مالي ترسل سفيراً جديداً إلى الجزائر: خطوة على طريق تجاوز الأزمة بين البلدين

17 مارس 2025
عطاف لدى استقباله السفير المالي الجديد، 17 مارس 2025 (الخارجية الجزائرية)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- توجه مالي خطوة دبلوماسية بإرسال السفير محمد أماغا دول إلى الجزائر، مما يشير إلى رغبة في تجاوز الأزمة السياسية بين البلدين منذ 2023، وتعزيز التعاون الثنائي.
- استعداد الجزائر لدعم مالي سياسياً واقتصادياً، مع تنفيذ مشاريع بنية تحتية في شمال مالي، يعكس رغبة في تحسين العلاقات بعد توتر طويل.
- تعيينات السفراء الجدد في الجزائر ومالي تعكس رغبة سياسية متبادلة لإعادة فتح قنوات التواصل وتجاوز تداعيات الأزمة الدبلوماسية التي بدأت منذ الانقلاب العسكري في 2021.

تتجه الأزمة الجزائرية المالية إلى الحلحلة وإنهاء التوتر السياسي القائم بين البلدين منذ صيف 2023، في أعقاب خطوة دبلوماسية اتخذتها باماكو بإرسال سفيرها الجديد إلى الجزائر محمد أماغا دول، بعد تسعة أشهر من فراغ الممثلية الدبلوماسية المالية في الجزائر من شخص السفير.

واستقبل وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف، اليوم الاثنين، السفير المالي محمد أماغا دول، حيث سلمه نسخاً من أوراق اعتماده، بعد ما يقارب نسعة أشهر من فراغ السفارة، في أعقاب مغادرة السفير السابق محمادو مهمان مايغا الجزائر في أغسطس/آب 2024، بسبب الأزمة السياسية بين البلدين.

وكانت الحكومة الانتقالية في مالي قد عينت أماغا دول، وهو عسكري سابق، لشغل منصب سفير في الجزائر، وكان أماغا دول أدلى بتصريحات إيجابية عقب تعيينه، قال فيها إن "الجزائر البلد الشقيق والصديق الذي نتقاسم معه العديد من الروابط التاريخية والجغرافية والاقتصادية"، مضيفاً أنه "سيعمل على الحفاظ على مصالح مالي والشعب المالي"، حيث كان تلقى حزمة توصيات من رئيس السلطة الانتقالية في مالي الجنرال أسيمي غويتا، "تتعلق بخريطة الطريق التي وضعها لمهمته في الجزائر، وتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين".

وتعزز هذه الخطوة مؤشرات على رغبة باماكو تجاوز الأزمة وتصحيح علاقاتها مع الجزائر، خاصة بعد وقف الحكومة المالية التصريحات المناوئة للجزائر، وإبداء الأخيرة رغبتها الكبيرة واستعدادها الدائم، وفقاً لتصريحات لوزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف أدلى بها مؤخراً، لمساعدة ومرافقة مالي في هذه المرحلة على المستويين السياسي والاقتصادي، حيث تعتزم الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي تنفيذ عدد من مشاريع البنية التحتية في مجالات المياه والتعليم والصحة لصالح سكان شمال مالي.

وقبل ذلك، كانت الجزائر قد عينت، في إبريل/نيسان الماضي، كمال رتياب سفيراً جديداً في مالي، ويمكن أن تعطي هذه التعيينات المتبادلة للسفراء الجدد لكلا البلدين مؤشرات إيجابية على وجود رغبة سياسية متبادلة بين الجزائر ومالي لإعادة فتح قنوات التواصل السياسي وتجاوز تداعيات الأزمة السياسية، خاصة بعد إقالة المجلس العسكري في مالي رئيس الحكومة شوغيل كوكالا مايغا، الذي كانت له مواقف وتصريحات حادة تجاه الجزائر.

وكانت أزمة دبلوماسية حادة قد تفجرت بين الجزائر وباماكو منذ الانقلاب العسكري الذي أطاح الرئيس باه نداو في مايو/أيار 2021، خاصة بعد استقبال وإقامة الشيخ ديكو، أبرز المعارضين السياسيين وأهم المرجعيات الدينية المالية في الجزائر، وزادت الأزمة تفاقماً بعد إعلان باماكو في ديسمبر/ كانون الأول 2023 إلغاء العمل باتفاق السلام، الموقع في مايو/أيار 2015 في الجزائر، بين حكومة باماكو وحركات الأزواد، وأطلقت مسار حوار داخلي، لكنها استبعدت كل الحركات الأزوادية الممثلة للطوارق في الشمال، ووصفتها بالإرهاب، ودخل بعدها البلدان في مرحلة تصريحات متشجنة.

دلالات
المساهمون