ماكرون بعد لقائه بزشكيان: التوصل لاتفاق بشأن النووي لا يزال ممكناً
استمع إلى الملخص
- تجري محادثات في نيويورك لتجنب إعادة فرض العقوبات على إيران، مع استمرار المشاورات بين الأطراف المعنية حتى نهاية الأسبوع.
- حذر ماكرون من إغلاق القنصلية الفرنسية في القدس، ورحب بتغير موقف ترامب بشأن أوكرانيا، مؤكداً على ضرورة استجابة حلف الناتو لاستفزازات روسيا دون تصعيد عسكري.
أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الأربعاء، خلال لقائه نظيره الإيراني مسعود بزشكيان، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، أن التوصل إلى اتفاق بشأن النووي الإيراني ما زال "ممكناً" لتجنّب إعادة تفعيل العقوبات الدولية، قائلاً: "لم يبقَ سوى بضع ساعات". وأوضح ماكرون في منشور على منصة إكس، أنّ على إيران أن تستجيب للشروط "المشروعة" التي حدّدها الأوروبيون، وفي مقدمِها السماح بوصول كامل لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع النووية، والشفافية حول مخزونات المواد المخصبة، والاستئناف الفوري للمفاوضات.
وأضاف ماكرون: "موقفنا واضح: يجب ألا تحصل إيران على أسلحة نووية أبداً"، مذكّراً بأن فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بادرت إلى تحريك إجراء في مجلس الأمن الدولي يسمح بإعادة فرض العقوبات بسبب "عدم وفاء طهران بالتزاماتها".
من جانبه، شدّد بزشكيان على أنّ "إيران لا تسعى، بأي حال من الأحوال، إلى إنتاج القنبلة النووية"، مؤكداً استعدادها للحوار مع الأطراف الأوروبية ضمن إطار مقبول للطرفين بشأن برنامجها النووي. وفي وقت لاحق، أعلن بزشكيان، عبر منصة "إكس"، أنّه أجرى اليوم حواراً "صريحاً ومطوّلاً" مع ماكرون، جرى خلاله "تبادل الرؤى وطرح الحلول الكفيلة بمعالجة مخاوف أوروبا وضمان مصالح إيران على نحو واضح". وأضاف أنّه "في حال الالتزام بالحق والإنصاف وحفظ مصالح الطرفين، فإنّ الحل الحاسم في متناول اليد"، مشيراً إلى أنّ الجانبين توصلا أيضا إلى اتفاق بشأن معالجة قضية السجناء لدى كل منهما.
وتجري حالياً محادثات اللحظة الأخيرة في نيويورك لتجنّب إعادة فرض العقوبات السبت عند منتصف الليل بتوقيت غرينتش، في وقت أكد بزشكيان أمام الجمعية العامة أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، رافضاً اتهامات الغرب.
وكان مجلس الأمن قد رفض، الجمعة الماضي، مشروع قرار يقضي بالرفع النهائي للعقوبات الأممية المفروضة على طهران، ويعني ذلك أنّه ما لم تُحلّ الخلافات بين إيران ودول الترويكا الأوروبية قبل 28 سبتمبر/أيلول (الأحد المقبل)، فإنّ آلية "سناب باك" ستدخل حيّز التنفيذ في ذلك التاريخ، لإعادة فرض العقوبات وقرارات المجلس السابقة ضد إيران.
وكان وزير الخارجية عباس عراقجي قد أجرى أمس الثلاثاء في نيويورك مباحثات مع وزراء خارجية بريطانيا وألمانيا وفرنسا، إلى جانب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، لبحث الملف النووي الإيراني واستعراض مسار المحادثات التي جرت الشهر الماضي بهدف إيجاد حلول دبلوماسية تحول دون تصاعد التوتر. وأمام عراقجي حتى نهاية يوم السبت للتوصل إلى اتفاق مع الترويكا الأوروبية لتجنّب إعادة فرض العقوبات الأممية التي عُلِّقت بموجب الاتفاق الموقع عام 2015.
وبحسب بيان الخارجية الإيرانية، شهد الاجتماع مناقشة عدد من "الأفكار والمقترحات لمواصلة النهج الدبلوماسي"، في ظل ما وصفته الوزارة بـ"الإجراء غير المبرر وغير القانوني المتمثل في بدء عملية إعادة العقوبات التي سبق أن ألغى مجلس الأمن فرضها"، كما اتفقت الأطراف على مواصلة المشاورات مع جميع الجهات المعنية.
ماكرون يحذّر إسرائيل من إغلاق قنصلية فرنسا في القدس
وفي سياق آخر، اعتبر ماكرون أن إقدام السلطات الإسرائيلية على إغلاق محتمل للقنصلية الفرنسية في القدس، رداً على اعتراف باريس بدولة فلسطين، سيكون "خطأ فادحاً". وقال في مقابلة مع قناة "فرانس 24" وإذاعة "فرنسا الدولية": "أعتقد أنه سيكون خطأ فادحاً، ولا أرى تالياً أنه سيتم القيام بذلك".
كما رحّب الرئيس الفرنسي بـ"رسالة واضحة جداً" من جانب نظيره الأميركي دونالد ترامب، الذي غيّر موقفه الثلاثاء حيال الحرب في أوكرانيا، معتبراً أن كييف قادرة على استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا. واعتبر ماكرون في المقابلة أن هذا التحول "مهم جداً"، في وقت تحتاج كييف إلى "عتاد ودعم أميركيين"، مشيراً إلى أن الرسالة تعكس أن روسيا "أضعف وأكثر هشاشة مما قاله كثر"، الأمر الذي "سيتيح مقاومة أكبر، بل واستعادة أراضٍ".
وبعد اتهام موسكو بانتهاك المجال الجوي لبولندا ورومانيا، العضوين في حلف شمال الأطلسي، عبر مسيّرات، شدّد ماكرون على أن استجابة التحالف يجب أن تكون "أشد" في حال واصلت روسيا "استفزازاتها"، لكنه أشار إلى أن الحلفاء "لن يفتحوا النار" لإسقاط هذه الطائرات.
والتقى ماكرون في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، اليوم الأربعاء، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وذكرت وكالة الأناضول، أن اللقاء جرى بشكل مغلق بعيداً عن عدسات وسائل الإعلام، مشيرة إلى أنّ اللقاء شارك فيه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، ورئيس الاستخبارات إبراهيم كالن، ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية جان نويل بارو.
(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)