مأرب اليمنية: استنفار بشري وتبرعات مادية لمعركة فاصلة

مأرب اليمنية: استنفار بشري وتبرعات مادية لمعركة فاصلة

10 فبراير 2021
نفذت جماعة الحوثيين هجوماً هو الأعنف على الإطلاق منذ أواخر العام الماضي (Getty)
+ الخط -

دخلت المعارك الدامية التي تشهدها محافظة مأرب اليمنية، اليوم الأربعاء، يومها الرابع، وسط استنفار غير مسبوق بين طرفي النزاع لكسب معركة يُنظر إليها بأنها فاصلة وتحدد المسار التفاوضي في أي خريطة سلام مرتقبة يضعها المجتمع الدولي لوقف الحرب المتصاعدة منذ 6 سنوات.

وفيما حذرت الحكومة المعترف بها دولياً من الهزيمة في مأرب، ودعت إلى حشد كل الطاقات البشرية والمادية والمعنوية من أجل الانتصار في المعركة، شرعت جماعة الحوثي هي الأخرى في حملة تبرعات إجبارية بمناطق نفوذها من أجل تمويل معركتها الفاصلة في مأرب.

وقال رئيس مجلس الشورى اليمني أحمد عبيد بن دغر، في بيان صحافي، إن "الهزيمة في مأرب ستقود إلى هزائم أخرى للحكومة الشرعية، لكن النصر سيكون له ما بعده، ولذا يجب تحريك كافة القدرات ووضعها في خدمة المعركة".

 من جانبه، ذكر مصدر حكومي، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن القوات الحكومية "وجهت المئات من عناصرها في محافظتي أبين وشبوة وحضرموت، بالتحرك الفوري إلى مأرب لإسناد الجيش الوطني، بالتزامن مع التفاف واسع لرجال القبائل في الجدعان وجبل مراد لكبح الهجوم الحوثي العنيف".

وأجرى نائب الرئيس اليمني علي محسن الأحمر، ورئيس الحكومة معين عبد الملك، مساء الثلاثاء، اتصالات هاتفية بمحافظي مأرب وصنعاء، لمواكبة سير المعارك، ووعدا بتقديم كافة الإمكانيات للقوات التي تتصدى للحوثيين.

وفي الجهة المقابلة، أكد سكان في محافظتي ذمار وصنعاء أن جماعة الحوثيين دشنت حملة تبرعات إجبارية لجبهة مأرب، وذلك على مستوى المديريات والأحياء والجوامع والمدارس والمستودعات التجارية، ودعت الجميع للمشاركة في ما سمّته بـ"الجهاد في سبيل الله بالمال لمن فاته الجهاد بالنفس".

جماعة الحوثيين دشنت حملة تبرعات إجبارية لجبهة مأرب

وقال القيادي الحوثي المعيّن من الجماعة محافظا لذمار محمد البخيتي، في بيان على تويتر: "العبرة ليست بحجم ما سيتم جمعه، وإنما بعدد من سيزكون أنفسهم، لذلك ليحرص الجميع على التبرع، كل حسب استطاعته، حتى ولو بخمس مائة ريال"، أي أقل من دولار واحد.

ميدانياً، نفذت جماعة الحوثيين، خلال الأيام الثلاثة الماضية، هجوما هو الأعنف على الإطلاق منذ أواخر العام الماضي باتجاه مدينة مأرب النفطية، وذلك من عدة محاور بهدف تحقيق ما فشلت فيه منذ يونيو/ حزيران 2020.

واستبقت الجماعة الهجمات المزدوجة على مأرب بهجوم جوي بالطائرات المسيرة على الأراضي السعودية بهدف تحييد الطيران الحربي، كما كثفت من إطلاق الصواريخ والطائرات المفخخة على مقرات الجيش والسلطة المحلية في مدينة مأرب، حيث أطلقت 8 صواريخ باليستية خلال 48 ساعة، وفقا لمصدر أمني حكومي.

استبقت الجماعة الهجمات المزدوجة على مأرب بهجوم جوي بالطائرات المسيرة على الأراضي السعودية

وتوسعت رقعة المعارك في مأرب على امتداد الجبهات الجنوبية في جبل مراد، وصولا إلى جبهات صرواح غربا، ومدغل ورغون ومجزر في الشمال الغربي، وبعد ذلك شُنت هجمات حوثية هدفت إلى إرباك القوات الحكومية.

وتركز جماعة الحوثيين هجومها الجديد بدرجة رئيسية على الجبهة الممتدة بين صحراء الجوف ومأرب والواصلة إلى منابع النفط والغاز في صافر وريدان، ويبدو أن إشعال باقي الجبهات في جبل مراد وصرواح كان الهدف الرئيسي منه تشتيت انتباه القوات الحكومية على أكثر من جبهة.

وسيطرت المجاميع الحوثية، فجر الأربعاء، على أجزاء من معسكر كوفل، بحسب مصادر متطابقة، فيما تحدث المركز الإعلامي للقوات المسلحة عن غارات جديدة استهدفت الحوثيين في صرواح، غربي مأرب.

وقال مصدر عسكري بالقوات الحكومية، لـ"العربي الجديد"، إن جماعة الحوثيين كانت قد استطاعت بالفعل تحقيق اختراقات خطيرة في جبهات دحيضة والمشجع وصرواح، غرب وشمالي غرب مدينة مأرب، لكن الجيش الوطني مسنودا برجال القبائل تمكن من استعادة زمام المبادرة، أمس الثلاثاء، واستعادة عدد من المواقع.

وأشار المصدر إلى أن الساعات القادمة ستكون مصيرية بالنسبة لمعركة الدفاع عن مأرب، وخصوصا في ظل الانهيارات الواسعة في صفوف الحوثيين وسقوط أكثر من 200 عنصر حوثي بين قتيل وأسير خلال الأيام الثلاثة الماضية.