تعرضت أطراف النزاع اليمني لأكبر عملية استنزاف بشري على الإطلاق في المعارك الطاحنة التي تدور في محافظة مأرب النفطية، لليوم الخامس على التوالي، وسط حراك دولي واسع لنزع فتيل الحرب، والدفع قدماً نحو الحل السلمي.
وشهدت معارك الخميس سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجيش الوطني ورجال القبائل الموالين للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً من جهة، وجماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً من جهة أخرى.
وقالت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد"، إن وتيرة المعارك ارتفعت بشكل كبير في الأطراف الغربية لمحافظة مأرب، بعد تقدم جديد للحوثيين في مديرية صرواح وسط استماتة للقوات الحكومية في الدفاع عن مواقعها.
وذكرت المصادر أن المعارك والقتال كانا من مسافة صفرية في بعض الجبهات، فضلاً عن كثافة القصف الجوي والمدفعي والطائرات الحوثية المسيرة، مما تسبب في وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى، بشكل يفوق الطاقة الاستيعابية للمرافق الصحية.
وتقوم جماعة الحوثيين بنقل قتلاها وجرحاها إلى صنعاء بالتوازي مع نقل القوات الحكومية الجرحى إلى المرافق الصحية داخل مدينة مأرب، وأكد مصدر عسكري أن عشرات الجثث ما زالت ملقية في مناطق التماس ومن الصعوبة التقدم لانتشالها بسبب كثافة النيران.
وتدفع جماعة الحوثيين بالعشرات من المقاتلين على شكل مجاميع متسللة إلى مواقع القوات الحكومية للسيطرة عليها، غير مبالية بأرقام القتلى والجرحى، وفقاً للمصادر، وهو ما جعل الكلفة البشرية عالية.
وأعلن الجيش الوطني، الخميس، أن قواته قتلت وأصابت أكثر من 55 عنصراً حوثياً في المعارك التي دارت في الجبهات الشمالية الغربية لمحافظة مأرب، وكذلك المناطق الصحراوية شرق مدينة الحزم، عاصمة الجوف.
أبطال الجيش الوطني والمقاومة أفشلوا خلال الساعات الماضية عدّة هجمات لمليشيا الحوثي على مواقع عسكرية في الجبهة الشمالية الغربية لمحافظة مأرب، وأوقعوا ما لا يقل عن 30 حوثياً بين قتيل وجريح، إلى جانب خسائر أخرى في العتاد.
— المركز الإعلامي للقوات المسلحة #اليمن (@Yem_army_media) February 11, 2021
وقال بيان صحافي للقوات المسلحة اليمنية، وصل إلى "العربي الجديد"، إن ما لا يقل عن 26 عنصراً حوثياً قتلوا في جبهات القتال شرقي مدينة الحزم بالجوف، فيما قتل وأصيب 30 آخرون بعد إفشال هجمات حوثية على مناطق شمال غرب مأرب، ولم يتسن لـ"العربي الجديد" التحقق من تلك الأرقام.
وأقرت وكالة "سبأ" التابعة للحوثيين، الخميس، بتشييع 8 عسكريين، ما يرفع عدد الضباط الذين تم الاعتراف بمقتلهم خلال 72 ساعة الماضية إلى 44، فيما يتم التكتم عن باقي المجاميع المسلحة الذين لا يحملون رتباً عسكرية.
في المقابل، تحدثت وسائل إعلام حوثية، عن مقتل وإصابة أكثر من 97 عسكرياً من القوات الموالية للحكومة الشرعية، وذلك جراء قصف مدفعي وصاروخي طاول تعزيزات عسكرية في منطقة نخلا، على تخوم مدينة مأرب.
وكما هو الحال لدى جماعة الحوثيين، لم تعلن القوات الحكومية حصيلة خسائرها البشرية في معارك مأرب، واكتفى موقع "سبتمبرنت " التابع لوزارة الدفاع اليمنية، بإذاعة بيان تشييع قائد عسكري بارز ، هو العميد حسين صالح قريش إضافة إلى أحد رفاقه ويحمل رتبة ملازم.
وبعد مرور 5 أيام على معارك مأرب، ما زالت المواجهات تتركز على الأطراف الغربية والشمالية للمدينة، بعد أن دفعت جماعة الحوثيين بمئات المقاتلين إلى مديرية صرواح بهدف السيطرة على القواعد العسكرية التي تقع في نطاقها وعلى رأسها معسكر كوفل.
وزعمت وسائل إعلام حوثية، السيطرة الكاملة على مديرية صرواح، وكشفت قناة "المسيرة" الناطقة بلسان الجماعة، ، مساء الخميس، عن 25 غارة جوية للتحالف السعودي الإماراتي على مواقعهم، في ضربات جوية متصاعدة تكشف حجم الاختراقات الحوثية للمناطق الحكومية الشرعية ومساعي الطيران الحربي لكبح تلك التسللات.
#المسيرة_عاجل | #مارب: 25 غارة لطيران العدوان السعودي الأمريكي على مديرية #صرواح
— المسيرة - عاجل (@alosbou) February 11, 2021
هجوم جديد على السعودية
من جهة أخرى، أعلن التحالف السعودي الإماراتي، مساء الخميس، إحباط هجوم حوثي صاروخي، حاول استهداف منطقة خميس مشيط، جنوبي المملكة، وذلك غداة هجمات واسعة طاولت مطار أبها الدولي، وأدت إلى اشتعال النيران في طائرة مدنية.
واتهم التحالف، في بيان نشرته وكالة "واس" السعودية، جماعة الحوثيين بتنفيذ محاولات إرهابية متعمدة لاستهداف المدنيين، كما توعد بـ "محاسبة المخططين والمنفذين" للاعتداءات الإرهابية بحزم وبما يتوافق مع القانون الدولي الإنساني.
ولم تعلن جماعة الحوثيين رسمياً مسؤوليتها عن الهجوم الصاروخي الجديد، لكنها توعدت أمس الأربعاء، التحالف السعودي الإماراتي بالمزيد من الهجمات في أعقاب تبني عملية استهداف مطار أبها بـ4 طائرات مسيرة بدون طيار.
#عاجل
— واس العام (@SPAregions) February 11, 2021
التحالف : اعتراض وتدمير صاروخ بالستي أطلقته المليشيا الحوثية تجاه خميس مشيط.#واس_عام