ماكرون يصف استفتاء تونس بـ"المرحلة المهمة" وتصعيد أميركي للانتقادات

ماكرون يصف استفتاء تونس بـ"المرحلة المهمة" وسط تصعيد أميركي للانتقادات

10 اغسطس 2022
أثار استفتاء قيس سعيّد جدلاً واسعاً في تونس (فتحي بلعيد/فرانس برس)
+ الخط -

وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء، الاستفتاء المثير للجدل الذي أفضى إلى تبني دستور جديد في تونس يمنح صلاحيات واسعة للرئيس بأنه "مرحلة مهمة"، في حين حذرت واشنطن من أنّ "حلم تونس بحكومة مستقلة" أصبح في خطر.

ودعا ماكرون نظيره التونسي قيس سعيّد للعمل من أجل "حوار تشارك فيه جميع الأطراف. وأعلنت الرئاسة الفرنسية في ختام محادثة هاتفية بين الرئيسين أنّ "رئيس الجمهورية ذكر أنّ إجراء الاستفتاء على مشروع الدستور في 25 يوليو/تموز خطوة مهمة في عملية الانتقال السياسي الجارية"، مشيرة، وفق ما أوردته "فرانس برس"، إلى أنّ ماكرون شدد على "ضرورة استكمال الإصلاحات الجارية في المؤسسات، في إطار حوار شامل مع احترام سيادة تونس".

كما أكد الرئيس الفرنسي أنّ تونس يمكن أن "تعتمد على دعم فرنسا" في مباحثاتها مع صندوق النقد الدولي للحصول على قرض، شرط تنفيذ برنامج الإصلاحات، مشيراً إلى أنّ "فرنسا مستعدة للعمل مع تونس لتلبية الحاجات الغذائية" للبلاد في مواجهة النقص الذي سببته الحرب في أوكرانيا، أحد أكبر منتجي الحبوب في العالم مع روسيا.

وأقرّ مشروع الدستور الجديد الذي لم تتخطَ نسبة المشاركة فيه الـ30%، تحويل النظام السياسي إلى نظام رئاسي مع صلاحيات أكبر للرئيس، ونصّ أحد فصوله على أنّ رئيس الجمهورية يضبط السياسة العامة للدولة ويحدد اختياراتها الأساسية.

وأثار الاستفتاء الجديد جدلاً واسعاً في تونس، وهو يمثل حلقة في سلسلة إجراءات استثنائية بدأ سعيّد فرضها في 25 يوليو/تموز 2021، منها إقالة الحكومة وتعيين أخرى، وحلّ مجلس القضاء والبرلمان، وإصدار تشريعات بمراسيم رئاسية، وتبكير الانتخابات البرلمانية إلى 17 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وزير الدفاع الأميركي: واشنطن قلقة بشأن الديمقراطية في تونس

في الأثناء، اعتبر وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن، الثلاثاء، أنّ "حلم تونس بحكومة مستقلة" أصبح في خطر، في تصعيد للانتقادات الأميركية لإجراءات الرئيس قيس سعيّد لتعزيز سلطاته، والتي سبق أن رد عليها بالقول إنها "تدخّل غير مقبول".

وفي معرض حديثه في حفل للقيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا، كرّر أوستن الانتقادات الأميركية للتطورات الأخيرة في تونس. وقال، وفق ما نقلته "رويترز": "في جميع أنحاء أفريقيا، أولئك الذين يدعمون الديمقراطية والحرية وسيادة القانون يكافحون قوى الاستبداد والفوضى والفساد"، مضيفاً: "يمكننا أن نشعر بتلك الرياح المعاكسة في تونس التي ألهم شعبها العالم بمطالبته بالديمقراطية".

الصورة
لويد أوستن (إيرالدو بيريس/أسوشييتد برس)
أوستن: حلم تونس بحكومة مستقلة أصبح في خطر (إيرالدو بيريس/أسوشييتد برس)

وشدد على أنّ "الولايات المتحدة ملتزمة بدعم أصدقائنا في تونس، وفي أي مكان في أفريقيا، الذين يحاولون إقامة نظم ديمقراطية منفتحة تخضع للمحاسبة ولا تستثني أحداً".

وكان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن قد قال، إنّ الاستفتاء على الدستور التونسي الجديد الذي اقترحه الرئيس قيس سعيّد، "اتسم بتدني نسب مشاركة الناخبين"، متحدثاً عن "عام من التراجع المفزع".

وأعلنت وزارة الخارجية التونسية، في 30 يوليو/تموز الماضي، استدعاء القائمة بالأعمال الأميركية في تونس ناتاشا فرانشيسكي، إثر تصريحات بلينكن، معتبرة أنها "تدخّل غير مقبول في الشأن الوطني التونسي".

المساهمون