ماكرون إلى ألمانيا للقاء ميرز: بحث في سبل تعزيز استقلال أوروبا عن واشنطن

23 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 15:27 (توقيت القدس)
ماكرون يستقبل ميرز في الإليزيه، 7 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استضاف المستشار الألماني فريدريش ميرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في برلين لتعزيز الشراكة الثنائية، خاصة في ظل التوترات التجارية مع الولايات المتحدة والتحديات الأمنية في أوروبا، مع التركيز على دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا.
- ناقش الزعيمان النزاع التجاري مع الولايات المتحدة، حيث هددت الأخيرة بفرض رسوم جمركية على الاتحاد الأوروبي، بالإضافة إلى الخلافات حول الطاقة النووية والإنتاج المشترك للأسلحة.
- يسعى الزعيمان إلى إيجاد حلول وسطى لتعزيز القدرة التنافسية الأوروبية، مع التركيز على الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، رغم الخلافات حول مشروع نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS).

يستضيف المستشار الألماني فريدريش ميرز الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على مأدبة عشاء، مساء اليوم الأربعاء، في فيلا بورسيش المطلة على بحيرة تيجل في العاصمة برلين. وستكون هذه أول زيارة لماكرون لألمانيا منذ تغيير حكومة الأخيرة في السادس من مايو/أيار الماضي.

ويلتقي الزعيمان لبحث أمن حلف شمال الأطلسي، والخلاف التجاري بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ومسائل أخرى. ويحاول ماكرون وميرز الذي تولى السلطة في مايو/أيار جاهدين تعزيز الشراكة الثنائية في صلب الاتحاد الأوروبي، في وقت أحدثت الولايات المتحدة في عهد الرئيس دونالد ترامب هزة في العلاقات عبر الأطلسي. وقالت الرئاسة الفرنسية قبيل العشاء المرتقب بين ماكرون وميرز إن "الرسالة الأهم هي أن الثنائية الفرنسية الألمانية عادت إلى العمل".

وضغطت باريس وبرلين، إلى جانب لندن ووارسو، من أجل دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا وبناء الإمكانات الدفاعية للدول الأوروبية المنضوية في حلف شمال الأطلسي (ناتو). لكن بينما أشارت باريس إلى استعدادها لإرسال قوات لحفظ السلام لمراقبة وقف محتمل لإطلاق النار في أوكرانيا، لم تكشف برلين حتى الآن عن أي خطط للمساهمة. ويُتوقع أيضاً أن يبحث ميرز وماكرون النزاع التجاري مع الولايات المتحدة بعدما هدد ترامب بفرض رسوم جمركية نسبتها 30 في المائة على الاتحاد الأوروبي، ما لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول الأول من أغسطس/آب.

وكان ميرز قد سافر إلى باريس في اليوم التالي لانتخابه مستشاراً، لإطلاق بداية جديدة مع ماكرون بالنسبة للعلاقات الألمانية-الفرنسية، التي شهدت فتوراً ملحوظاً في عهد سلفه المستشار أولاف شولتز. ويعتزم الزعيمان الآن مواصلة العمل على هذا الأمر وتعميق تعاونهما "على جميع المستويات". ومن المقرر أن يناقش ميرز وماكرون سبل تعزيز استقلال أوروبا عن الولايات المتحدة، وبحث إنشاء مظلة نووية أوروبية، وهي فكرة شكك فيها شولتز بشدة.

ورغم ذلك، لا تزال هناك خلافات قائمة، حيث تدعو باريس إلى ديون أوروبية مشتركة لتعزيز صناعة الأسلحة، بينما ترفض برلين ذلك. وترغب فرنسا في مواصلة استخدام الطاقة النووية ودعمها، بينما خرجت ألمانيا من استخدام الطاقة النووية. كما تدور خلافات حول الإنتاج المشترك للأسلحة، حيث يتبنى الطرفان وجهات نظر مختلفة حول مشاركة كل منهما في نظام القتال الجوي المستقبلي (FCAS)، الذي يطوره البلدان بالتعاون مع إسبانيا.

ومن منظور فرنسي، يهدف عشاء العمل في برلين إلى التحضير لمجلس الوزراء الفرنسي-الألماني المقرر عقده في نهاية أغسطس/ آب المقبل، وهو اجتماع وزاري مشترك سيُعقد هذه المرة في فرنسا. وستتمحور الموضوعات الرئيسية حول القدرة التنافسية الأوروبية، والأمن والدفاع، بالإضافة إلى الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية. وسيُعقد الاجتماع في فيلا على بحيرة تيجل كانت مملوكة سابقاً لعائلة بورسيش الصناعية، وهي الآن دار ضيافة تابعة لوزارة الخارجية الألمانية.

خلاف بشأن الطائرات المقاتلة

قال ميرز الثلاثاء: "في خلاف الرسوم الجمركية مع الولايات المتحدة، نقترب حالياً من مرحلة حاسمة"، داعياً إلى "اتفاق منصف وموثوق مع رسوم جمركية منخفضة"، يعزز السوق عبر الأطلسي. ويتعيّن على الزعيمين أيضاً بحث العقبات الثنائية، انطلاقاً من مشروع دفاعي مشترك، وصولاً إلى سياسة الطاقة والتجارة. كما ساد خلاف بشأن طائرات مقاتلة يفترض أن يتم تصنيعها بشكل مشترك مع إسبانيا. وعارض ميرز فكرة منح فرنسا دوراً قيادياً أكبر، بينما أعرب عن ثقته في إمكان التوصل إلى اتفاق.

وأشار الرئيس التنفيذي لشركة "داسو" الفرنسية الدفاعية إريك ترابييه، الثلاثاء، إلى وجود شكوك حيال جدوى المشروع. وقال في مؤتمر صحافي: "علينا طرح تساؤلات بشأن فعالية مشروع تديره ثلاثة بلدان... حيث لا يوجد قائد واحد بل ثلاثة". وتُعدّ الطاقة مسألة أخرى شائكة إذ إنه بينما تعتمد فرنسا بشكل كبير على الطاقة النووية، قررت ألمانيا التخلي عنها تدريجياً والانتقال إلى طاقة الشمس والرياح.

وتطالب باريس برلين بالتزام "الحياد التكنولوجي" وتصنيف الطاقة النووية على أنها صديقة للبيئة. ورفضت حكومة الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر السابقة في ألمانيا ذلك، لكن ائتلاف ميرز المكوّن من حزبي الاتحاد الديمقراطي المسيحي والاتحاد الاجتماعي المسيحي قد يكون أكثر انفتاحاً على الفكرة. وتعهّد الزعيمان في مقال صحافي مشترك في مايو/أيار "إعادة إطلاق سياسة الطاقة" و"التعامل بشكل منصف على مستوى الاتحاد الأوروبي مع كل أشكال الطاقة ذات الانبعاثات المنخفضة".

ويمثّل اتفاق تجاري عمل الاتحاد الأوروبي فترة طويلة للتوصل إليه مع تكتل ميركوسور في أميركا الجنوبية، نقطة خلافية أخرى. وبينما تؤيده ألمانيا بشدّة، أعربت فرنسا عن مخاوفها من إمكان تأثيره سلباً على قطاع الزراعة لديها. وأفادت مصادر فرنسية بوجود طريقة للمضي قدماً، مشيرة إلى أنه بإمكان بروتوكول إضافي أن يضيف "بنداً قوياً لحماية الزراعة". وسيستقبل ميرز الرئيس الفرنسي عند الساعة 18:30 (16:30 بتوقيت غرينتش) في فيلا بورسيغ التي كانت مقر إقامة قائد قوات الاحتلال الفرنسية ما بعد الحرب على أطراف برلين. ويشمل البرنامج الإدلاء بتصريحات للصحافة من دون إمكان طرح الصحافيين أسئلة، إضافة إلى احتفال لموسيقى الجاز وعشاء عمل.

(أسوشييتد برس، فرانس برس)

المساهمون