مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى وإصابات بمواجهات مع الاحتلال بالضفة
الأردن يدين الانتهاكات الإسرائيلية بحق المسجد الأقصى
فيما يواصل المستوطنون لليوم الخامس اقتحاماتهم المكثفة للمسجد الأقصى المبارك، حيث اقتحم المئات منهم المسجد، أغلقت قوات الاحتلال، ظهر اليوم، منطقة باب الأسباط أمام المواطنين وأعاقت وصول المواطنين الفلسطينيين إلى البلدة القديمة من القدس، كما اقتحم مستوطنون قبر يوسف، شرق مدينة نابلس، وأصيب شابان خلال مواجهات برصاص الاحتلال في نابلس وطوباس.
وأفادت دائرة الإعلام والعلاقات العامة في دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس، باقتحام مئات المستوطنين في الجولة الأولى من الاقتحامات باحات المسجد الأقصى المبارك، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال، للاحتفال بما يسمى بـ"عيد الفصح لدى اليهود".
وقال فراس الدبس، مسؤول دائرة الإعلام في الأوقاف، لـ"العربي الجديد": "إن 535 مستوطناً اقتحموا حتى قبل ساعات الظهر باحات الأقصى من جهة باب المغاربة، على شكل مجموعات، بالتزامن مع اليوم الخامس من احتفالات المستوطنين في ما يسمى عيد الفصح اليهودي".
ووفقاً لمعطيات الدائرة، فقد ارتفع عدد المقتحمين منذ مطلع الأسبوع الجاري، ولغاية اليوم، إلى أكثر من 2600 مقتحم، ويتوقع أن تشمل الجولة الثانية التي بدأت بعد ظهر اليوم، اقتحام عدد كبير منهم لباحات المسجد، حيث يحتشدون بالآلاف في ساحة البراق.
وشهد محيط البلدة القديمة من القدس، ظهر اليوم، مسيرات للمستوطنين، وسط إغلاقات شوارع في المنطقة احتفالاً بعيد الفصح اليهودي.
إلى ذلك، سلمت سلطات الاحتلال أمر إبعاد عن مدينة القدس لمدة أسبوع للناشط المقدسي أنور عبيد، من بلدة العيسوية في القدس المحتلة.
الأردن: الانتهاكات الإسرائيلية تؤجج الصراعات الدينية
في غضون ذلك، دان وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية الأردني محمد الخلايلة، الاقتحامات التي نفذتها مجموعات من المستوطنين والمتطرفين اليهود للمسجد الأقصى المبارك، على مدار أربعة أيام متتالية، وبأعداد كبيرة تخللها أداء الطقوس التلمودية والتجول في ساحات الحرم القدسي الشريف بذريعة الأعياد اليهودية.
وحذر الخلايلة في بيان صحافي، اليوم الخميس، من "استمرار مثل هذه الاستفزازات لمشاعر المسلمين، والتي تتم بحماية ورعاية من قوات الاحتلال، ضاربة عرض الحائط بمشاعر المسلمين في كافة أنحاء الأرض ومتجاوزة جميع الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية"، مشيرا إلى أنها تؤجج الصراعات الدينية وتخلق بيئة مستقطبة للتطرف من كافة الأطراف.
وجدد وزير الأوقاف تأكيده أن المسجد الأقصى المبارك بمساحته البالغة 144 دونماً، "إنما هو بأمر الله حقٌ خالص للمسلمين وحدهم لا يشاركهم فيه أحد، وهو غير قابل للقسمة ولا التشارك من أدنى أرضه إلى أعلى سمائه، بوصاية هاشمية مباركة ترعى موظفيه ومرابطيه ومصلياته وساحاته وأشجاره".
بدورها، وجهة وزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنيين، اليوم، مذكرة احتجاج رسمية عبر القنوات الرسمية طالبت فيها إسرائيل كقوة قائمة بالاحتلال بالكف عن انتهاكاتها واستفزازاتها المرفوضة والمدانة، وباحترام الوضع القائم التاريخي والقانوني، وباحترام سلطة وصلاحيات إدارة أوقاف القدس.
وقال الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير ضيف الله الفايز، في بيان، الخميس، إن التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكا صارخا للوضع القائم التاريخي والقانوني، وللقانون الدولي، ولالتزامات إسرائيل القوة القائمة بالاحتلال في القدس الشرقية المحتلة.
التصرفات الإسرائيلية بحق المسجد مرفوضة ومدانة، وتمثل انتهاكا صارخا للوضع القائم التاريخي والقانوني
وأكد أن المسجد الأقصى المبارك، الحرم القدسي الشريف بكامل مساحته هو مكان عبادة خالص للمسلمين، وأن إدارة أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى المبارك الأردنية هي الجهة صاحبة الاختصاص الحصري بإدارة كافة شؤون الحرم، وتنظيم الدخول إليه بموجب القانون الدولي، والوضع القائم التاريخي والقانوني.
وطالب الفايز المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته للضغط على إسرائيل لوقف الانتهاكات المستمرة للحرم الشريف.
إصابات بمواجهات مع الاحتلال بالضفة الغربية
من جانب آخر، أصيب شاب فلسطيني والعديد من الأهالي بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال اقتحام قوات الاحتلال، في وقت مبكر من ليل الأربعاء الخميس، المنطقة الشرقية من مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، والتي فرضت طوقًا عسكريًا على المنطقة وسط انتشار لقواتها الخاصة بلباس مدني وانتشار قناصتها، وذلك لتامين اقتحام المستوطنين لقبر يوسف في المنطقة، وفق ما أفادت به مصادر محلية لـ"العربي الجديد".
وأشارت المصادر إلى أن المستوطنين اقتحموا قبر يوسف وأدوا فيه صلوات يهودية، وتزامن ذلك مع اندلاع مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال، ما أدى لإصابة شاب بجروح متوسطة، وعدد من الأهالي بحالات اختناق، تمت معالجتهم ميدانيًا، فيما انسحبت قوات الاحتلال والمستوطنين في وقت متأخر من فجر اليوم، في حدود الساعة الرابعة والنصف من فجر اليوم بالتوقيت المحلي.
من جانب آخر، أصابت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، ضابطا في جهاز المخابرات العامة الفلسطينية برصاصة في الكتف وأخرى في الصدر أثناء وجوده أمام مقر الجهاز في مدينة طوباس، شمال شرق الضفة الغربية، ونقل على أثرها للمستشفى لتلقي العلاج، ووصفت حالته بالمستقرة، واعتقلت مواطنًا فلسطينيًا آخر من المدينة، وفق تصريحات لمدير نادي الأسير الفلسطيني في طوباس كمال بني عودة.
إلى ذلك، اعتقلت قوات الاحتلال، الخميس، مواطنين فلسطينيين من بلدة بيت أمر، شمال الخليل، جنوب الضفة، وآخر من بلدة دورا، جنوب الخليل.
