- التقى جيفرز وليني برئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام، حيث شددوا على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة وتعزيز قدرات الجيش اللبناني.
- الجنرال مايكل جي ليني يواجه تحديات ميدانية معقدة على الحدود الجنوبية، ويتمتع بخبرة عسكرية واسعة، مما يؤهله لتفعيل عمل لجنة المراقبة الدولية لتحقيق هدنة مستدامة.
عاد الجنرال الأميركي كاسبر جيفرز، الذي يتولى رئاسة هيئة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، إلى بيروت، اليوم الأربعاء، في زيارة وداعية، يعرّف فيها المسؤولين اللبنانيين على خلفه مايكل جي ليني. والتقى جيفرز، الذي كان قد استلم مهماته أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عقب اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل، رئيس الجمهورية جوزاف عون في قصر بعبدا.
وأكد عون خلال اللقاء الذي حضرته أيضاً السفيرة الأميركية ليزا جونسون، أنّ "الجيش اللبناني يقوم بمهامه كاملة في الجنوب، ولا سيّما في منطقة جنوب الليطاني، حيث يواصل عملية مصادرة الأسلحة والذخائر، وإزالة المظاهر المسلحة"، مؤكداً التزام لبنان بالقرار 1701، ومركزاً على "ضرورة تفعيل عمل لجنة المراقبة، ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، والانسحاب من التلال الخمس التي تحتلّها، وإعادة الأسرى اللبنانيين".
الرئيس عون استقبل في حضور السفيرة الأميركية ليزا جونسون، رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية، الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، الذي قدّم له خلفه، الجنرال مايكل ليني، الرئيس الجديد للجنة.
— Lebanese Presidency (@LBpresidency) April 30, 2025
- الرئيس عون شدّد على ضرورة تفعيل عمل لجنة المراقبة، ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف… pic.twitter.com/1M2RPGYZX3
وكشف مصدر نيابي مطلع لـ"العربي الجديد" أن الجنرال مايكل جي ليني هو من سيرأس لجنة المراقبة الدولية المشرفة على تطبيق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فيما سيبقى جيفرز مشرفاً على عملها، وستكون له زيارات إلى بيروت، مع وعود بتفعيل عمل هذه اللجنة، وعقد اجتماعات دورية لها برئاسة ليني.
وبعد الاجتماع مع عون، التقى جيفرز وليني في مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، الذي أشار خلال اللقاء، إلى "التمادي الإسرائيلي في الاعتداءات والخروقات بشكل يومي، في حين أن لبنان التزم بكل ما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار، ولم ينجز الانسحاب المطلوب منه من الأراضي التي لا يزال يحتلها في الجنوب"، وفق الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية. وأكد بري "أن التمادي الإسرائيلي في عدوانه وخروقه إنما يصيب مسيرة تعافي الدولة"، مطالباً الولايات المتحدة بالعمل على "إلزام إسرائيل بتنفيذ الاتفاق فوراً، والرامي إلى تطبيق القرار 1701".
من جهته، أكد الجنرال ليني "أن اللجنة ستبدأ اجتماعات دورية دائمة لمتابعة الوضع"، وفق الوكالة الرسمية، فيما أفاد المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد"، بأن بري اعتبر أن جو اللقاء كان إيجابياً. إلى ذلك، التقى جيفرز وليني رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، الذي أكد خلال اللقاء "أن لبنان يلتزم بالاتفاق، والجيش اللبناني يواصل مهامه في توسيع الانتشار لبسط سيطرته بشكل كامل على الأراضي اللبنانية"، مشدداً على "ضرورة التزام إسرائيل بوقف خروقها للاتفاق، ووقف الاعتداءات التي تطاول مختلف المناطق".
وأكد سلام ضرورة "انسحاب إسرائيل الكامل من كل الأراضي والتلال التي تحتلها"، كما طالب بـ"ضرورة إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين". وقال: "إن الانسحاب الإسرائيلي هو المدخل الفعلي لتعزيز سلطة الدولة وتقويتها، إلى جانب الإجراءات التي يقوم بها لبنان لتعزيز قدرات الجيش عدداً وعتاداً". وأكد مصدر متابع لأجواء اللقاء مع سلام، لـ"العربي الجديد"، أن الاجتماع مع المسؤولين العسكريين الأميركيين كان إيجابياً، وتخللته إشارة لبنانية إلى أن النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل في جنوب لبنان لا أهمية عسكرية لها، بل إن بقاء الاحتلال فيها هو لتهديد الاستقرار وإضعاف الدولة. وبحسب المصدر نفسه، جرى التأكيد أن الدولة اللبنانية مصممة على استكمال الإجراءات التي يقوم بها الجيش، مع تشديد على أن الجيش يقوم بعمله، ويفكك مراكز الأسلحة والمواقع العسكرية.
ومع تسلّمه الملف اللبناني، يُنتظر أن يواجه ليني تحديات ميدانية معقّدة، في ظل تصاعد التوتر على الحدود الجنوبية، وتآكل ثقة اللبنانيين بأي دور دولي قادر على كبح الاعتداءات الإسرائيلية، أو الدفع نحو هدنة مستدامة. ويأتي تسلم مايكل جي ليني مهماته، مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان، كان آخرها غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت مساء الأحد، واتهامات للجنة الإشراف بعدم أداء المهمات المكلفة بها، تحديداً لجهة منع الخروقات الإسرائيلية.
مايكل جي ليني في سطور
تسلّم الجنرال مايكل جي ليني رئاسة أركان قيادة التدريب والمشورة والمساعدة في قندهار (أفغانستان)، ثم عُيّن عام 2019 نائباً لقائد العمليات العامة لفرقة المشاة الأربعين، وتولى قيادتها لاحقاً عام 2022. وبحسب موقع الجيش الأميركي، يشغل حالياً منصب القائد العام لقوة المهام الأميركية "سبارتان" في معسكر عريفجان بالكويت.
ولد ليني عام 1966 في بريدجبورت بولاية كونيتيكت، وتخرج من معهد فيرجينيا العسكري حاملاً بكالوريوس في التاريخ، قبل أن يُكلّف عام 1988 برتبة ملازم ثانٍ في سلاح المدفعية الميدانية. تدرّج في مواقع القيادة العسكرية داخل الولايات المتحدة وخارجها، فشغل مناصب في وحدات المشاة والدروع والدفاع الجوي، وتلقى سلسلة طويلة من الدورات العسكرية المتخصصة، كان أبرزها دورة القيادة والأركان العامة، وبرنامج التعليم الاستراتيجي في كلية الحرب التابعة للجيش الأميركي، حيث نال درجة الماجستير في الدراسات الاستراتيجية.