ماكرون: سنترأس مع السعودية مؤتمراً بشأن إقامة الدولة الفلسطينية

03 ديسمبر 2024
خلال كلمة الرئيس الفرنسي في الرياض، 3 ديسمبر 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن مؤتمر مشترك بين باريس والرياض في يونيو 2025 لدعم إقامة الدولة الفلسطينية، مع تعزيز المبادرات الدبلوماسية لجذب الدعم الدولي، مؤكدًا على أهمية حل الدولتين.
- تواجه جهود التطبيع بين السعودية وإسرائيل تحديات، حيث يشترط ولي العهد السعودي خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، بينما يواجه نتنياهو معارضة داخلية لأي تنازلات.
- استضافت الرياض اجتماع "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، حيث أكد وزير الخارجية السعودي أن إقامة دولة فلسطين شرط لإقامة علاقة مع إسرائيل، مع رفض الإبادة الجماعية في غزة.

أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي يقوم بزيارة دولة إلى السعودية، اليوم الثلاثاء، أن باريس والرياض سترأسان بشكل مشترك في يونيو/ حزيران 2025، مؤتمراً بشأن إقامة الدولة الفلسطينية. وقال ماكرون للصحافيين في اليوم الثاني من زيارته إلى المملكة "قررنا أن نترأس بشكل مشترك في يونيو المقبل... مؤتمراً بشأن الدولتين"، مشيراً إلى أن البلدين سيعملان خلال الأشهر المقبلة على "مضاعفة وتوحيد مبادراتنا الدبلوماسية لاستقطاب كل العالم إلى هذا المسار".

لدى سؤاله عن إمكان اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية، شدّد ماكرون على أنه "لديه النية لذلك" لكن "في الوقت المناسب (أي) حين يطلق هذا الأمر حركات اعتراف متبادلة". وأوضح: "نأمل بجلب شركاء وحلفاء آخرين، أوروبيين وغير أوروبيين، يكونون جاهزين للمضي في هذا الاتجاه إنما ينتظرون فرنسا". وشدّد على أن الأمر يتعلّق أيضا بـ"إطلاق حركة اعتراف بإسرائيل تجعل من الممكن أيضا تقديم إجابات على مستوى الأمن لإسرائيل والإقناع بأن حل (قيام) الدولتين هو حل مناسب لإسرائيل نفسها". وتدعم باريس والرياض حل الدولتين الذي رفضه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وكانت تقارير إعلامية قد أشارت سابقاً إلى أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان جعل الاعتراف بإسرائيل مشروطاً باتخاذها خطوات ملموسة نحو إقامة دولة فلسطينية، مع تصاعد الغضب الشعبي في المملكة والمنطقة بسبب حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة. وقال دبلوماسيون غربيون في وقت سابق إن نتنياهو لا يزال حريصاً على التطبيع مع السعودية، باعتباره إنجازاً تاريخياً وعلامة على زيادة القبول في العالم العربي.

وأضافوا أن نتنياهو يواجه معارضة ساحقة في الداخل لأي تنازلات للفلسطينيين بعد عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويعلم أن أي بادرة في اتجاه إقامة دولة من شأنها أن تؤدي إلى تفتيت ائتلافه الحاكم. وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كانت الإدارة الأميركية تتفاوض مع السعودية وإسرائيل بشأن صفقة ضخمة تضمن معاهدة دفاع أميركية سعودية واتفاقية بشأن التعاون المدني النووي بين البلدين، والتطبيع بين الرياض وتل أبيب، إلا أن السعودية قررت تعليق محادثات التطبيع على خلفية الحرب، إضافة إلى تأكيدها أكثر من مرة مؤخراً بوضع شروط للمضي نحو التطبيع مع إسرائيل، تتعلق باتخاذ خطوات ملموسة لإقامة الدولة الفلسطينية.

واحتضنت الرياض نهاية أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، اجتماع "التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين"، بمشاركة أكثر من 90 دولة ومنظمة تؤيد حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، خلال الاجتماع، أن إقامة دولة فلسطين هي الشرط الأول لإقامة علاقة مع إسرائيل. وأضاف على هامش اجتماع التحالف العالمي لتنفيذ حل الدولتين، أن المملكة ستفعل كل ما يلزم لوقف إطلاق النار في غزة. وأكد رفض الإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في القطاع، ودعم وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

ويعتبر المجتمع الدولي أن حلّ إقامة الدولتين المقترح في مؤتمر مدريد 1991 واتفاقيات أوسلو بين عامي 1993 و1995 يمثل الطريقة المثلى لإيجاد حلّ للقضية الفلسطينية المستمرة منذ عقود، لكن عملية السلام متوقفة منذ سنوات. وقد اكتسبت الحاجة لإيجاد حل سلمي أهمية جديدة بسبب الحرب على غزة، بالإضافة إلى تصعيد إسرائيل عملياتها العسكرية في الضفة الغربية.

وفي يوليو/ تموز الماضي، صوّت الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة على مشروع قرار يرفض إقامة دولة فلسطينية عقب اعتراف عدد من الدول بالدولة الفلسطينية. وقال الكنيست إن التسوية "لن تكون إلا من خلال المفاوضات المباشرة بين الطرفين، دون شروط مسبقة"، فيما ادعى رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عقب التصويت أنّ "فرض إقامة دولة فلسطينية سيُعرّض إسرائيل للخطر".

(فرانس برس، العربي الجديد)