أحبطت مقاتلات التحالف الذي تقوده السعودية، الأربعاء، هجمات برية للحوثيين في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب النفطية، شرقيّ اليمن، التي تشهد معارك محتدمة للشهر الثالث على التوالي.
ورغم التصعيد الواسع على الأرض، أبرمت القوات الحكومية وجماعة الحوثيين صفقة لتبادل 18 أسيراً من الجانبين، هي الثانية في غضون يومين، وذلك بوساطة قادها زعماء قبليون.
وأعلن الجيش اليمني، مساء الأربعاء، أنّ مقاتلات التحالف نجحت في إعطاب مدرعتين و3 دوريات عسكرية للحوثيين، في جبهة صرواح، غربيّ مأرب، وهي الجبهة التي تكثف المليشيات الحوثية الهجمات عبرها، في سبيل الوصول إلى معاقل النفط والغاز في حقول صافر.
وأشار بيان رسمي إلى أنّ الغارات استهدفت تعزيزات بشرية للحوثيين كانت في طريقها لإسناد مقاتلي الجماعة في صرواح، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً، دون الكشف عن رقم محدد لعدد الخسائر البشرية.
#مارب
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) April 28, 2021
طيران تحالف دعم الشرعية يدمّر مدرعتين و3 أطقم كان على متنها تعزيزات في طريقها إلى مليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، في جبهة صرواح غرب مارب، ومصرع جميع من كانوا على متنها.
في المقابل، أقرّت وسائل إعلام حوثية بوقوع 17 غارة جوية على مديريتي صرواح ومجزر في محافظة مأرب، وغارتين على منطقة الخسف في صحراء الحزم، شرقي الجوف، التي استأنفت فيها القوات الحكومية هجماتها الثلاثاء، بهدف تخفيف الضغط الحوثي على مأرب.
ميدانياً، أكد مصدر عسكري لـ"العربي الجديد"، أنّ مديرية صرواح تشهد معارك كر وفر، حيث تسعى جماعة الحوثيين إلى تشديد الخناق على الجيش الوطني ورجال القبائل بالسيطرة على عدد من التلال الجبلية في وادي المشجح، فيما يستميت الجيش اليمني مسنوداً برجال القبائل في استعادة المواقع التي كان قد خسرها، وخصوصاً في تلة البراء والمناطق المجاورة لها.
وأشار المصدر إلى أنّ الخسائر البشرية في صفوف الحوثيين تتجاوز 200 قتيل، منذ بداية الأسبوع، جراء الهجمات الانتحارية بأعداد هائلة من المغرر بهم، لافتاً إلى أن هناك خسائر كبيرة أيضاً في صفوف القوات الحكومية.
وأقرّت وزارة الدفاع في الحكومة الشرعية، مساء الأربعاء، بمقتل العميد الركن عبد الغني سلمان، مدير دائرة شؤون الضباط، الذي كُشف عن مقتله الثلاثاء، وقالت إنه كان "من أوائل الضباط الذين لبوا نداء الواجب لمواجهة المليشيا الحوثية والمشروع الإيراني، وخلّد خلال حياته تاريخاً مشرفاً من المواقف والنضال الوطني"، وفقاً لبيان نشرته وكالة "سبأ" الرسمية.
وأشارت مصادر متطابقة إلى سقوط القائد العسكري جراء قصف صاروخي حوثي استهدف مقر وزارة الدفاع، فيما ذكر البيان أنه قُتل "وهو يؤدي واجبه الوطني ضد مليشيا التمرد الحوثية والدفاع عن الثورة والجمهورية والثوابت والمكتسبات الوطنية العظيمة".
وبعث الرئيس اليمني ونائبه ورؤساء مجالس النواب والوزراء والشورى، برقيات عزاء برحيل القائد العسكري سلمان، في دلالة على أهمية الموقع الذي كان يشغله ودوره في معركة الدفاع عن مأرب.
في سياق غير بعيد، وعلى وقع معارك محتدمة في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، أبرمت القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، الأربعاء، صفقة جديدة لتبادل الأسرى في ذات الجبهة، وذلك عبر وساطة محلية.
وقال كبير المفاوضين الحوثيين في ملف الأسرى، عبد القادر المرتضى، في تغريدة على "تويتر"، إنّ الصفقة أدت إلى تحرير 9 من مقاتلي الجماعة، فيما أشارت مصادر حكومية إلى تحرير رقم مماثل من قبضة الحوثيين.
بعون الله وتوفيقة تم اليوم الأربعاء 16/رمضان/ 1442 الموافق 28/4/2021
— عبدالقادر المرتضى (@abdulqadermortd) April 28, 2021
تحرير ( 9 ) من اسرى الجيش واللجان الشعبية في عملية تبادل محلية في جبهة مأرب..
ونسأل الله الفرج لبقية الأسرى.
والاثنين الماضي، أبرم الجانبان صفقة مماثلة، أدت إلى تبادل 22 أسيراً من القوات الحكومية وجماعة الحوثيين، في عملية قادها زعماء قبليون بعد فشل الأمم المتحدة في إحراز أي اختراق جوهري لإنجاح المرحلة الثانية من اتفاق الأردن، التي كان من المفترض أن تُنفَّذ خلال الأشهر الماضية بتبادل 300 أسير.
وتتبادل الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين الاتهامات بإفشال صفقة تبادل الأسرى، ويقولون إنّ السبب يعود إلى إنكار كل طرف لقوائم مقدمة من الطرف الآخر، وتتضمن شخصيات وهمية أو مفقودة.