مؤتمر باريس حول ليبيا... هل تضغط إدارة بايدن لإجراء الانتخابات؟

مؤتمر باريس حول ليبيا... هل تضغط إدارة بايدن لإجراء الانتخابات؟

11 نوفمبر 2021
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون استقبل هاريس حيث ترأس وفد بلادها للمؤتمر (Getty)
+ الخط -

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، أنّ مؤتمر باريس حول ليبيا المرتقب، غداً الجمعة، "لحظة مهمة" في الرحلة الخارجية الرسمية الثالثة لنائبة الرئيس الأميركي، كامالا هاريس، إلى جانب أنّ المؤتمر يطرح تحديات عالية على الولايات المتحدة وحلفائها، وسط تحذيرات من أنّ الدول المجتمعة يمكن أن تجدد الصراع وإراقة الدماء، من خلال الضغط لإنجاز انتخابات ربما كان الليبيون غير جاهزين لها بعد.

من المفترض أن يضع مؤتمر باريس حول ليبيا حداً لسنوات من الدبلوماسية العالمية التي حاولت إنهاء عقد من الصراع الذي اندلع بعد الثورة الليبية، الأمر الذي من شأنه، بحسب "واشنطن بوست"، أن يتيح لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن فرصة لإظهار قدرتها على تقديم حلول لـ"واحدة من أصعب أزمات العالم".

ونقلت "واشنطن بوست"، الأربعاء، عن مصدر مطلع على جهود العملية الانتخابية، رفض الكشف عن هويته، أنّ "إدارة بايدن على أعتاب معضلة"، حيث "قد يؤدي الضغط من أجل إنجاز الانتخابات الليبية إلى أعمال عنف، كذلك من الممكن أيضاً في الوقت عينه أن يؤدي إلى تأخير العنف. والمطلوب نهج واضح يعترف بحق الليبيين في انتخاب حكومتهم، مع الاعتراف بالاتفاق السياسي الضروري لضمان حرية الانتخابات التي يبدو أنها ليست في مكانها"، بحسب المصدر.

وسترأس هاريس وفد الولايات المتحدة في المؤتمر رفيع المستوى الذي تستضيفه فرنسا وإيطاليا وألمانيا، ومن المتوقع أن يؤدي، بحسب الصحيفة، إلى دعوة متجددة لليبيا، رغم المشكلات الإجرائية والخلافات السياسية، إلى إجراء أول انتخابات وطنية لها منذ سبع سنوات كما هو مخطط في 24 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

وأشارت "واشنطن بوست" إلى أنه على الرغم من أنّ ليبيا ليست من بين الأولويات الخارجية العليا لإدارة بايدن، فإنّ الدبلوماسية الأميركية ضاعفت جهودها في ليبيا من خلال تعيين مبعوث خاص إليها، هو ريتشارد نورلاند، على أمل أن يؤدي إنهاء الصراع إلى جعل هذه المنطقة أقل قابلية للاشتعال على الحافة الجنوبية لأوروبا.

وفي السياق، تنقل الصحيفة عن مسؤول أميركي بارز، أنّ إدارة بايدن قيّمت المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات الليبية، ورأت أنها أكبر من تلك المترتبة عن إجرائها في ظل الظروف الحالية.

وأشار المسؤول إلى أنّ ليبيا تمتعت بفترة من الهدوء النسبي خلال فترة الاستعدادات للانتخابات. وقال: "نحبس الأنفاس ونحن نترقب أن تمضي ليبيا قدماً في انتقالها السياسي"، مضيفاً: "يساورنا القلق من أنّ إلغاء الانتخابات من شأنه زيادة مخاطر تجدد الصراع".

وترى الصحيفة أنّ "من غير الواضح" ما إذا كان المراقبون الدوليون سيكونون قادرين على مراقبة الانتخابات الليبية في حال إجرائها.

إدارة بايدن قيّمت المخاطر المرتبطة بتأجيل الانتخابات الليبية، ورأت أنها أكبر من تلك المترتبة على إجرائها

وفي هذا السياق تنقل الصحيفة عن بن فيشمان، الذي عمل على الملف الليبي في البيت الأبيض خلال إدارة باراك أوباما، ويعمل الآن باحثاً في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، أنّ جاذبية الدعوة إلى إنجاز الانتخابات الليبية تبدو مفهمومة، لكن "من المهم بالقدر نفسه اتخاذ الاستعدادات الفنية الصحيحة، ووضع اتفاقيات سياسية لقبول النتائج"، مضيفاً: "الكل يريد أن يرى الليبيين يمارسون حقهم في التصويت... ولكن السؤال هو متى وكيف".

الانتخابات الليبية ستعبّد الطريق لرحيل المقاتلين الأجانب؟

وبحسب "واشنطن بوست"، يتفق مراقبون ومسؤولون على أنّ التحدي الأكبر سيكون ضمان رحيل القوات الأجنبية من ليبيا "التي أسهم وجودها كثيراً في إراقة الدماء بليبيا خلال السنوات الأخيرة".

وفي هذا السياق، تنقل الصحيفة عن المسؤول الأميركي أنّ إدارة بايدن تعتقد أنّ الانتخابات الليبية يجب أن تحصل، لأنّ الحكومة المنتخبة سيكون لها "وزن أخلاقي" أكبر لإجبار القوات الأجنبية على الخروج من البلاد.

وقال المسؤول إنّ "تلك الحكومة ستكون في وضع أقوى بكثير، وسيكون لها نوع من الثقل لتحديد نوع العلاقات الأمنية والعسكرية التي تريدها مع الجهات الأجنبية، بطريقة لا تستطيع الحكومة المؤقتة الآن القيام بها".

ولا يزال آلاف المقاتلين الأجانب والمرتزقة يتمركزون في ليبيا، بمن فيهم قوات حكومية تركية، جاءت بدعوة من السلطات المؤقتة في طرابلس، ومرتزقة روس متحالفون مع القوى في الشرق، الداعمة للواء المتقاعد خليفة حفتر

وفي الوقت الذي أعلنت فيه روسيا أنها سترسل وزير خارجيتها إلى القمة، قالت تركيا إنها لن تشارك بسبب الوجود المتوقع لليونان وقبرص وإسرائيل.

المساهمون