مؤشرات التقارب الأميركي الروسي تتزايد

مؤشرات التقارب الأميركي الروسي تتزايد

14 يوليو 2021
من لقاء كيري وبوتين في 2016 (Getty)
+ الخط -

تتزايد مؤشرات التقارب بين موسكو وواشنطن، بعد القمة التي عقدها الرئيسان الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في يونيو/حزيران الماضي، مع اقتراب موعد عقد ممثلين عن البلدين اجتماعاً بشأن الاستقرار النووي الاستراتيجي، وتأكيد بوتين اليوم الأربعاء وجود "مصالح مشتركة" بشأن تغير المناخ.
وكان مجلس الأمن الدولي أقر بالإجماع، يوم الجمعة الماضي، قراراً يمدد لستة أشهر آلية إيصال المساعدات الإنسانية إلى سورية عبر معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا، بعد تفاهم روسي ـ أميركي انعكس في تصريحات من البلدين رأت في ما جرى بأنه بمثابة انطلاقة جديدة للعلاقات بينهما.

المحادثات المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي النووي ستعقد في غضون أسبوع

ونقلت وكالات الإعلام الروسية، اليوم الأربعاء، عن مصادر في الوفد الروسي المشارك في اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء في منظمة شنغهاي، في العاصمة الطاجيكية دوشنبه، قولها إن المحادثات المتعلقة بالاستقرار الاستراتيجي النووي بين روسيا والولايات المتحدة ستعقد في غضون أسبوع، من دون تحديد مكان عقدها. وأوضحت المصادر أن روسيا تريد التباحث بشأن جميع أنواع الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة النووية وغير النووية، والأسلحة الهجومية والدفاعية، التي يمكن أن تؤثر على الاستقرار الاستراتيجي والأمن العالمي.
وكان بايدن وبوتين اتفقا، خلال قمة بينهما عقدت بجنيف في 16 يونيو/حزيران الماضي، على إجراء حوار ثنائي متكامل حول الاستقرار الاستراتيجي لوضع الأساس لتدابير الحد من التسلح والمخاطر في المستقبل. وأكدا، في بيان مشترك وقتها، أن الطرفين "يعتزمان إطلاق حوار ثنائي شامل حول الاستقرار الاستراتيجي سيكون موضوعياً وحيوياً. وبالإضافة إلى ذلك، تعتزم روسيا والولايات المتحدة بدء المشاورات حول الأمن السيبراني، وتبادل السجناء، ومراقبة الأسلحة".
من جهة ثانية، أكد بوتين، في اتصال هاتفي مع المبعوث الأميركي الخاص لشؤون المناخ جون كيري، أثناء زيارته موسكو، أن البلدين لديهما "مصالح مشتركة" بشأن تغير المناخ.

وذكر الكرملين، في بيان، أن بوتين وكيري أكدا وجود مواقف متقاربة بين بلديهما إزاء القضايا المناخية. وأوضح أن "كيري أبلغ بوتين بلقاءات أجراها مع زملائه الروس، تناولت جوانب مختلفة من الأجندة المناخية الدولية". وذكر البيان أن بوتين أشار إلى أن روسيا "تولي أهمية كبيرة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس، وتدعو إلى حوار غير مسيس ومهني في هذا المسار". وأشار الكرملين إلى أن الطرفين تناولا، في هذا السياق، التحضيرات لعقد الدورة الـ 26 لمؤتمر أطراف المعاهدة الإطارية للأمم المتحدة حول التغير المناخي، والتي ستعقد في مدينة غلاسكو الإسكتلندية من 31 أكتوبر/تشرين الأول إلى 12 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وذلك "مع الأخذ بعين الاعتبار الأولويات القومية في مجال إزالة الكربون". وأوضح أنه "في سياق الرئاسة الحالية لروسيا في مجلس القطب الشمالي، جرى خلال الاتصال الهاتفي تبادل وجهات النظر حول آفاق التعاون البيئي بين البلدين في المنطقة القطبية الشمالية". وأضاف "أقر الجانبان أن الملف المناخي يعتبر مجالاً من المجالات التي توجد فيها لدى روسيا والولايات المتحدة مصالح مشتركة ومواقف متقاربة".

بوتين: روسيا تولي أهمية كبيرة لتحقيق أهداف اتفاقية باريس
 

وسبق أن دعا كيري، خلال لقاء مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في موسكو الإثنين الماضي، إلى تطوير التعاون بين البلدين بشأن المناخ. وفي السنوات الأخيرة، تعهّدت روسيا، وهي من بين الدول المنتجة الرئيسية للنفط والغاز، بأخذ التغيّر المناخي على محمل الجدّ، على خلفية تكاثر حرائق الغابات كل صيف في سيبيريا وذوبان الجليد. وفي خطابه السنوي في إبريل/نيسان الماضي، أكد بوتين أنه ينبغي على روسيا أن تتكيّف مع التغيّر المناخي، وأمر بخلق صناعة لإعادة تدوير انبعاثات الكربون. والتغيّر المناخي هو أحد المجالات النادرة التي أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي استعدادهما للتعاون مع روسيا فيها، في سياق توترات دائمة.
(العربي الجديد، فرانس برس، رويترز)

المساهمون