أكد مجلس القبائل والعشائر السورية المعارض للنظام، اليوم الثلاثاء، في مؤتمر له بمدينة تل أبيض، شمالي البلاد، على وحدة الأراضي السورية وضرورة إسقاط النظام السوري بكافة رموزه وأركانه، كما أكد على مكانة العشائر وحقوق أبنائها.
ويضم المجلس ممثلين عن العشائر العربية والكردية والتركمانية والسريانية من المعارضين للنظام السوري. وشارك في المؤتمر ممثلون عن الحكومة السورية المؤقتة والائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية.
وعقد المؤتمر في مدينة تل أبيض -الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني السوري"- بهدف تعزيز مكانة المجلس بين السوريين ودراسة المخاطر التي تتعرض لها البلاد في الوقت الحالي وفي المستقبل، ودور المجلس في المرحلة القادمة والتصدي للمنظمات الإرهابية ومواجهة التحديات التي تواجه العشائر وتاريخها وحضارتها وحقوق أبنائها.
وقال مضر الأسعد، المتحدث الرسمي باسم "مجلس القبائل والعشائر السورية"، في حديث مع "العربي الجديد"، إن الهدف من المؤتمر إرسال رسائل للمجتمع الدولي، تفيد بتصميم القبائل والعشائر السورية على إنهاء المعاناة السورية، وتنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بذلك، وتوجيه نداء إلى المجتمع الدولي ومفوضية اللاجئين في الأمم المتحدة من أجل إنقاذ السوريين في مخيمات التهجير في سورية والخارج، وحماية السوريين من مخاطر المنظمات الإرهابية، والضغط على التحالف الدولي من أجل وقف المساعدات المقدمة إلى المليشيات الإرهابية التي ترتكب جرائم بحق الشعب السوري في منطقتي الجزيرة والفرات.
وأوضح الأسعد أن المجلس يرفض المليشيات المدعومة من إيران والمرتبطة مع النظام السوري ويطالبها بالخروج من سورية. وذكر الأسعد أن المؤتمر حضره أكثر من 4 آلاف شخص من جميع مكونات الشعب السوري، ووفد من هيئة المفاوضات السورية.
وشدد البيان الختامي للمؤتمر، الذي حصل "العربي الجديد" على نسخة منه، على ضرورة استعادة القبائل والعشائر السورية لمكانتها التاريخية والاعتبارية التي تستحقها، كما أكد على ضرورة "مشاركة مجلس القبائل والعشائر في الحياة السياسية مشاركة فعالة، والمساهمة في القضاء على الاستبداد من جذوره، والمشاركة في الاستحقاقات السياسية القادمة".
وشدد البيان على ضرورة "إسقاط نظام الإجرام بكل رموزه وأشكاله، وعلى وحدة سورية أرضا وشعبا، وعدم قبولهم بأي طرح يؤدي إلى تقسيم البلاد"، كما دعا إلى "دحر الحركات الانفصالية، وعلى رأسها تنظيم PYD وجناحه العسكري قسد"، ورفض كل الانتهاكات التي تقوم بها الأخيرة بحق أبناء المناطق الخاضعة لها.
وشجب البيان استمرار النظام السوري بـ"استهداف المدنيين والمؤسسات المدنية وارتكاب الفظائع ضدهم رغم مرور عشر سنوات على انطلاق الثورة". وركز البيان على "رفض المشروع الإيراني الذي يتخذ من دير الزور مركزا له، والهادف إلى التشييع الممنهج في المنطقة وإذكاء الخلافات والشقاق بين القبائل والعشائر في سبيل ذلك".
كما أدان البيان "الدور الروسي في ضرب استقرار المناطق المحررة واستهداف اقتصادها من خلال عمليات القصف على المعابر والمرافق الحيوية، ونددوا بالقصف الروسي على المدنيين في إدلب وغيرها بحجة محاربة الإرهاب".
يُذكر أن النظام السوري من جهة، و"قسد" من جهة أخرى، حاولا مراراً استمالة العشائر والقبائل السورية إلى طرفهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، عن طريق شيوخ ووجهاء موالين لهم، إذ يسعى كل طرف إلى تجنيد أبناء العشائر ضمن المليشيات المسلحة التابعة له.