مؤتمر الحوار الوطني الكردي يطرح رؤيته السياسية لمستقبل سورية

أصدر مؤتمر الحوار الوطني الكردي، الذي انعقد اليوم السبت في مدينة القامشلي في محافظة الحسكة، شمال شرقي سورية بدولة "ديمقراطية ولامركزية" في سورية. ودعا البيان الختامي لمؤتمر "وحدة الموقف والصف الكردي" إلى حل عادل للقضية الكردية في سورية، معلناً عن تشكيل وفد كردي للتفاوض مع دمشق في أقرب وقت. وورد في البيان الخثامي "تمت صياغة رؤية سياسية كردية مشتركة تعبر عن إرادة جماعية ومشروعًا واقعيًا لحل عادل للقضية الكردية في سوريا كدولة ديمقراطية لامركزية".

وعقد المؤتمر بمشاركة أكثر من 400 شخصية سياسية من ممثلي الأحزاب الكردية في سورية وإقليم كردستان العراق وتركيا، إضافة إلى شخصيات دينة وسياسة مستقلة.  وأقرّ المشاركون في المؤتمر "الرؤية الكردية المشتركة بوصفها وثيقة تأسيسية تعبّر عن إرادة جماعية، وتقدّم مقاربة واقعية لحلّ عادل وشامل للقضية الكردية في إطار سورية موحّدة، بهويتها المتعددة القوميات والأديان والثقافات، ويضمن دستورها الحقوق القومية للشعب الكردي، ويلتزم بالمواثيق والمعاهدات الدولية لحقوق الإنسان ويصون حرية المرأة وحقوقها ويمكنها من المشاركة الفاعلة في المؤسسات كافة".

ودعا البيان إلى توحيد المناطق الكردية وحدة سياسية وإدارية متكاملة ضمن سورية اتحادية، مع الإقرار بالوجود القومي للشعب الكردي باعتباره جزءاً أصيلاً من مكونات البلاد. وطالب المؤتمر بالاعتراف الدستوري باللغة الكردية لغةً رسميةً إلى جانب العربية، مع ضمان التعليم والتعلم بها، بالإضافة إلى فتح مراكز إعلامية من قنوات إذاعية وتلفزيونية ناطقة بالكردية.

وأكد البيان ضرورة ضمان تمثيل الأكراد في مؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والأمنية، بما يحقق المشاركة الفعلية في إدارة شؤون البلاد. كذلك شدّد المؤتمر على اعتماد 21 من مارس/ آذار (عيد نوروز) عيداً رسمياً في البلاد، مطالباً بإلغاء كافة السياسات المطبقة بحق الأكراد، وعلى رأسها مشروع الحزام العربي وعمليات التعريب التي طاولت المناطق الكردية.

تقارير عربية

التحديثات الحية

غموض يكتنف المؤتمر الوطني لأكراد سورية مع كثافة المطالب

ودعا البيان إلى إعادة الجنسية السورية للمواطنين الأكراد المجردين منها، وتطوير البنية التحتية للمناطق الكردية مع تخصيص نسبة من عائدات ثرواتها لصالح مشاريع التنمية والإعمار.

وألقى قائد "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) مظلوم عبدي في بداية المؤتمر كلمة، شكر خلالها الزعيم الكردي مسعود البارزاني على دوره في تقريب وجهات النظر بين الأطراف السياسية الكردية، وحث على "ضمان حقوق الكرد في سورية الجديدة"، معتبراً أن سورية الجديدة تحتاج دستوراً لامركزياً يضم جميع المكونات.

من جانبه، قال ممثل االبارزاني، ومسؤول الملف السوري في رئاسة إقليم كردستان العراق، عبد الحميد دربندي، في كلمة له، إن هذا المؤتمر "خطوة تاريخية نحو الوحدة الكردية لإيجاد حل عادل للقضية الكردية يضمن المشاركة الحقيقية للكرد في ذلك البلد".

وقالت فوزة يوسف عضوة الهيئة الرئاسية لحزب الاتحاد الديمقراطي، والمشاركة في المؤتمر، لـ"العربي الجديد" إنه "سيكون بداية لأن يلعب الكرد دوراً إيجابياً أكثر في التحول الديمقراطي في سورية، لأننا بهذا الشكل نريد أن نقوم بتوحيد رؤيتنا السياسية بخصوص سورية ديمقراطية تعددية". وأضافت أن المؤتمر "لا يهتم بشؤون الكرد فقط، وإنما يريد أن يقدم بديلاً ومشروعاً لحل لكل القضايا في سورية"، معتبرة أن القضية الكردية "قضية أساسية وأن المقياس الأساسي للحل في سورية هو إيجاد حل ديمقراطي مسالم للقضية الكردية". واعتبرت أن هذا المؤتمر سيكون "نداء للتوحيد والاتفاق مع كل السوريين ومع كل القوى الديمقراطية في سورية".

من جانبه وصف سليمان أوسو؛ عضو رئاسة المجلس الوطني الكردي في سورية، المؤتمر بـ"الحدث التاريخي، حيث تتوحد لأول مرة في تاريخ الشعب الكردي في سورية جميع الأحزاب السياسية الكردية ومنظمات المجتمع المدني والشخصيات الاجتماعية على رؤية سياسية مشتركة". وقال أوسو لـ"العربي الجديد" إن "الرسالة التي نريد أن نوجهها لكل المكونات السورية أن وحدتنا هي وحدتكم، وقوتنا هي قوتكم، نسعى إلى وحدة الموقف الكردي لتكون سورية موحدة ونحن كمجلس وطني كردي نعتبر أن الحل الأمثل لمستقبل سورية هو أن تكون لامركزية لكي نتمكن من توحيد سورية التي جزأتها سنين الحرب الطويلة".

ويأتي هذا المؤتمر كأحد مخرجات الحوار الكردي - الكردي الذي انطلق منذ سنوات بين حزب الاتحاد الديمقراطي وأحزاب المجلس الوطني الكردي، والذي مر بمراحل عديدة وواجه تحديات وصعوبات عرقلت الوصول إلى تفاهمات، رغم رعاية رئاسة إقليم كردستان العراق لها، وأيضا دعم الولايات المتحدة وفرنسا والكثير من الدول الأوربية. وكانت الاجتماعات بين الأطراف الكردية جرت في سورية والعراق، وتكمن أهمية هذا المؤتمر في تمكنه من الوصول إلى وثيقة تفاهم بين كل الأحزاب السياسية الكردية توحد رؤية أكراد سورية الى حل القضية الكردية في سورية ورؤيتهم في حل القضية السورية، إضافة إلى تشكيل وفد مشترك ولجان مشتركة للتفاوض والحوار مع الحكومة في دمشق.