ماكرون يعترف لأول مرة بمسؤولية فرنسا عن مذبحة في السنغال

29 نوفمبر 2024
ماكرون يلتقي الرئيس السنغالي في قصر الإليزيه، 20 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بمذبحة الجنود من غرب أفريقيا على يد الجيش الفرنسي في 1944، في رسالة للسلطات السنغالية، عشية الذكرى الـ80 للحدث، مما يعكس تراجع نفوذ فرنسا في المنطقة.
- الجنود القتلى كانوا جزءًا من وحدة "الرماة السنغاليين" في الجيش الفرنسي، وقتلوا بسبب خلافات حول الأجور غير المدفوعة، حيث أطلق عليهم الجنود الفرنسيون النار في أول ديسمبر 1944.
- الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي أعلن عن إغلاق القواعد العسكرية الفرنسية في السنغال، مؤكدًا على سيادة بلاده ورغبته في تنويع شركائها الدوليين.

اعترف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس، وللمرة الأولى، بأن قتل الجنود من منطقة غرب أفريقيا على يد الجيش الفرنسي في عام 1944 كان مذبحة، وذلك في رسالة وجهها إلى السلطات السنغالية. يأتي موقف ماكرون هذا عشية الذكرى الـ80 لقتل الجنود في ثياروي - وهي قرية صيد تقع على مشارف العاصمة السنغالية دكار، في وقت يتراجع فيه نفوذ فرنسا في المنطقة، حيث تخسر باريس تأثيرها في مستعمراتها السابقة في غرب أفريقيا.

وكان ما بين 35 إلى 400 جندي من منطقة غرب أفريقيا شاركوا مع الجيش الفرنسي في معركة فرنسا عام 1940 قد قتلوا على يد الجنود الفرنسيين في أول ديسمبر/كانون الأول 1944، وذلك بعد ما وصفته فرنسا بأنه تمرد بسبب الأجور غير المدفوعة.

 

وكان جنود غرب أفريقيا أفرادا في وحدة تدعى "الرماة السنغاليين" وهي وحدة مشاة استعمارية في الجيش الفرنسي. ووفقا للمؤرخين، فإنه كانت هناك خلافات بشأن الأجور غير المدفوعة في الأيام التي سبقت المذبحة، ولكن في ذلك اليوم، أول ديسمبر/كانون الأول، جمع الجنود الفرنسيون "الرماة السنغاليين" الذين كانوا في الغالب غير مسلحين، وأطلقوا عليهم النار وقتلوهم.

وأعلن الرئيس السنغالي باسيرو ديوماي فاي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس الخميس، أن فرنسا ستضطر إلى إغلاق قواعدها العسكرية في السنغال وقال إن وجودها يتعارض مع سيادة بلاده. وأضاف فاي، في المقابلة التي أجريت في القصر الرئاسي "السنغال دولة مستقلّة. إنّها دولة ذات سيادة، والسيادة لا تتّفق مع وجود قواعد عسكرية (أجنبية) في دولة ذات سيادة".

وفاي الذي تولّى منصبه في إبريل/نيسان بعدما فاز في الانتخابات رافعا لواء السيادة وإنهاء الاعتماد على الخارج، أكّد أنّ رفض وجود عسكري فرنسي في بلاده لا يعني "قطيعة" بين دكار وباريس. وقال "لقد تلقّيت اليوم (الخميس) من الرئيس إيمانويل ماكرون رسالة يعترف فيها بأنّها كانت مجزرة، بشكل واضح جدا، من دون أي لبس في المصطلحات". ورحّب فاي بهذا الاعتراف معتبرا إياه "خطوة كبيرة" من جانب ماكرون، وكشف أن الرسالة التي أكدها قصر الإليزيه قد أُرسلت قبل ثلاثة أيام من الاحتفالات التي تعتزم السلطات السنغالية الجديدة إيلاءها أهمية خاصة.

وأكد فاي مجددا رغبته في تنويع شركاء بلاده التي تسعى إلى أن تطور نفسها وتبقى محاورا لأكبر عدد من الدول، في وقت انفصلت دول في منطقة الساحل عن فرنسا فجأة وتحولت نحو روسيا. وقال فاي: "تظل فرنسا شريكا مهما للسنغال لناحية مستوى الاستثمارات ووجود الشركات الفرنسية وحتى المواطنين الفرنسيين الموجودين في السنغال".

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون