ماكرون: لا شيك على بياض للبنان وتشكيل الحكومة "أولوية"

ماكرون: لا شيك على بياض للبنان وتشكيل الحكومة "أولوية"

04 اغسطس 2021
كرّر ماكرون التأكيد أن "لا شيك على بياض للبنان" (كريستوف سيمون/فرانس برس)
+ الخط -

وضع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، تشكيل الحكومة اللبنانية "أولوية" بالنسبة إلى لبنان، رامياً الأزمة بنتيجتها على النظام السياسي "الذي يعاني خللاً وظيفياً".

وكرّر ماكرون التأكيد أن "لا شيك على بياض للبنان؛ ويبدو أنّ المسؤولين اللبنانيين يراهنون على الاهتراء، وهذا خطأ تاريخي وأخلاقي"، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها في افتتاح المؤتمر الدولي الذي تستضيفه باريس، اليوم الأربعاء، بالتعاون مع الأمم المتحدة للاستجابة لاحتياجات لبنان بالتزامن مع حلول الذكرى السنوية الأولى لانفجار مرفأ بيروت. 

وبينما تشهد الساحة اللبنانية اليوم تحركات شعبية خصوصاً في العاصمة بيروت للمطالبة بالعدالة لضحايا الانفجار وجلاء الحقيقة ورفع الحصانات النيابية ومحاسبة المسؤولين، دعا ماكرون ساسة لبنان إلى "إعلام الشعب بالحقيقة في ما يتعلق بالتحقيق في الانفجار". 

وأعلن ماكرون أن فرنسا سترسل 500 ألف جرعة من اللقاحات المضادة لكورونا إلى لبنان، كما ستقدّم مساعدات طارئة بأكثر من مئة مليون يورو.

وأكد مصدرٌ دبلوماسيٌّ فرنسي في وقتٍ سابقٍ، لـ"العربي الجديد"، أنّ "باريس تقف إلى جانب الشعب اللبناني ولن تتركه في ظلّ طبقة سياسية مصمّمة على الاستمرار في خلافاتها وصراعها على السلطة وتعطيل البلد لأشهرٍ طويلة وهي تصرّ على مواصلة ممارساتها رغم العقوبات التي تفرَض عليها"، مشيراً إلى أنّ "المؤتمر الدولي يأتي استكمالاً للمؤتمرات السابقة التي خصّت اللبنانيين والجيش اللبناني بمساعداتٍ إنسانية وطارئة، وكل المبالغ التي سترصد اليوم ستذهب مباشرة إلى الشعب ومن هم بحاجة إليها وذلك ضمن آلية واضحة وشفافة". 

ويأمل المصدر الدبلوماسي بأن "يضع القادة اللبنانيون خلافاتهم جانباً ويفكّروا في مصلحة الشعب ويشكلوا حكومة اليوم قبل الغد تقوم بالإصلاحات المطلوبة منها، لأن لبنان يحتاج أكثر من أي وقتٍ مضى إلى دعم مالي، لكنه سيبقى مجمَّداً رهناً بتصرّفات المسؤولين". 

تقارير عربية
التحديثات الحية

من جهته، ربط الرئيس اللبناني ميشال عون الأزمة في لبنان بعوامل عدّة غاب عنها الصراع على الحصص الوزارية والحقائب السيادية التي يتمسّك بها هو ومن خلفه صهره رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل، منها "العبء الثقيل للجوء السوري" (تصرّ السلطات في لبنان على توصيفهم بالنازحين)، علماً أنّ مساعدات خارجية كثيرة تصل إلى لبنان على صعيد ملف اللاجئين السوريين وهناك اتهامات للسلطات بوضع يدها على جزءٍ منها وتحقيق مكاسب خاصة على حسابهم.

كذلك، وضع عون الأزمة في دائرة "الحصار المفروض حولنا والذي يحرم لبنان من مداه الحيوي"، وقال إنّ "لبنان يمرّ اليوم بأصعب أوقاته ولم يعد بإمكانه انتظار الحلول الإقليمية ولا الكبرى".

وأضاف عون "لا شك أنّ لبنان بحاجة إلى كل مساعدة ومساندة من المجتمع الدولي بعد تحديد الاحتياجات والأولويات، مساعدات إنسانية واجتماعية وصحية شعبنا بأمسّ الحاجة إليها، مساعدات تساهم في استمرار الخدمات الأساسية التي يحتاجها المواطنون. إعادة التشغيل الكامل لمرفأ بيروت، الشريان الحيوي للاقتصاد اللبناني، هي ضرورة ملحّة، ولبنان الذي يضع في قمة أولوياته تأهيل وتطوير هذا المرفق يرحب بأي جهد دولي في هذا الإطار".

وتابع الرئيس اللبناني في كلمته: "غرقت البلاد لأشهر خلت في أزمة سياسية طغت فيها للأسف تفاصيل التشكيل على البرنامج أي المشروع الإنقاذي للحكومة. واليوم نحن في مرحلة جديدة وآمل تشكيل حكومة قادرة على تنفيذ الإصلاحات والتحضير للانتخابات النيابية بالتوازي مع بناء الثقة مع شركائنا الدوليين والتواصل مع صندوق النقد الدولي".

وشدد على أنه "لا بد من التأكيد أن المبلغ العائد لحقوق السحب الخاصة والذي سيستفيد منه لبنان من صندوق النقد الدولي في سبتمبر/أيلول المقبل يجب استعماله بتأنٍّ وتوظيفه بأفضل طريقة لمواجهة الانهيار وبدء الإصلاحات".

وكثفت الأجهزة الأمنية، اليوم الأربعاء، من تحركاتها على الأرض وتدابيرها الاستثنائية بحيث تحولت بيروت إلى أشبه بثكنة عسكرية مدججة بالعناصر في ظلّ توقعات بأن تكون نسبة المشاركة كثيفة ومن مختلف المناطق اللبنانية، علماً أنّ الأحزاب التقليدية بدأت ترمي مفرقعات إعلامية وإخبارية للتهويل بمخطّط يجري التحضير له، وهو الأسلوب الذي تعتمده دائماً للتأثير على الشارع وتحذير الناس من خطورة النزول إلى الساحات.

ودعت القوى الأمنية، في بيان لها، إلى أن "تكون حرية التعبير سلمية خلال التحركات التي ستقام اليوم"، علماً أنّ التحرك الماضي، في 8 أغسطس/آب 2020 ربطاً بانفجار مرفأ بيروت، شهد أعنف مواجهات بين القوى الأمنية والمتظاهرين وسقط خلاله الكثير من الجرحى، فقد بعضهم أعينهم، وقد طاولت الجسم الصحافي أيضاً.

وحذرت قوى الأمن من أنها "ستضطر إلى استخدام القوّة المتناسبة والمشروعة لمكافحة أعمال الشغب إن لزم الأمر"، متمنية "الإبقاء على سلمية التحرك وعدم الإنجرار إلى أعمال تخريبية".

المساهمون