ماكرون يحدد مساراً أساسياً لدعم لبنان وإعادة بنائه

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
17 يناير 2025
ماكرون يتجول في شارع الجميزة وسط بيروت ويزور أحد المقاهي
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مؤتمر دولي في باريس لدعم إعادة بناء لبنان، مشدداً على ضرورة تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية لضمان توزيع المساعدات بشكل فعال.
- أكد ماكرون على أهمية سيادة لبنان وحصر السلاح بيد الجيش اللبناني، مع استمرار دعم فرنسا للجيش وتعزيز تدريبه، بالإضافة إلى دعم أوروبي بقيمة 130 مليون يورو لقوى الأمن.
- شدد الرئيس اللبناني جوزاف عون على أهمية تشكيل حكومة جديدة بسرعة، معرباً عن أمله في تعاون القوى السياسية لتحقيق الاستقرار والنهوض بالبلاد.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم الجمعة أن بلاده ستنظم بمناسبة زيارة الرئيس اللبناني جوزاف عون إلى باريس بعد بضعة أسابيع مؤتمراً دولياً لحشد الجهود والتمويل لإعادة بناء لبنان، مشدداً على أن فرنسا وأوروبا والمنطقة ستكون إلى جانب لبنان لتستنفر كل أصدقائه. وعدّد ماكرون خلال مؤتمر صحافي مشترك مع عون في قصر بعبدا الجمهوري الأطر السياسية المطلوبة والضرورية من الحكومة المقبلة لإعادة البناء، منها طريقة توزيع المساعدات بشكل تكون فيه الإدارة نزيهة ورشيدة وتخضع للمساءلة، إلى جانب الإصلاحات التي ينتظرها المجتمع الدولي والمطلوبة من لبنان سواء إصلاح العدالة والقطاع المصرفي والطاقة ومكافحة الفساد.

وقال ماكرون "فرنسا والمجتمع الدولي الذي ألتزِمُ بالاستمرار في حشد جهوده، سوف يدعمون لبنان، وقبل كل شيء يجب أن يكون لبنان ذا سيادة ودولة قادرة على ممارسة سيادتها على كل شبر من أراضيها وهذا أساسي وشرط لحماية لبنان من التدخلات والاعتداءات بينما المنطقة تمرّ بتقلّبات كبيرة وهذا شرط لاستمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل". وأضاف الرئيس الفرنسي "الاتفاق كان نهاية فترة من العنف لا تطاق أوجعت المدنيين على جانبي الحدود، وكان وقف إطلاق النار نجاحاً دبلوماسياً سمح بحماية حياة بشر كثر، والآلية التي وضعها من شأنها أن تسمح بتنفيذ صارم له من قبل السلطات الإسرائيلية واللبنانية".

ماكرون: الجيش أساس لسيادة لبنان

وشدد على أن "الانسحاب الإسرائيلي يجب أن يستمرّ وأن يكون كاملاً، وأن يكون السلاح في لبنان بيد الجيش اللبناني، ولهذا السبب سنستمرّ بدعمه وتقويته وتعزيز التدريب والتكوين مع ضرورة استمرار التجنيد لانتشاره في الجنوب، فالجيش أساس لسيادة لبنان وهو طرف فاعل لا بدّ منه لضمان احترام وقف إطلاق النار"، مؤكداً أن "دعم فرنسا سوف يبقى ثابتاً والمملكة العربية السعودية وقطر وكل دول المنطقة مستعدة لتفعل أكثر".

وأعلن ماكرون أن فرنسا ستعمل من خلال مركز جديد على تدريب 500 جندي لبناني والعمل في إطار اللجنة التقنية مع شركائنا، لافتاً إلى أن "الاتحاد الأوروبي سوف يعلن سريعاً مجهوداً مزدوجاً لقوى الأمن والجيش اللبناني بمستوى 130 مليون يورو لعام 2025، وفرنسا سوف ترسل 80 متخصصاً إضافياً في مجال الهندسة إلى جانب الجنود الـ750 المنتشرين في الجنوب، وأخيراً يجب تعزيز عمل اليونيفيل لتتمكن من ممارسة مهامها".

ونوّه ماكرون بدور اليونيفيل والعمل الذي تقوم به لتطبيق القرار 1701، معتبراً أن وقف إطلاق النار جاء ليذكّر بأهمية القرار، مؤكداً العمل على ترسيم الحدود على طول الخط الأزرق ليكون الهدوء مستداماً لمصلحة الجميع. وقال ماكرون إن الرئيس اللبناني ذكر أن "السيادة لا تخصّ فقط جنوب لبنان وشدد على ضرورة التحكم في الحدود الأخرى خصوصاً على ضوء التقلّبات التي شهدتها سورية، كما حدّد هدفاً بأن يكون السلاح فقط بيد السلطة على كل الأراضي الوطنية وتحديد استراتيجية دفاع وطنية، وهذا في رأينا المشروع الوحيد الممكن لتفادي الفوضى أو تفادي عودتها وسوف ندعم هذا المشروع الطموح".

الرئيس الفرنسي خلال لقائه مسؤولين في بيروت، 17 يناير 2025 (العربي الجديد)
عون مراقباً ماكرون بينما يدون في سجل قصر بعبدا، 17 يناير 2025 (العربي الجديد)

وأكد ماكرون أيضاً ضرورة تشكيل حكومة جديدة سريعاً، معتبراً أن القوى السياسية ستتحلّى بحسّ من المسؤولية السياسية لمواكبة عون ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، ويكونوا مجندين معهما لإيجاد الحلول، مؤكداً ضرورة احترام الالتزامات التي تم تبنيها في مؤتمر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، لافتاً إلى أنه "حتى الآن تم دفع أكثر من ثلثي المنح من أصل 800 مليون دولار وعدت بها الدول، وفرنسا دفعت أكثر من 80 مليون يورو من 100 مليون التي وعدت بها ومئة طن من المساعدات الإنسانية، ولكن يجب أن يكون هناك دعم دولي قوي لإعادة بناء المنشآت التحتية التي تم تدميرها من جراء الحرب والمنازل والبيوت".

من جهته، قال الرئيس اللبناني "يقول الكاتب الفرنسي جان جينيه عنا إنّ لبنان بلد نتعلم فيه كيف نعيش خصوصاً كيف نموت. اليوم أقول لكم إننا أنجزنا القسم الثاني من هذا التعليم نهائياً وإلى غير رجعة"، مؤكداً أننا "من الآن فصاعداً نحن طلاب الحياة لا موت فيها". وتوجّه عون إلى ماكرون بالقول "أتمنى منكم أن تشهدوا للعالم كله بأنّ ثقة اللبنانيين ببلدهم ودولتهم قد عادت وأنّ ثقة العالم بلبنان يجب أن تعود كاملة لأن لبنان الحقيقي الأصيل قد عاد، أما الباقي كله فنحن وأنتم وأصدقاؤنا في العالم قادرون عليه".

وأضاف "تأتون اليوم لتهنئتنا وأنتم تدركون أن التهنئة هي للبنان ولكل لبناني، للذين صمدوا وناضلوا وتمسكوا بوطنهم وأرضهم، للذين عادوا إلى بيوتهم المدمّرة أمس وهم يبتسمون للغد، للذين رحلوا وعيونهم علينا، أو سافروا وأيديهم على حقيبة العودة ينتظرون وننتظرهم". وبعد المؤتمر الصحافي المشترك، عقد لقاء موسع في قصر بعبدا بين الرئيس اللبناني والرئيس الفرنسي إلى جانب رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

الرئيس الفرنسي خلال لقائه مسؤولين في بيروت، 17 يناير 2025 (العربي الجديد)
بري يمدّ اليد لمصافحة ماكرون، 17 يناير 2025 (العربي الجديد)

لقاء واعد بين بري وسلام

على صعيد آخر، عُقد اليوم الجمعة لقاء بين بري ورئيس الوزراء المكلف نواف سلام، وذلك بعد اختتامه أمس الخميس الاستشارات النيابية غير الملزمة لتأليف الحكومة والتي قاطعتها كتلتا رئيس البرلمان "التنمية والتحرير" وحزب الله. وعرض بري وسلام للأوضاع العامة والمستجدات السياسية ونتائج الاستشارات النيابية غير الملزمة التي استمرّت يومين، واكتفى بري بالقول إن اللقاء كان واعداً. من جهته، قال سلام بعد اللقاء إن "الاستشارات لم تنته أمس، بل انتهت اليوم بعد لقائي بري، لأجل ذلك لم ألق كلمة أمس".

وحول أجواء الاستشارات، قال "في الحقيقة لا أريد أن أقول أكثرية، بل كان هناك إجماع من جميع الكتل ومن النواب الذين التقيتهم على ضرورة النهوض سريعاً بالبلد والعمل على الإنقاذ الذي أنا سأتعهد بالعمل 24 ساعة على 24 و7 أيام على 7 أيام، وشعوري من جميع الكتل والنواب المستقلين استعدادهم للتعاون الإيجابي". وتابع "أنا أؤكد أنه لا يوجد عراقيل من أحد وأمس رأيت بالإعلام مساءً كلاماً لأحد النواب، قال إننا أمام خيارين وهما إما التفاهم أو التصادم، وأجبناه صحيح هناك خياران إما التفاهم والتفاهم، واليوم سأقول لكم ما هما ليسا بخيارين: لا التعطيل ولا الفشل، لا أحد سوف يعطل ولا أحد سيسمح بالفشل بتشكيل الحكومة، نريد تشكيل الحكومة من أجل البدء بالعمل المطلوب للإنقاذ ليس غداً بل بالأمس".

وشدد سلام على أننا "والرئيس بري نقرأ في كتاب واحد هو الدستور المعدّل بموجب اتفاق الطائف، هذا كتابنا الوحيد الذي نعمل بموجبه سوياً، وأنا سأبقى على تواصل مع الرئيس بري من الآن وحتى تشكيل الحكومة". وحول توزيع الحقائب قال "لا حقائب ولا أسماء ولا تصوّر للحكومة قبل أن أجتمع مع الرئيس جوزاف عون والتباحث بالأمر معه".

ذات صلة

الصورة

سياسة

قال الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إن بلاده مستعدة لتطبيع علاقاتها مع إسرائيل في اليوم الذي تقوم فيه دولة فلسطينية كاملة
الصورة
صور للدمار في القرى الحدودية جنوبي لبنان، 29 يناير 2025 (العربي الجديد)

سياسة

تستمرّ عودة أهالي الجنوب إلى القرى الحدودية في لبنان منذ يوم الأحد الماضي على الرغم من الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية ومحاولات الترهيب وعمليات الخطف.
الصورة

سياسة

أفادت وزارة الصحة اللبنانية باستشهاد 22 مواطناً وإصابة العشرات بعد محاولة سكان بلدات في جنوب لبنان العودة إلى منازلهم مع انتهاء مهلة انسحاب جيش الاحتلال.
الصورة
المؤثر الجزائري نعمان بوعلام المعروف بدولامن (فيسبوك)

منوعات

رفضت السلطات الجزائرية استقبال أحد المؤثرين الجزائريين بعدما رحّلته فرنسا، مساء الخميس، ما أجبر الخطوط الجوية الفرنسية على إعادته.