنان (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يرفض جيش الاحتلال الإسرائيلي الانسحاب الكامل من جنوب لبنان، متمسكاً بالبقاء في خمس نقاط حدودية استراتيجية، مما يمنحه ميزة في مراقبة المنطقة والسيطرة عليها.
- وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار، كان من المفترض أن تنسحب إسرائيل خلال ستين يوماً، لكن تم تمديد المهلة بشرط إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين، بينما يطالب لبنان بالانسحاب الكامل في الموعد المتفق عليه.
- يؤكد نبيه بري رفض لبنان لبقاء الاحتلال، مشيراً إلى مسؤولية الولايات المتحدة في فرض الانسحاب، بينما تواصل إسرائيل خرق الاتفاق بعمليات عسكرية.

لبنان رفض بقاء الاحتلال في أي نقطة وطالب بتنفيذ الانسحاب الكامل

النقاط الخمس: تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية

إسرائيل دأبت طوال الفترة الماضية على خرق اتفاق وقف إطلاق النار

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي المماطلة في تنفيذ الانسحاب الكامل من جنوب لبنان في 18 فبراير/ شباط الحالي، وعاد ليعلن، اليوم الخميس، رفضه الانسحاب الكامل ونيته البقاء في خمس نقاط حدودية في الجنوب اللبناني، فيما ردّ لبنان برفضه بقاء الاحتلال في أي نقطة، وطالب بتنفيذ الانسحاب الكامل في الموعد المتفق عليه. 

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال الإسرائيلي الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كان على إسرائيل أن تنسحب من لبنان خلال مهلة ستين يوماً، بيد أنها تخلفت عن الالتزام بذلك وطالبت بتمديد بقائها في جنوب لبنان حتى 18 فبراير، الطلب الذي أيدته واشنطن ووافق عليه لبنان بشرط إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل الذين يُعرف منهم سبعة.

أهمية النقاط الخمس؟

بحسب المعلومات، فإن النقاط التي يريد جيش الاحتلال البقاء فيها هي تلة الحمامص وتلة العويضة وجبل بلاط واللبونة والعزية. ويجرى البحث عن حل لهذه المسألة عبر اللجنة الخماسية المشرفة على تنفيذ وقف إطلاق النار في ظلّ رفض لبناني للطرح الاسرائيلي، وقد يكون الحل عبر انتشار قوات يونيفيل فيها إلى جانب الجيش اللبناني.

ويرى الخبير العسكري اللبناني العميد علي أبي رعد، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن "إسرائيل تسعى للبقاء في التلال الخمس التي يجرى الحديث عنها نظراً إلى أهميتها الميدانية على صعيد الكشف"، موضحاً أن "هذه المواقع هي تلال حاكمة، وكاشفة على المنطقة بالنظر والنيران، حيث إن الإسرائيلي يعتبر أنه لم يتمكن بعد من السيطرة على المنطقة كلياً، وهذه التلال تُعدّ أعلى من المستوطنات الإسرائيلية في الشمال الفلسطيني، وبالتالي تشرف عليها".

ويشرح أبي رعد أن "تلة اللبونة، التي تقع على مستوى بلدات الضهيرة واللبونة وعلما الشعب، تشرف بشكل كبير على مستوطنات عدة، منها حانيتا وشلومي. كذلك، تقع تلة العزية على ناحية بلدتي يارين ومروحين، حيث حصلت معارك كبيرة بين حزب الله وجيش الاحتلال، وهي تشرف على مستوطنات عدة منها زرعيت وشوميرا. أما تلة جبل بلاط، القرية التي تقع على ناحية بلدات جنوبية منها رميش وعين إبل، فهي تشرف على مستوطنات مثل شتولا"، مضيفاً: "تلة العويضة هي من أهم التلال، ويتمركز فيها أساساً جيش الاحتلال منذ حوالي الشهر، وقد سيّج فيها الجدران الإسمنتية ونصب عليها أعمدة فيها كاميرات مراقبة وأجهزة تصوير واستشعار باعتبار أنها الأعلى. وهي تقع بين ميس الجبل وبليدة والمنطقة التي تطلّ على مستعمرة المنارة ومسكاف عام وغيرها، أي أنها كاشفة جداً، وتعدّ نقطةً استراتيجيةً مهمةً".

ويردف أبو رعد: "مثلاً، تلة العويضة ترتفع تقريباً 820 متراً عن سطح البحر، في المقابل، أعلى مستوطنة، سواء المطلة أو مسكاف عام أو كريات شمونة، تقع على ارتفاع 600 متر بالحد الأقصى، ما يعني أن هذه التلة قادرة على تأمين غطاء لمستوطناته من جهة الشرق، والإشراف في الوقت نفسه على سهل الخيام وامتداده، وصولاً إلى وادي الحجير وعيترون وبليدا والمنطقة كلها". أما على صعيد تلة الحمامص، فيقول أبي رعد إنها "موازية لبلدة الخيام، وعلى المستوى نفسه من ناحية العلوّ، أي على ارتفاع 900 متر تقريباً، وتعد كما تلة العويضة مهمة جداً، فالتلتان تبعدان أقل من 50 متراً عن الشريط الحدودي، وتشرفان بشكل كامل على مستوطنات الشمال الفلسطيني، وبالأخص على المطلة وكريات شمونة"، لافتاً إلى أن "تلة الحمامص فيها مدخل يمكن من خلاله الدخول إلى منطقة شمال فلسطين".

وأكد رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الخميس، أن "الأميركيين أبلغوني أنّ الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 الشهر من القرى التي ما زال يحتلها، ولكنه سيبقى في خمس نقاط. وقد أبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة رفضنا المطلق لذلك". وجاءت تصريحات بري بعد لقائه مع رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز، بحضور السفيرة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون، حيث تناول اللقاء آخر المستجدات الميدانية في الجنوب والخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف النار ولبنود القرار الأممي 1701.

وأضاف بري: "رفضت الحديث عن أي مهلة لتمديد فترة عمل الانسحاب، ومن مسؤولية الأميركيين أن يفرضوا ذلك، وإلا يكونون قد تسببوا بأكبر نكسة للحكومة"، مشيراً إلى أنه "إذا بقي الاحتلال فالأيام بيننا، وهذه مسؤولية الدولة اللبنانية والجيش ليقوم بواجبه كاملاً في جنوب الليطاني. أما في ما يخص شمال الليطاني، فهذا الأمر يعود للبنانيين ولطاولة حوار تناقش استراتيجية دفاعية". وأكد بري أن "حزب الله يلتزم بشكل كامل، وإذا بقي الاحتلال، فهذا يعني أن الإسرائيلي سيمارس حرية الحركة في لبنان، وهذا أمر مرفوض".

يذكر أن إسرائيل دأبت طوال الفترة الماضية على خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ليس فقط بتأخير انسحابها، بل أيضاً بتنفيذ عمليات نسف وتجريف وتفجير للقرى الحدودية، عدا اعتداءاتها على المواطنين العائدين إلى قراهم، وكذلك على عناصر في الجيش اللبناني، فكان أن سقط عدد من الشهداء والجرحى، إلى جانب تنفيذها اعتداءات على مناطق في قلب الجنوب والبقاع، وخرقها المستمرّ للأجواء اللبنانية. وأمس الأربعاء، خرق طيران الاحتلال جدار الصوت على دفعات وبشكل قوي في جميع أنحاء لبنان، وضمنها بيروت، وذلك للمرة الأولى منذ 27 نوفمبر الماضي، وذلك بعد إعلان لبنان رفضه التمديد، ما اعتبر رسالة إسرائيلية للمسؤولين اللبنانيين.