استمع إلى الملخص
- واجهت المؤسسة انتقادات من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بسبب حوادث العنف أثناء توزيع المساعدات، ورفضت الأمم المتحدة التعاون معها بسبب مصادر تمويلها الغامضة.
- أكد جوني مور على أهمية تقديم المساعدات بكرامة وتعاطف، نافياً وقوع حوادث عنف، ومشدداً على التزام المؤسسة بنقل الغذاء بأمان وكفاءة.
أعلنت "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي منظمة مثيرة للجدل تدعمها الولايات المتحدة وتقوم بتوزيع المساعدات في القطاع الفلسطيني الذي مزقته الحرب، اليوم الثلاثاء، تعيين رجل دين مسيحي إنجيلي رئيسًا تنفيذيًا جديدًا لها. وقال المدير التنفيذي بالإنابة للمؤسسة جون أكري في بيان، إن تعيين القس جوني مور الذي عمل بشكل وثيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قضايا الحرية الدينية، "يؤكد تصميم مؤسسة غزة الإنسانية على الجمع بين التميز التشغيلي والقيادة ذات الخبرة والموجهة نحو الخدمة".
وكان مدير مؤسسة غزة الإنسانية قد أعلن في الـ25 من مايو/أيار الفائت استقالته من منصبه فجأةً وبمفعول فوري، ما عزز حالة عدم اليقين بشأن مستقبل هذا الجهد الإغاثي. وفي بيان صادر عن "مؤسسة غزة الإنسانية"، أوضح المدير التنفيذي السابق للمنظمة، جيك وود، أنه شعر بأنه مضطر إلى المغادرة بعدما تيقن أن المنظمة لا تستطيع إنجاز مهمتها مع التزامها "المبادئ الإنسانية".
وواجهت مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي لإطعام سكان قطاع غزة المحاصر صعوبات خلال الأسبوع الأول من عملياتها. وتعمد جيش الاحتلال الإسرائيلي إطلاق النار على حشود من المدنيين الذين هرعوا للحصول على طرود المساعدات. وبدأت المؤسسة توزيع المساعدات في قطاع غزة في 26 أيار/مايو الفائت. وقالت المؤسسة إنها وزعت ستة ملايين وجبة غذائية حتى الآن. ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة ذات مصادر التمويل الغامضة، قائلة إنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية.
وأعلن جوني مور على صفحته في منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، عن تعيينه رئيسًا لمؤسسة غزة الإنسانية، ونشر بيانًا للمؤسسة على صفحته وكتب قائلًا: "يجب أن نساعد هؤلاء الناس، والطريقة القديمة لم تعد ناجحة"، مرحّبًا بمن وصفهم بـ"الآخرين للمساعدة". وتواجه المؤسسة انتقادات عالمية من الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، خصوصًا بعد تحولها إلى مصيدة لقتل المدنيين الفلسطينيين الذين يعانون نقصًا حادًا في الغذاء والدواء. وتدار المؤسسة، كما هو واضح من بيانها المنشور على صفحة رئيسها الجديد، من داخل الولايات المتحدة، إذ وردت صيغته من "واشنطن". وقد أنكر البيان وقوع حوادث قتل للفلسطينيين أثناء حصولهم على الغذاء، مدعيًا أنها "وزعت أكثر من سبعة ملايين وجبة عبر نظام التوزيع الآمن الخاص بها دون أي حوادث".
وأعلن البيان تعيين القس جوني مور رئيسًا تنفيذيًا للمؤسسة، واصفًا إياه بأنه "مناصر دولي مرموق للحرية الدينية والكرامة الإنسانية والسلام"، مشيرًا إلى أنه سبق أن عيّنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب مرتين "مفوّضًا في اللجنة الأميركية للحرية الدينية الدولية"، وزاعمًا أنه يتمتع بخبرة تمتد لعقود في العمل على دعم القضايا الإنسانية. كما ادّعت مؤسسة غزة الإنسانية أن نماذج عملها ترتكز على الأمن، بما يضمن "عدم مصادرة أي شاحنات وعدم حدوث أي حوادث عنف في مواقع التوزيع ضد سكان غزة الذين يطلبون المساعدة أو ضد عمال الإغاثة"، وكررت أنها "وزعت أكثر من سبعة ملايين وجبة عبر نظام التوزيع الآمن دون أي حوادث".
وفي أول تعليق له، بحسب البيان، زعم مور أن مؤسسة غزة الإنسانية تثبت من خلال ما تقوم به أنه "من الممكن نقل كميات هائلة من الغذاء إلى من هم في أمسّ الحاجة إليه بأمان وكفاءة وفعالية". وقال: "يشرفني أن أساهم بخبرتي في توسيع نطاق هذه المهمة الحيوية، وضمان فهم مجتمع الإغاثة الإنسانية والمجتمع الدولي الأوسع لما يحدث على أرض الواقع".
وتابع زاعمًا أن مؤسسة غزة الإنسانية تؤمن بأن "خدمة سكان غزة بكرامة وتعاطف يجب أن تكون على رأس أولوياتنا". وأضاف: "ندعو الآخرين للانضمام إلينا، ونحث على توخّي الحذر من مشاركة معلومات غير مؤكدة من مصادر أصدرت مرارًا وتكرارًا تقارير كاذبة بشكل واضح". وزعم أن "الإبلاغ الكاذب عن العنف في مواقعنا له تأثير مخيف على السكان المحليين (في إشارة إلى سكان غزة)"، مضيفًا: "لا يمكننا أن نتخيّل أي إساءة أكبر لمجتمع في أمسّ الحاجة إلى المساعدة".