"مادلين" أسطول الحرية تتقدّم نحو غزة وسط تهديد إسرائيلي

05 يونيو 2025   |  آخر تحديث: 16:54 (توقيت القدس)
ركاب سفينة مادلين المتجهة إلى غزة، البحر المتوسط (أسطول الحرية/منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أدان ائتلاف أسطول الحرية نية إسرائيل مهاجمة سفينة "مادلين" المتجهة إلى غزة، مشيراً إلى تحليق طائرتين دون طيار تابعة لخفر السواحل اليوناني فوق السفينة، مما يثير مخاوف من تعاون اليونان مع إسرائيل.
- تستعد إسرائيل لاعتراض السفينة ومنعها من الوصول إلى غزة، حيث تدرس خيارات متعددة مثل منعها من الاقتراب من المياه الإسرائيلية أو مرافقتها إلى ميناء أسدود.
- دعا خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة إلى ضمان المرور الآمن للسفينة، محذرين من أن أي محاولة لمنعها تشكل انتهاكاً للقانون الدولي.

طائرتان دون طيار تتبعان لخفر السواحل اليوناني حلقتا فوق "مادلين"

مخاوف من إجراء اليونان والاتحاد الأوروبي مراقبة نيابة عن إسرائيل

من المتوقع أن تصل السفينة إلى المنطقة خلال أربعة إلى خمسة أيام

أدان ائتلاف أسطول الحرية، اليوم الخميس، إعلان الاحتلال الإسرائيلي نيته مهاجمة سفينة مادلين التي تبحر باتجاه غزة وتحمل مساعدات إنسانية ومدافعين دوليين عن حقوق الإنسان. فيما نقلت وسائل إعلام عبرية عن مصادر عسكرية قولها إن قوات الجيش الإسرائيلي تستعد للتعامل مع هذا الاحتجاج من خلال قوات الأمن المنتشرة في المنطقة.

وقال ائتلاف أسطول الحرية في بيان، الخميس، إن سفينة مادلين تبحر حالياً من كاتانيا في صقلية باتجاه غزة، وأشار إلى أن طائرتين دون طيار تتبعان لخفر السواحل اليوناني حلقتا فوق "مادلين"، مساء أمس الأربعاء، واعتبر الأسطول أن تحليق الطائرتين جاء كأنه يهدف إلى مراقبة السفينة وترهيبها. وأشار البيان إلى "رفض خفر السواحل اليوناني تأكيد هوية الطائرات المسيّرة أو الرد على طلب السفينة للمساعدة، رغم أن اليونان كانت أقرب ميناء". وأشار البيان إلى أن هذه الحادثة والسلوك اليوناني خصوصاً يثيران "مخاوف جدية بشأن ما إذا كانت اليونان و/أو الاتحاد الأوروبي يُجريان عمليات مراقبة نيابةً عن إسرائيل، أو يعتزمان تبادل معلومات استخبارية قد تُسهّل هجوماً غير قانوني آخر".

إسرائيل تستعد لاعتراض سفينة "مادلين"

وتستعد إسرائيل لمواجهة سفينة مادلين ومنعها من الرسو. ونقل موقع والاه العبري، الخميس، عن مصادر عسكرية قولها إن قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي "تستعد للتعامل مع هذا الاحتجاج من خلال قوات الأمن المنتشرة في المنطقة"، بينما لم يُتخذ بعد قرار بشأن كيفية التعامل مع السفينة التي تحمل المتظاهرين. وأضاف الموقع أنه استناداً إلى التجارب السابقة ستُوجَّه رسالة مباشرة للمتظاهرين الموجودين على متن السفينة بعدم دخول المنطقة، "وفي حال حدوث استفزاز يهدف إلى تحدي قوات الجيش الإسرائيلي، فقد تتم السيطرة على السفينة ونقل المتظاهرين إلى ميناء أسدود ومن هناك يتم ترحيلهم". كذلك تستعد وحدة الكوماندوز البحري "شاييطت 13" ووحدة سفن الصواريخ لسيناريو السيطرة على السفينة واعتقال المتظاهرين.

من جهتها، أفادت قناة كان 11 التابعة لهيئة البث الإسرائيلي، أمس الأربعاء، بأن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية قررت عدم السماح للسفينة "مادلين" بالرسو على شواطئ غزة أو الاقتراب من القطاع. وبحسب القناة، من المتوقع أن تصل السفينة إلى المنطقة خلال أربعة إلى خمسة أيام.

وأضافت "كان 11" أن إسرائيل فكّرت بداية بالسماح للسفينة بالرسو على شواطئ غزة وعلى متنها النشطاء، بعد أن قررت الجهات الأمنية أنها لا تشكل تهديداً، فيما كان النشطاء الـ12 سيعلقون داخل القطاع. لكن في النهاية تقرر عدم السماح للسفينة بالاقتراب، لتجنب حدوث سابقة ما يشجع سفن كسر الحصار على التوجه إلى غزة. وتتخوف إسرائيل من أن المظاهرة البحرية قد تحظى بتغطية إعلامية واسعة على الساحة الدولية وفي وسائل الإعلام الأجنبية.

ومن المتوقع أن يعقد وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس اجتماعاً، اليوم الخميس، مع مسؤولين كبار في الجيش الإسرائيلي، لمناقشة كيفية التعامل مع السفينة "مادلين" والركاب على متنها. ومن بين الخيارات المطروحة، وفقاً للقناة العبرية، منع السفينة من الاقتراب من المياه الإقليمية الإسرائيلية وتركها في عرض البحر، أو "مرافقتها" من قبل سلاح البحرية الإسرائيلية إلى ميناء أسدود، حيث سيُعتقَل النشطاء هناك.

اعتراض السفينة انتهاك للقوانين الدولية

وأشار بيان ائتلاف أسطول الحرية إلى دعوة وجهها خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة للمجتمع الدولي، الاثنين الماضي، إلى "ضمان المرور الآمن لسفينة أسطول الحرية مادلين إلى غزة". وحذّروا من أنّ أيّ محاولة لمنع السفينة ستُشكّل انتهاكًا للقانون الدولي، مؤكدين أن الكارثة في غزة "من صنع الإنسان ويمكن وقفها فوراً".

وقالت هويدا عراف، محامية حقوق الإنسان وعضوة اللجنة التوجيهية لأسطول الحرية، بحسب البيان: "لا تملك إسرائيل سلطة قانونية للسيطرة على غزة أو فرض إغلاق بحري عليها، وبالتالي لا يوجد أساس قانوني لاعتراض مادلين"، مضيفة أن مثل هذا العمل يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون البحري الدولي، وتحدياً مباشراً لأوامر محكمة العدل الدولية المُلزمة التي تُلزم بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة دون عوائق، معتبرة أن استخدام طائرات المراقبة اليونانية المسيّرة يثير مخاوف جدية من أن اليونان قد تتعاون مع إسرائيل بطريقة تُسهّل أو تُمكّن من ارتكاب أعمال غير قانونية، ما قد يُورّط اليونان في انتهاكات القانون الدولي.

وقالت ياسمين أكار، عضوة أخرى في اللجنة التوجيهية لأسطول الحرية، والموجودة على متن السفينة: "بينما كنا نراقب بقلق طائرات دون طيار تتعقب سفينة مادلين طوال الليل، شهدنا أيضاً مشاهد مروعة في ميناء غزة، وقصفاً جماعياً للنازحين. ندعو أصحاب الضمير والمؤسسات والحكومات إلى التحرك الآن: مطالبة إسرائيل بالامتناع عن مهاجمة مادلين، والدفاع عن الحياة والكرامة في غزة".

التوجه لمساعدة قارب لاجئين

وقالت عضوة البرلمان الأوروبي ريما حسان، الموجودة على متن "مادلين"، في تغريدة على منصة إكس، إن السفينة تلقت إشارة استغاثة على الأرجح من قارب يحمل لاجئين يغادر ليبيا، وأضافت أنه وفقاً لفرونتكس (مركز مراقبة الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي) فسفينة "مادلين" هي الأقرب. وأشارت ريما إلى أن السفينة ستغير اتجاهها "لساعتين قصيرتين حتى نصل إلى هناك ونتمكن من إنقاذ القارب".

وأضافت في تغريدة لاحقة أنهم وصلوا فعلاً قريباً من قارب اللاجئين، لكن خفر السواحل الليبي تدخل وأجبر قارب اللاجئين على العودة إلى السواحل الليبية، وأشارت إلى أن أربعة من ركاب القارب قفزوا في الماء، واستطاع طاقم سفينة مادلين إنقاذهم، وهم الآن على متن السفينة التي ارتفع بذلك عدد الركاب فيها إلى 16.

وانطلقت، الأحد الماضي، سفينة مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية من ميناء كاتانيا في جزيرة صقلية، جنوب إيطاليا، لكسر الحصار الذي يفرضه الاحتلال الإسرائيلي على غزة. وعلى متنها 12 ناشطاً، بينهم ناشطة المناخ (السويدية) غريتا ثونبرغ والممثل ليام كانينغهام. وقالت ثونبرغ قبل مغادرة الميناء إن المشاركين في "مهمة مدنية تهدف إلى كسر الحصار (عن غزة) رمزياً". وأضافت: "إذا بقيت ذرة واحدة من الإنسانية، فعلينا أن نناضل من أجل فلسطين، من أجل فلسطين حرة. أنا هنا لأن ذلك واجب".

ومن المتوقع أن تصل مادلين إلى شواطئ غزة بعد رحلة تستغرق حوالى أسبوع، وسط مخاطر إيقاف قوات الاحتلال الإسرائيلي لها في المياه الدولية، كما حدث مع سفينة الضمير التابعة لائتلاف أسطول الحرية في مايو/أيار الماضي، التي أُنشئت بمشاركة مبادرات وحملات دولية من مختلف أنحاء العالم لوقف الهجمات التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وتعرضت لهجوم بطائرات مسيّرة، في 2 مايو/أيار الماضي، وأدى الهجوم إلى ثقب في هيكل السفينة واندلاع حريق في مقدمتها.