مؤتمر ليبيا الخميس... فرص نجاحه وانعكاسه على الوضع

مؤتمر ليبيا الخميس... فرص نجاحه وانعكاسه على الوضع

18 أكتوبر 2021
أوضحت المنقوش مسارات المبادرة ومضامينها (جابر عبد الخالق/الأناضول)
+ الخط -

تستعدّ ليبيا لطرح مبادرة لاستقرار البلاد في مؤتمر وزاري دولي الخميس المقبل، في الوقت الذي أعلنت فيه وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري ديكالو بدء زيارة لها إلى ليبيا، اليوم الاثنين، للقاء عدد من قادة الأطراف الليبية استعداداً للمشاركة في المؤتمر، فما هي فرص نجاحه وانعكاسه على الوضع في البلاد؟

يصف ونيس زويتة، رئيس المكتب السياسي لحزب "تجمع ليبيا الديمقراطي"، تفاصيل المؤتمر التي بينتها وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش، مساء أمس الأحد في كلمة متلفزة، بأنها بمثابة ملخص لتفاصيل المبادرة التي تم إعلانها من جانب رئيس الحكومة عبد الحميد الدبيبة أثناء مشاركته في مؤتمر برلين الثاني في 23 يونيو/حزيران الماضي، كما أن مضمونها سبق أن حملته كلمة رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة أخيراً.

وإن يرى زويتة، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن عقد المؤتمر في ليبيا لتكون البلد المُضيف، بعد أن كانت ضيفاً في الكثير من المؤتمرات السابقة، "خطوة تحمل رسائل إيجابية"، لكنه في ذات الوقت يعتبر الطرف الليبي لا يزال مغيباً.

وقال: "المنقوش قالت كلاماً عاطفياً، وأرسلت تمنيات، ولم تتحدث عن مبادرة، والمساران موجودان في المشهد الليبي منذ فترة طويلة ضمن جهود الأمم المتحدة، خصوصاً المسار العسكري والأمني الذي قطع أشواطاً، لكنه تعرقل عند نقطة توحيد المؤسسة العسكرية"، وأضاف "كان على الحكومة أن تعمل على تشكيل منتظم مجتمعي ليبي، وتطلعه على تفاصيل المبادرة، فلا يزال الليبيون مغيبون عن أية تفاصيل".

وأشار زويتة إلى جملة معطيات على الأرض، منها الأزمة الحكومية وانسداد المسار الانتخابي، بالإضافة لاستمرار تعنت أطراف مسلّحة في قبول التوحد تحت قيادة عسكرية واحدة، وتساءل "في ظل كل هذا، ماذا ستفعل المبادرة وماذا ستقدم للداخل؟ وبالنسبة للخارج، سبق أن التقى ممثلو الدول المعنية بليبيا واتفقوا ولم ينفذوا شيئاً"، مستدركاً "الأهم، هل توجد إرادة ليبية موحدة فعلاً لاستقرار ليبيا تحت مظلة مبادرة حكومة مسؤولوها دخلوا بالأمس القريب في صراع وتهديد بتقسيم البلاد؟".

لكن في المقابل، يعبّر أستاذ العلوم السياسية بالجامعات الليبية خليفة الحداد عن تفاؤله بشأن المبادرة وخطوة دعوة الأطراف الخارجية لعقد طاولة للتفاهم داخل ليبيا، معتبراً أنها رسالة ليبية قوية، مفادها أن الليبيين يمكنهم فرض رؤيتهم الخاصة.

ولفت الحداد، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أنه لا يمكن إنكار أن القضية الليبية تم تدويلها منذ عام 2011، قائلاً: "علينا أن نكون واقعيين وندرك أن هناك لغة توافق دولي وتقارب للمصالح يجب استثمارها لصالح البلاد، على الأقل في دول حوض المتوسط"، مشيراً إلى أن هدوء الخلافات الفرنسية التركية، والتركية اليونانية، والتقارب التركي المصري، والتقارب الإيطالي الفرنسي، كلها معطيات تفرض ضرورة اتجاه البلاد إلى الاستقرار.

وحول وجود أطراف ليبية متعنتة، قال إن "مشكلة الأطراف في ليبيا هي الأذرع المسلحة، ولا قوة للأخيرة من دون الأطراف الخارجية، والمؤتمر يريد أن يقول للحاضرين بصراحة إن مسألة إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة ليست مهمة الليبيين بل مهمتكم، ويجب ترجمة إرادتكم الدولية بشأن رفضكم رجوع الحرب في البلاد"، مضيفاً: "الرسالة الرئيسية للمؤتمر والمبادرة للمشاركين الدوليين هي: إذا أردتم استقرار ليبيا كما في تصريحاتكم وخطاباتكم، فعليكم تحمل مسؤولياتكم وقطع تدخلات الدعم العسكري عن الأطراف المحلية التي تسببت في عدم الاستقرار".

لكن الحداد يتفق مع زويتة في عدم سعي الحكومة والمجلس الرئاسي لخلق منتظم مجتمعي ليبي ليكون حاضنة وظهيراً لدعم التوجه الليبي الرسمي، وليشكل ضاغطاً أيضاً على الأطراف المحلية المعرقلة لمسار الانتخابات.

يذكر أن وزيرة الخارجية في حكومة الوحدة الوطنية نجلاء المنقوش قد أوضحت، أمس الأحد، مسارات المبادرة التي سيتم طرحها خلال المؤتمر الدولي، مشيرة إلى أنها تحت رعاية المجلس الرئاسي والحكومة، وتستند إلى قرارات مجلس الأمن ومخرجات مؤتمري برلين الأول والثاني.

وفيما تحدثت المنقوش عن هدف المؤتمر المنتظر مشيرة إلى أنه سيبحث "التوافقات لمعالجة العوائق ووضع الآليات لتنفيذ مبادرة استقرار ليبيا"، أوضحت أن المبادرة تتركز في مسارين هما: الأمني العسكري والاقتصادي، وخلال المسارين، سيتم الدعم السياسي والتقني اللازم لملفات أخرى، منها التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، بما فيه خروج القوات الأجنبية والمرتزقة، ودعم إجراء الانتخابات في موعدها المحدّد يوم 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل، و"توحيد الجيش الليبي تحت قيادة واحدة".

وفيما أعلنت المنقوش عن موعد انعقاد المؤتمر الخميس المقبل، لم تسمِّ وزراء خارجية الدول المشاركة فيه، لكن الأمم المتحدة أول المتجاوبين للمشاركة في المؤتمر، إذ أعلنت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة روز ماري ديكالو بدء زيارة إلى ليبيا، اليوم الاثنين، للقاء عدد من قادة الأطراف الليبية ورؤساء الأحزاب لمناقشة دعم العملية السياسية الليبية، قبل مشاركتها في المؤتمر، الخميس المقبل.

وخلال الشهر الجاري، أجرت المنقوش عدة زيارات لعواصم عربية وإقليمية، التقت فيها نظراءها لبحث المبادرة الحكومية لاستقرار ليبيا، وتقديم الدعوة للمشاركة في المؤتمر بشأنها.