استمع إلى الملخص
- أكد فيصل يوسف أن المؤتمر يمثل محطة تاريخية لتوحيد الأطراف الكردية حول رؤية مشتركة، مشيدًا بجهود مسعود برزاني ومظلوم عبدي. سيشارك في المؤتمر مختلف الأحزاب الكردية ومنظمات المجتمع المدني.
- عقد اجتماع مشترك في مارس/آذار لاستكمال مناقشة البنود الخلافية وتشكيل وفد كردي مشترك للذهاب إلى دمشق، استنادًا إلى اتفاقية دهوك لتحقيق الشراكة في صياغة مستقبل سورية الديمقراطية.
يتجه السوريون الأكراد لعقد مؤتمر موحد لهم في 26 إبريل/ نيسان الجاري، وفق ما أعلن قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي عبر موقع "إكس"، بالتوافق ما بين أحزاب الإدارة الذاتية شمال شرقي سورية، والمجلس الوطني الكردي، في إطار وثيقة موحدة بالمطالب الكردية من الحكومة السورية، تتضمن مستقبل وشكل الدولة ونظامها السياسي، وحقوق السوريين الأكراد فيها.
وجاء الإعلان بعد سلسلة من الخلافات التي أدّت في فترات سابقة إلى طريق مسدود، رغم الضغوط التي مارستها الولايات المتحدة الأميركية على الطرفين لدفع مسار الحوار. هذه المساعي بدأت قبل عدة سنوات، ووصلت في أفضل مراحلها إلى مفاوضات مباشرة بين أكبر كيانين سياسيين كرديين في سورية. إلا أن حزب الاتحاد الديمقراطي، وهو الحزب الأكثر نفوذاً ضمن الإدارة الذاتية، تراجع في أكثر من مرة عن الالتزام بأحد أبرز مطالب المجلس الوطني الكردي، وهو إعلان فك الارتباط مع حزب العمال الكردستاني، ما حال دون التوصل إلى اتفاق نهائي.
وبخصوص الاتفاق على توقيت المؤتمر، وهو أولى الخطوات الفعلية للحوار الكردي-الكردي، قال فيصل يوسف، عضو الهيئة الرئاسية والمتحدث الرسمي للمجلس الوطني الكردي، لـ"العربي الجديد": "نتقدم بالشكر الجزيل لأبناء الشعب الكردي في سورية الذين بذلوا كل جهدهم وأسمعوا صوتهم لكل القوى والأحزاب الكردية، المعنية بوجوب وضرورة وحدة الصف الكردي في سورية، في هذه المرحلة الهامة من تاريخ بلادنا". وأضاف: "نحن فخورون بأننا أنجزنا هذا المطلب، ونتوجه بشكر خاص للرئيس مسعود برزاني الذي كان له دور بارز في إنجاز ما نحن بصدده لعقد المؤتمر، وأيضاً جهود الجنرال مظلوم عبدي في هذا المضمار". وتابع: "سيعقد المؤتمر بتاريخ 26 إبريل/ نيسان الجاري بمشاركة مختلف الأحزاب الكردية في سورية، ومنظمات المجتمع المدني وشخصيات اجتماعية مستقلة، من مختلف المناطق الكردية".
وبيّن يوسف أن "المؤتمر سيكون محطة تاريخية وطنية في سورية، حيث لأول مرة سيتحقق توحيد الأطراف الكردية في تصور معين حول شكل وهوية الدولة السورية، وحقوق الشعب الكردي في سورية، ويكون دعماً وخطوة لكل الوطنيين والديمقراطيين في بناء سورية جديدة لكل أبنائها".
من جانبه، قال عضو هيئة الرئاسة في المجلس الوطني الكردي في سورية نعمت داوود، لـ"العربي الجديد"، إنه "بعد حوارات مكثفة بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، جرى إنجاز رؤية سياسية مشتركة بالمكاتب الكردية في سورية. وقد شارك في صياغة هذه الرؤية بشكل غير مباشر جميع أحزاب الحركة الكردية في سورية". وأوضح يوسف أنه "تم التوافق على صياغتها، وستُعرض هذه الرؤية في المؤتمر الذي سيعقد في السادس والعشرين من شهر نيسان الجاري". وقال: "هذا المؤتمر مهمته التصديق على هذه الرؤية، وستحضره الأحزاب الكردية وفعاليات المجتمع المدني والمنظمات النسائية، وحركة المرأة والمنظمات الشبابية، وجميع قطاعات وفعاليات المجتمع الكردي".
وأكد أن "هذا المؤتمر مهمته التصديق على هذه الرؤية السياسية الكردية المشتركة، ويمكن إغناؤها ببعض الملاحظات التي يمكن أن ترد"، وأكد أن "الوثيقة السياسية المشتركة جرت صياغتها بالتوافق بين المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، وشاركت فيها الأحزاب الكردية الأخرى".
وأدلت هيئة رئاسة المجلس الوطني الكردي بتصريح صحافي بحضور "العربي الجديد"، في مقرها بالقامشلي، جاء فيه: "نعلن اليوم أنه تم التوافق على موعد انعقاد مؤتمر وحدة الصف والموقف الكردي رسميًا، كخطوة هامة، واستحقاق سياسي يعكس طموحات الأكراد السوريين". وأضاف البيان: "جاء هذا الإنجاز كتعبير عن إرادة أبناء شعبنا الكردي، وجهود دؤوبة بذلها المخلصون من مناضلين، وبدعم كريم من الأشقاء والأصدقاء، وخاصة فخامة الرئيس مسعود بارزاني والجنرال مظلوم عبدي"، وتابع: "نأمل أن يشكّل المؤتمر نقطة تحوّل نحو مرحلة جديدة من التعاون البنّاء بين أحزاب الحركة السياسية الكردية، ويُعزز الثقة مع الحاضنة الشعبية، ويفتح آفاقًا أرحب لعلاقات وطنية متينة مع سائر مكونات الشعب السوري". وختم: "إننا على يقين أن وحدة الموقف الكردي تمثّل حاجة وطنية مُلحّة، وخطوة أساسية على طريق تحقيق الشراكة الحقيقية في صياغة مستقبل سورية الديمقراطية، التعددية، التي تحتضن جميع أبنائها بوئام ومساواة وسلام".
وعقد المجلس الوطني الكردي وحزب الاتحاد الديمقراطي، أكبر أحزاب الإدارة الذاتية في شمال شرق سورية، اجتماعاً مشتركاً في مارس/ آذار، في استراحة الوزير بمدينة الحسكة، بإشراف مظلوم عبدي، قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، وبرعاية أميركية تجسدت بحضور المبعوث الأميركي الخاص لمنطقة شمال وشرق سورية، سكوت بولز.
وجاء الاجتماع استكمالًا لاجتماعات سابقة عُقدت في القامشلي وأربيل ودهوك عبر سنوات عديدة، بهدف تشكيل وفد كردي مشترك للذهاب إلى دمشق، واستكمال مناقشة البنود الخلافية التي لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأنها بعد.
وكانت المفاوضات بين الطرفين بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2014، برعاية من قيادة إقليم كردستان العراق، وأفضت إلى اتفاقية دهوك التي أرست أساسًا لهذه المفاوضات. ونصّت الاتفاقية على تشكيل مرجعية سياسية كردية، بحيث تكون نسبة تمثيل "حركة المجتمع الديمقراطي" (لاحقًا أحزاب الوحدة الوطنية الكردية - 25 حزباً) فيها 40 بالمائة، و"المجلس الوطني الكردي" 40 بالمائة، و20 بالمائة للأحزاب والقوى غير المنخرطة في الجسمين السياسيين.