ماكرون في السعودية بعد قطر: نبحث الأزمة اللبنانية

ماكرون في السعودية بعد قطر: نبحث الأزمة اللبنانية وسنقيم بعثة دبلوماسية بأفغانستان

04 ديسمبر 2021
ناقش ماكرون مع أمير قطر أزمة لبنان وقضايا استراتيجية (الأناضول)
+ الخط -

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، أن عدة دول أوروبية تعمل على إقامة بعثة دبلوماسية مشتركة في أفغانستان، من شأنها أن تمكن سفراءها من العودة إلى هناك. فيما أشار إلى أنّ الأزمة اللبنانية ضمن مباحثاته في الجولة الخليجية التي بدأت من الإمارات، ثم قطر، ووصل صباح اليوم إلى جدّة في السعودية.

وقال ماكرون للصحافيين في العاصمة القطرية الدوحة، التي زارها قبل التوجه إلى السعودية: "نفكر في تنظيم بين عدة بلدان أوروبية... موقع مشترك للعديد من الأوروبيين بما يتيح لسفرائنا الحضور".

وتحجم الولايات المتحدة ودول أوروبية وغيرها عن الاعتراف رسمياً بحكومة "طالبان" التي يسيطر عليها البشتون، ويتهمونها بالنكوص عن تعهداتها بتشكيل حكومة شاملة من الناحيتين السياسية والعرقية، وحفظ حقوق المرأة والأقليات.

وقال ماكرون، وفق "رويترز"، "هذا نهج مختلف عن الاعتراف السياسي أو الحوار السياسي مع "طالبان"... سيكون لدينا تمثيل في أقرب وقت ممكن".

 

ماكرون يبحث الأزمة اللبنانية الخليجية مع أمير قطر

إلى ذلك، قال ماكرون إنه ناقش مع أمير قطر خلال زيارته إلى الدوحة الوضع في الخليج ولبنان، وقضايا استراتيجية وثنائية.

ولفت إلى أنه بحث خلال جولته الخليجية التي شملت الإمارات وقطر، وتقوده اليوم إلى السعودية، الأزمة بين لبنان ودول خليجية، مشدداً على ضرورة أن تستأنف الحكومة اللبنانية عملها من أجل تطبيق الإصلاحات المطلوبة.

ووجّه ماكرون الذي التقى مساء أمس الجمعة أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الشكر لدولة قطر على جهودها ودورها في عمليات الإجلاء من أفغانستان، مشيراً إلى أن التعاون بين فرنسا وقطر تعزّز بشكل كبير في مجالات عدة.

وكان أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني قد قال في تغريدة على حسابه في " تويتر"، أمس الجمعة، "تشهد العلاقات بين قطر وفرنسا نمواً مطرداً في مختلف مجالات التعاون، بما فيها الاقتصاد والدفاع والأمن وتبادل الخبرات الثقافية والرياضية، وقد بحثت مع الرئيس الفرنسي آفاق تعزيز التعاون القائم بين بلدينا، كما تبادلنا الآراء بشأن أبرز قضايا المنطقة والعالم".

كذلك جرى خلال المباحثات في الديوان الأميري تبادل الرأي ووجهات النظر حول عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على المستويين الإقليمي والدولي، وخصوصاً مستجدات الأوضاع في المنطقة، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء القطرية "قنا".

وبدأ ماكرون، الجمعة، جولة خليجية، تشمل الإمارات وقطر والسعودية.

ماكرون في السعودية بعد قطر

ووصل ماكرون إلى السعودية اليوم السبت، لإجراء محادثات مباشرة مع ولي العهد محمد بن سلمان.

ويعتبر ماكرون السعودية مهمة للمساعدة في إبرام اتفاق سلام يشمل المنطقة مع إيران، كما ينظر إليها باعتبارها حليفاً في المعركة ضد المتشددين الإسلاميين من الشرق الأوسط وحتى غرب أفريقيا، وفق "رويترز".

وفرنسا أحد مورّدي الأسلحة الرئيسيين للمملكة، غير أنها تواجه ضغوطاً متزايدة لإعادة النظر في مبيعاتها، بسبب الصراع بين التحالف الذي تقوده السعودية والحوثيين المتحالفين مع إيران في اليمن، الغارق في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.

وعلى الرغم من أن العلاقات بين باريس والرياض كانت أكثر دفئاً في عهد الرئيس السابق فرانسوا هولاند، إلا أن فرنسا لم تحصد الجوائز التجارية. وخيّم الفتور على العلاقات في السنوات الأخيرة.

ومن المقرّر أن يشارك وفد أعمال يضم حوالي 100 شركة، من بينها "توتال إنرجيز" و"إي.دي.إف" و"تاليس" و"فيفندي"، في منتدى استثماري خلال زيارة ماكرون.

خيبة أمل سعودية

وتأتي زيارة ماكرون في وقت أعربت فيه دول الخليج العربية عن شكوكها بشأن مدى تركيز الولايات المتحدة على المنطقة، حتى في الوقت الذي تسعى فيه الدول الخليجية للحصول على مزيد من الأسلحة من واشنطن.

وتشعر السعودية بخيبة الأمل إزاء نهج إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، التي تضغط على الرياض بسبب حقوق الإنسان وحرب اليمن.

ويعد ماكرون أول زعيم دولة غربية يزور السعودية منذ مقتل خاشقجي وظهور جائحة كوفيد-19 في العام الماضي، والتي بددت آمال الرياض في استضافة زعماء مجموعة العشرين خلال رئاستها للمجموعة في 2020.

ومن المتوقع أن يبحث الزعيمان مسائل إقليمية، منها القضية النووية الإيرانية، وكذلك لبنان، حيث أخفق ماكرون حتى الآن في إقناع دول الخليج العربية، التي يساورها القلق من نفوذ جماعة "حزب الله" المدعومة من إيران، في الدخول في حوار لمحاولة إيجاد حلّ للأزمة اللبنانية الخليجية.