ماكغورك يبحث العلاقات مع كبار المسؤولين في بغداد وأربيل

ماكغورك يبحث العلاقات مع كبار المسؤولين في بغداد وأربيل

17 يناير 2023
هذا أول لقاء من نوعه بين مسؤول أميركي رفيع ورئيس الحكومة الجديدة (تويتر)
+ الخط -

بحث منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بريت ماكغورك، الذي وصل مساء أمس الإثنين إلى العاصمة العراقية بغداد، على رأس وفد أميركي رسمي كبير، مع رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، جملة من الملفات، في لقاء هو الأول من نوعه بين مسؤول أميركي رفيع ورئيس الحكومة الجديدة التي شكلها تحالف "الإطار التنسيقي"، المدعوم من طهران.

ووفقاً للمكتب الحكومي في بغداد، فإن السوداني، استقبل ماكغورك مساء أمس الإثنين، بصفته مبعوثاً من الرئيس الأميركي جو بايدن. وذكر البيان أن اللقاء شهد "البحث في مجمل العلاقات بين العراق والولايات المتحدة، وسبل تعزيزها وتنميتها على مختلف الصعد والمجالات، بما يخدم مصالح الشعبين العراقي والأميركي".

ونقل البيان عن السوداني تأكيده "توجه الحكومة لفتح آفاق التعاون مع البلدان الصديقة والشقيقة، بما يؤمن مصالح الشعب العراقي"، مؤكداً قدرة القوات الأمنية العراقية على "مواجهة الإرهاب، وتثبيت الاستقرار المتحقق بفضل التضحيات الجسام التي قُدمت على أرض العراق".

كما نقل عن المبعوث الأميركي بريت ماكغورك، تأكيد "دعم بلاده لإنجاح الحكومة الحالية، واستمرار الولايات المتحدة في تقديم المشورة للقوات العراقية في قتالها ضد داعش"، مجدداً "التزام الإدارة الأميركية باتفاقية الإطار الاستراتيجي".

وشدد ماكغورك على أن الولايات المتحدة تدعم "إصلاحات الحكومة العراقية، في مجال الطاقة والبنية التحتية ومواجهة التغيرات المناخية".

كما نقل ترحيب بلاده بـ "مخرجات مؤتمر بغداد 2، وجهود تنمية مشاريع البنى التحتية المشتركة بين العراق ومحيطه، وترحيبها بالزيارة المرتقبة لوزير الخارجية فؤاد حسين إلى واشنطن لعقد اجتماعات اللجنة التنسيقية العليا لاتفاقية الإطار الاستراتيجي بين البلدين".

 

من جهتها، أكدت السفيرة الأميركية ألينا رومانسكي، في تغريدة عبر حسابها على "تويتر"، عقب اللقاء الذي شاركت فيه، أن الاجتماع مع رئيس الوزراء العراقي، جاء للنهوض بالأهداف المشتركة في "التجارة والاستثمار الأميركي والطاقة ومعالجة الغاز المصاحب"، مشددة على أن "العلاقة الشاملة بين الولايات المتحدة والعراق مستمرة".

ويأتي اللقاء العراقي الأميركي الرسمي في بغداد، بالتزامن مع تصريحات لافتة للسوداني، أكد فيها حاجة بلاده إلى القوات الأميركية بالوقت الحالي في مجال الحرب على الإرهاب، وهو موقف مغاير تماماً لتوجهات التحالف الحاكم بالعراق "الإطار التنسيقي"، المعروف بقربه من طهران، والذي تبنى إخراج القوات الأميركية في حملته الانتخابية الأخيرة.

استعدادات لزيارة وزير الخارجية لواشنطن

إلى ذلك، أكد مسؤول حكومي عراقي بوزارة الخارجية لـ"العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، انتهاء بلاده من تسمية وفد رفيع برئاسة وزير الخارجية فؤاد حسين للتوجه إلى واشنطن في الأيام المقبلة، حاملاً معه جملة من الملفات التي يراد بحثها، مشيراً إلى أن الإدارة الأميركية، ليس لديها أي موقف سلبي مسبق من حكومة السوداني، وتتعامل معها على ضوء نتائجها وخطواتها.

وبحسب المسؤول نفسه، فإن السوداني لم يتطرق خلال اللقاء إلى مسألة سحب القوات الأميركية من العراق، وكان الاجتماع مركزاً على أهمية دعم واشنطن للعراق في تثبيت استقرار المدن المحررة والمناطق الهشة أمنياً، وتأمين الحدود السورية، ومسألة تطوير القدرات العسكرية العراقية وملفات أخرى ثانية".

وتابع: "ملفات العقوبات الأميركية على طهران، وضرورة ضمان العراق عدم استفادة طهران من الحوالات المالية بالدولار الأميركي، والعلاقة مع أربيل، ودعم استقلالية القوات العراقية والتوازن داخل مؤسسات الدولة، وضمان استقلالية القضاء، ودعم مشاريع الكهرباء في العراق، وتفكيك مخيم الهول وإعادة العراق لمواطنيه منه، وحماية المصالح الأميركية في العراق، كلها من الملفات التي سيتم بحثها من خلال وزير الخارجية بزيارته المرتقبة إلى واشنطن، التي تُعتبر تمهيداً لزيارة رئيس الوزراء المرتقبة إلى الولايات المتحدة".

في السياق ذاته، علم "العربي الجديد"، أن الوفد الأميركي انتقل إلى أربيل، العاصمة المحلية لإقليم كردستان شمالي العراق، وعقد لقاءً مغلقاً مع رئيس الإقليم نيجيرفان بارزاني، ومن المرتقب أن يجري لقاءات مماثلة مع مسؤولين آخرين، أبرزهم رئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني، وزعيم حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بافل الطالباني، وسط ترجيحات بأن يتطرق المسؤول الأميركي للأزمة السياسية داخل الإقليم، وتخفيف التوتر الحالي بين الحزبين.

ووصف الخبير بالشأن السياسي العراقي أحمد النعيمي، زيارة المسؤول الأميركي لبغداد، بأنها "لتسلم أجوبة عن أسئلة أميركية، حيال كيفية تعامل الحكومة الجديدة في بغداد، التي شكّلها (الإطار التنسيقي)، المحسوب على إيران، مع القضايا المتعلقة بالعلاقة بين واشنطن وبغداد، وأبرزها الوجود الأميركي، والتزام بغداد بالعقوبات على إيران، وملفات حقوق الإنسان، والحرب على الفساد، والإرهاب".

وأضاف النعيمي في حديث مع "العربي الجديد"، أن أجواء اللقاء، وما تسرب منه، تشي بأن حكومة السوداني قررت عدم الدخول في أي شد مع الجانب الأميركي، وإبقاء المسافة على ما كانت عليه خلال حكومة مصطفى الكاظمي السابقة.

واعتبر أن "الحكومة الجديدة، تدرك أهمية تجنب أي إجراءات مالية أميركية على العراق، قد تؤدي إلى تراجع آخر لقيمة الدينار العراقي، فضلاً عن أهمية استمرار برنامج تدريب وتأهيل وحدات الجيش، التي يمثل السلاح الأميركي فيها أكثر من 80 بالمائة، مثل مقاتلات "إف-16"، ووحدات الدروع، ودبابات "أبرامز" المرتبط عملها باستمرار تزويد واشنطن لها بالذخيرة والصيانة".