ماكرون يدعو لحماية المدنيين في سورية ومحاسبة المسؤولين عن عنف الساحل
استمع إلى الملخص
- أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق في أحداث الساحل عن تقرير يوثق 1426 قتيلاً، معظمهم مدنيون، وشدد ماكرون على ضرورة الحل السياسي بين الأطراف المحلية وتقدم المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية.
- جرت مشاورات غير مباشرة في باريس بين وفد سوري وممثلين إسرائيليين بوساطة أمريكية لبحث التطورات الأمنية في الجنوب السوري، وأكد ماكرون التزام فرنسا بسيادة سوريا ووحدة أراضيها.
قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم السبت، إنه أجرى محادثة مع نظيره السوري أحمد الشرع، تناولت آخر التطورات السياسية والأمنية في سورية، مؤكداً "الهشاشة البالغة التي تعاني منها عملية الانتقال"، وضرورة حماية المدنيين ومحاسبة المسؤولين عن أعمال العنف الأخيرة، لا سيما على الساحل السوري. وكتب ماكرون في منشور على صفحته الرسمية على منصة "إكس": "تحدثت مع الرئيس السوري المؤقت الشرع. إن أعمال العنف الأخيرة في سورية تُذكّر بالهشاشة البالغة التي تُعاني منها عملية الانتقال. تجب حماية المدنيين".
وأضاف: "من الضروري منع تكرار حوادث العنف ومقاضاة المسؤولين عنها. ومن المتوقع أن تُجرى الملاحقات القضائية بناءً على تقرير اللجنة المستقلة بشأن أعمال العنف على الساحل". وأشار ماكرون إلى أن "وقف إطلاق النار في السويداء يُعدّ إشارة إيجابية"، مشدداً على أن "الحوار السلمي يجب أن يُمكّن الآن من تحقيق هدف توحيد سورية مع احترام حقوق جميع مواطنيها".
والثلاثاء الماضي، أعلنت اللجنة الوطنية للتحقيق وتقصي الحقائق في أحداث الساحل الانتهاء من تقريرها في نهاية المهلة المحدّدة، مشيرة إلى أنها سلمته للرئيس السوري، وأن الأحداث التي تشهدها المنطقة الجنوبية (السويداء) كانت سبباً في تأخير إعلان تسليمه. وأكدت اللجنة، في مؤتمر صحافي في دمشق، أنها تحققت من 1426 قتيلاً، منهم 90 امرأة، والباقون معظمهم مدنيون، وبعضهم عسكريون سابقون أجروا تسويات مع السلطات المختصة. وبالرغم من عدم استبعاد وجود عدد من عناصر النظام السابق بين القتلى، رجحت اللجنة أن معظم حوادث القتل وقعت خارج المعارك العسكرية أو بعد انتهائها.
Je me suis entretenu avec le Président intérimaire syrien Al-Charaa.
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) July 26, 2025
Les récentes violences en Syrie rappellent l’extrême fragilité de la transition. Les populations civiles doivent être protégées.
Il est impératif d’éviter…
وتطرّق الرئيس الفرنسي إلى "ضرورة إيجاد حل سياسي مع الأطراف المحلية ضمن إطار وطني من الحكم والأمن"، مضيفاً أنه ناقش مع الشرع أهمية أن "تتقدم المفاوضات بين قوات سوريا الديمقراطية والسلطات السورية بحسن نية"، لافتاً إلى أن "المناقشات الثلاثية التي جرت أمس ساهمت في تحديد الخطوات التالية". وكان مصدر دبلوماسي قد كشف، في وقت سابق من اليوم السبت، وفق ما نقلت "الإخبارية" السورية عن لقاء غير مباشر جمع وفداً من وزارة الخارجية السورية وجهاز الاستخبارات مع ممثلين عن الجانب الإسرائيلي، بوساطة أميركية، في العاصمة الفرنسية باريس، ركّز على التطورات الأمنية في الجنوب السوري وسبل احتواء التصعيد. ووفق المصدر، لم يسفر اللقاء عن اتفاقات نهائية، بل اعتُبر مشاورات أولية هدفت إلى خفض التوتر وفتح قنوات تواصل.
وشدّد الوفد السوري على تمسّكه بوحدة الأراضي السورية وسلامتها ورفضه أي مشاريع تقسيم أو وجود أجنبي غير شرعي، محمّلاً إسرائيل مسؤولية التصعيد الأخير بعد 8 ديسمبر/كانون الأول. كما ناقش الطرفان إمكانية إعادة تفعيل اتفاق "فض الاشتباك" بضمانات دولية، وجرى الاتفاق على عقد لقاءات لاحقة لمتابعة النقاش ضمن إطار يحترم سيادة سورية ووحدة أراضيها.
وفي ختام حديثه، أكد ماكرون التزام بلاده بـ"سيادة سورية ووحدة أراضيها"، مشيراً إلى أن الجانبين ناقشا الجهود الفرنسية بالتنسيق مع إسرائيل من أجل استقرار الحدود السورية اللبنانية. وأضاف: "فرنسا مستعدة لدعم هذه الجهود"، مشيداً بالتزام الرئيس السوري بمكافحة الإرهاب، ومؤكداً "ضرورة التعاون المشترك" في هذا المجال.