- صحيفة وول ستريت جورنال ترى أن سقوط الأسد يفتح فرصاً جديدة للولايات المتحدة، مشيرة إلى إمكانية التواصل مع زعيم الهيئة، أبو محمد الجولاني، لاختبار نواياه في تشكيل حكومة متنوعة.
- بريطانيا تدرس رفع الحظر عن الهيئة، بينما تؤكد ألمانيا أن تعامل الهيئة مع الأقليات سيحدد موقفها، مشيرة إلى أهمية أفعال الهيئة في إدلب.
تلوح في الأفق مؤشرات أميركية، وأقوى منها بريطانية وألمانية، على إمكانية إزالة هيئة تحرير الشام من قوائم المنظمات الإرهابية. فيما يعتمد ذلك، على ما يبدو، على إدارة الهيئة للمرحلة المقبلة في سورية، بعد نجاح المعارضة السورية، التي تشكل الهيئة ثقلها، في الإطاحة بنظام بشار الأسد، منهية حقبة دامت 54 عاماً للأب والابن.
المؤشرات الأولية الأميركية جاءت مما اعتبرته صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها، اليوم الاثنين، أن انهيار نظام الأسد في سورية "ليس سبباً للحزن" إلا لزعيمي روسيا وإيران، لافتة إلى أن "الوضع الحالي رغم ما يخلقه من مخاوف، يمثل أيضاً فرصة أفضل لسورية، وللوصول إلى شرق أوسط أكثر استقراراً". ورأت الصحيفة أن "سقوط نظام الأسد يخلق فرصاً جديدة لإدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب". وقالت: "بايدن هو الآن بالكاد رئيس مؤقت"، مشيرة إلى أن دونالد ترامب قال على منصة تروث سوشال، قبل سقوط دمشق، إن الولايات المتحدة "يجب أن تبقى خارج الصراع"، مؤكدة أنه رغم رحيل الأسد لا تزال للولايات المتحدة مصالح يجب حمايتها في سورية.
وبالحديث عن هيئة تحرير الشام، أشارت الصحيفة إلى أنه يمكن للولايات المتحدة أن تتواصل مع زعيم هيئة تحرير الشام (المصنفة أميركياً منظمةً إرهابية)، أحمد الشرع، المعروف بأبو محمد الجولاني، الذي انفصل عن "داعش" في 2012 وعن "القاعدة" في 2016، وتختبر صدقه في قوله إنه يريد "حكومة متنوعة تتسامح مع الأقليات"، وذلك من أجل أن تكون "سورية مستقرة"، مضيفة أن هذا سيكون تطوراً مرحباً به.
بريطانيا قد تدرس رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام
أما عن بريطانيا، فبدت فيها المؤشرات أقوى، ورسمية أكثر، حيث قال وزير شؤون مجلس الوزراء البريطاني بات مكفادن، اليوم الاثنين، إن بلاده قد تدرس رفع الحظر عن الهيئة. وردا على سؤال عما إذا كانت الحكومة البريطانية ستنظر في رفع الحظر عن هيئة تحرير الشام، قال مكفادن لشبكة سكاي نيوز: "سننظر في الأمر. وأعتقد أن ذلك سيعتمد جزئيا على ما سيحدث من حيث طريقة تصرّف الجماعة الآن".
وهيئة تحرير الشام منظمة محظورة في بريطانيا، بمعنى أنها مصنفة جماعة إرهابية ومن غير القانوني دعمها أو الانضمام إليها. وقال مكفادن لإذاعة "بي.بي.سي": "أعتقد أنه يجب أن يكون قرارا سريعا نسبيا، وبالتالي يجب بحثه بسرعة كبيرة بالنظر إلى سرعة الوضع على الأرض". وذكر أن الحكومة لم تتخذ أي قرارات بشأن هيئة تحرير الشام في مطلع الأسبوع بعد سيطرة المعارضة على العاصمة السورية وفرار الأسد إلى روسيا.
ورحبت دول، من بينها بريطانيا، بنهاية حكم الأسد الاستبدادي، التي مثلت واحدة من أكبر نقاط التحول في الشرق الأوسط منذ أجيال.
وفي السياق أيضاً، قال متحدث باسم الخارجية الألمانية بشأن سورية إن "معاملة هيئة تحرير الشام للأقليات ستحدد موقفنا منها"، مضيفاً، حسبما نقلت وكالة رويترز: "معقل هيئة تحرير الشام في إدلب ليس جنّة، وسنحكم عليهم وفقا لأفعالهم".
وهيئة تحرير الشام هي أبرز الفصائل التي قادت عملية "ردع العدوان" التي أطاحت بنظام الأسد، ولديها آلاف المقاتلين المنتشرين في عدد من الألوية، وهي تعد الفصيل الأكثر تنظيما في المعارضة.