ما حقيقة ارتباط رئيس الوزراء العراقي بتيار "المرحلة"؟

ما حقيقة ارتباط رئيس الوزراء العراقي بتيار "المرحلة" الجديد الذي يستعد لخوض الانتخابات المقبلة؟

19 مارس 2021
برلمانيون عراقيون يؤكدون ارتباط الكاظمي بتيار "المرحلة" (الأناضول)
+ الخط -

يجري الحديث في العراق عن ارتباط رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بتيار "المرحلة" الذي أسسه أخيراً سياسيون وناشطون عراقيون، وجرى تقديمه على أنه أحد واجهات الحراك المدني العراقي.

وعلى الرغم من نفي قيادات في هذا التيار للأنباء التي تتحدث عن أن الكاظمي هو أمينه العام، إلا أن برلمانيين يؤكدون أن تيار "المرحلة" يرتبط برئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، وأنه يجري حوارات لتحديد وجهة تحالفاته قبل خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة المقرر أن تجري في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول 2021. 

واليوم الجمعة، أكد عضو البرلمان العراقي عن ائتلاف "النصر"، فالح الزيادي، وجود حراك سياسي انتخابي يمثل الكاظمي جزءا منه ضمن تيار "المرحلة" لتشكيل تحالف مع "النصر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، من أجل خوض الانتخابات المقبلة، موضحاً، في تصريح صحافي، أن هذا الحراك لا يزال في طور التفاهمات، ولم يسجل بعد بشكل رسمي في مفوضية الانتخابات".

وبحسب الزيادي، فإن "الفترة الأخيرة شهدت حراكاً سياسياً لتنظيم قوائم انتخابية وتحالف النصر جزء منها، وهناك تقارب مع تيار الكاظمي الذي يضم شخصيات سياسية ومسؤولين، بينهم وزراء ومحافظون ونواب. وتابع "يوجد تحالف بين العبادي والكاظمي وشخصيات وطنية"، مستدركاً "لكن هذه التفاهمات لم ترق إلى تحالفات رسمية تسجل في مفوضية الانتخابات". 

في المقابل، تحدث عضو الأمانة العامة لتيار "المرحلة"، رحمن صبري، عن أن حركتهم عبارة عن "تيار ليبرالي مدني عراقي انبثق بعد حراك تشرين، (التظاهرات الشعبية في العراق)، موضحاً أن أمانته العامة تتكون من 11 عضواً، وأن رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ليس الأمين العام للتيار". 

 ولفت إلى أن المرحلة يضم كفاءات عراقية مثل الأساتذة الجامعيين والقضاة والناشطين، وهناك حوارات بشأن التحالفات مع جهات تشابه أفكار ورؤى وتطلعات التيار".

وأكمل، في حديث لوسائل إعلام محلية عراقية، أن تيار المرحلة داعم لحكومة الكاظمي التي وصفها بالإصلاحية، وأن "هذا الكيان السياسي انبثق كمبادرة من المؤسسين له كتيار سياسي للتغيير"، مبيناً أن  أعضاءه هم عبارة عن ناشطين وسياسيين وآخرين مستشارين في رئاسة الوزراء، فضلاً عن أكاديميين.

وكشف عن قيام ممثلين في هذا التكتل السياسي الجديد بإجراء زيارات إلى عدد من المدن كالبصرة والناصرية والعمارة وصلاح الدين والموصل"، معتبراً أنهم توجهوا "نحو الباحثين عن دولة المؤسسات".

وفي السياق، أكد أستاذ في جامعة بغداد مفاتحة تيار المرحلة لعدد من الأكاديميين، والمدرسين والمسؤولين البارزين في جامعة بغداد والمستنصرية والتكنولوجية للانضمام إليهم.

وأضاف، طالباً عدم ذكر اسمه، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن مستشارين لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يتولون التواصل والتنسيق بهدف جمع أسماء بارزة ودفعهم في قائمة تيار المرحلة الجديد، كاشفاً عن عقد آخر اجتماع داخل المنطقة الخضراء من قبل أشخاص محسوبين على الحكومة، يعملون على تمتين عمل الكيان السياسي الجديد ضمن رؤيا مدنية للدولة بعيداً عن الأحزاب الإسلامية". 

لا يمنع الدستور العراقي رئيس الوزراء من الحق بتشكيل حزب سياسي، كما أنه لا يحول دون ترشحه للانتخابات البرلمانية

 

واعتبر المتحدث نفسه، الذي أكد مشاركته في أحد تلك الاجتماعات أن "الحديث عن ارتباط تيار المرحلة برئيس الوزراء ليست شكوكا، بل حقيقة من حيث الدعم والتبني".

ولا يمنع الدستور العراقي رئيس الوزراء من الحق بتشكيل حزب سياسي، كما أنه لا يحول دون ترشحه للانتخابات البرلمانية، إلا أن الكاظمي تعهد للقوى السياسية التي دعمته لتشكيل حكومته في مايو/ أيار من العام الماضي بعدم ترشيح نفسه للانتخابات، وأن يكتفي بإدارة المرحلة الانتقالية حتى إجراء الانتخابات المبكرة، وهو ما قد يمثل نكوثاً بوعود قطعها الكاظمي على نفسه في هذا الإطار.

وخلال الشهرين الماضيين، تم الإعلان عن ولادة عدة تيارات وحركات سياسية جديدة قدمت نفسها على أنها ممثلة لمتظاهري العراق وتطلعاتهم نحو الدولة المدنية، لكن قسماً منها ضمت أعضاء وشخصيات سبق وأن عملت في أحزاب وقوى سياسية نافذة في السلطة بعد عام 2003.