ليلة ساخنة بالداخل الفلسطيني: حرائق وإطلاق نار وتحذير من "حرب أهلية"

ليلة ساخنة في الداخل الفلسطيني: حرائق وإطلاق نار وخشية من "حرب أهلية"

13 مايو 2021
اعتقلت الشرطة الإسرائيلية أكثر من 370 شخصاً (Getty)
+ الخط -

عاشت عدّة مدن وبلدات في الداخل الفلسطيني ليلة مواجهات عنيفة مع قوّات الشرطة الإسرائيلية، ومع المستوطنين الذين انتشروا في الشوارع، واعتدوا على المحلّات والسيّارات التي تعود لفلسطينيين بالحجارة والعبوات الحارقة. وأوقعت المواجهات عشرات الإصابات في صفوف الفلسطينيين والمستوطنين، فضلاً عن إصابة جندي من حرس الحدود بإطلاق نار، في حدث غير معهود على مستوى الداخل الفلسطيني، فيما اعتُقِل أكثر من 370 شخصاً، وفق ما ذكرت وسائل إعلام عبرية.

وتصدّرت مدينة أم الفحم، شمالاً، المشاهد، بعد أن تخللت المواجهات عمليات إطلاق رصاص حيّ، لم يُعرف بعد مصدرها وملابساتها، أدت إلى إصابة عنصر في حرس الحدود الذين دُفعوا إلى البلدة، وإلى بلدات فلسطينية أخرى، ومدنٍ مختلطة يقطنها فلسطينيّون ومستوطنون.

وتداول نشطاء على نحو واسع مشهداً يظهر لحظة إطلاق الرصاص صوب مجموعة من عناصر حرس الحدود، بينما لاذ بعضهم بالفرار.

وأظهرت مشاهد أخرى شبّان أم الفحم وقد انتشروا في الشوارع وقطعوا بعض الطرقات عبر إشعال الحرائق، وسيطروا على مفترقات طرق.

في المقابل، تحدثت مصادر محلية عن إصابة سيدة وطفلتين في البلدة ذاتها جرّاء إطلاق الشرطة الإسرائيلية قنبلة مسيلة للدموع داخل السيّارة التي كانت تقلّهم.

وليس بعيدًا عن أم الفحم، اندلعت مواجهات صباح اليوم مع قوّات الشرطة الإسرائيلية في بلدة كفر قاسم، التي انطلقت فيها احتجاجات مباشرة بعد صلاة العيد، وسرعان ما تحوّلت إلى اشتباكات مع عناصر الشرطة. وبحسب ما تداوله نشطاء على مواقع التواصل، فقد أحرق متظاهروا البلدة 3 سيّارات تابعة للشرطة في شارع السلطاني بالبلدة.

وفي الرملة أيضاً، ارتفع منسوب التوتر إلى مستويات غير مسبوقة، بعد انتشار مئات المستوطنين في الشوارع، ومهاجمتهم سيّارات المارّة من الفلسطينيين. وأظهر مقطع مصوّر اصطدام سيّارة كان يقلّها فلسطيني بأخريين، في محاولة للهرب من عشرات المستوطنين الذين حاولوا مهاجمته.

وأظهر مقطع آخر متداول اشتعال حريق كبير على أحد الأرصفة في المدينة، وتشظي النيران إلى منتصف الطريق العام، في مؤشر على حجم المواجهات التي شهدتها المدينة المختلطة.

وتكرّرت مشاهد اعتداء المستوطنين المتطرّفين على سيارات المارّة العرب في أكثر من مقطع فيديو متداول على مواقع التواصل. ويظهر في أحد المقاطع الذي نشرته مجموعة صهيونية متطرّفة تسمّي نفسها "اللد والرملة إلى الحرب"، على "تليغرام"، ثلّة من الشبان يرفع بعضهم علم إسرائيل وهم يعتدون على سيارة مدنية بعد الاشتباه بأن سائقها عربيّ.

وفي اللد، التي فرضت سلطات الاحتلال حظر تجول ليلياً فيها، ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن اثنين أصيبا بإطلاق نار في المدينة، دون تحديد هويّتَيهما، وملابسات الحادثة، فيما أشارت الصحيفة ذاتها إلى 14 إصابة أخرى متفاوتة وصلت إلى مستشفى "أساف هروفيه" في المدينة. وتردّدت في بعض المقاطع المصوّرة من داخل المدينة أصوات إطلاق نار مجهولة المصدر.

وتحدّثت وسائل إعلام عبريّة، صباح اليوم، عن محاولة طعن استهدفت إسرائيليًّا في المدينة، وأسفرت عن إصابته بجروح متوسّطة، دون اتضاح ملابسات الحادثة حتى الآن.

وكان المستوطنون قد حضّوا حشوداً كبيرة على التوجّه إلى المدينة التي شهدت الاحتجاجات الأكثر عنفاً على مدار الأيام الماضية، وهاجموا، في وقت سابق أمس، المسجد العمري فيها، بينما كان مصلّون لا يزالون في المسجد بعد صلاة المغرب.

وفي حيفا، شمالاً، أفادت وسائل إعلام عبريّة بإصابة 59 شخصاً إصابات خفيفة، بعد اشتعال النيران في خمس سيارات في موقف إحدى العمارات، وهو الحريق الذي أكدت هيئة الإطفاء الإسرائيلية أنّه كان متعمداً، فيما أعلنت الشرطة أنها تحقق في ملابساته. وأظهرت مقاطع متداولة على وسائل التواصل الحريق الذي اندلع في حيّ "رمات فيزنيتس"، بينما كان المبنى يُخلى من سكّانه.

الرئيس الإسرائيلي يحذّر من "حرب داخلية"

وكانت عدّة بلدات فلسطينية، وأخرى مختلطة، قد شهدت عربدة واعتداءات واسعة للمستوطنين، بتحريض من حركة "لاهافا" العنصرية المتطرفة، على امتداد يوم أمس الأربعاء، وأبرزها عكا واللد والرملة ويافا. 

وسجّلت مستوطنة "بات يام"، قرب تل أبيب، المشهد الأكثر عنفاً، حينما حاولت مجموعة من المستوطنين قتل شاب فلسطيني من الرملة، ما أدى إلى إصابته بجروح متوسطة، نقل على إثرها إلى مستشفى "إيخيلوف" بجروح متوسطة، وفق ما نقلت صحيفة "يسرائيل هيوم". وبحسب المصدر ذاته، فقد أصيب أيضاً رئيس بلدية "بات يام" زفيكا باروت، بجروح طفيفة خلال المواجهات التي وقعت في المستوطنة.

وأظهرت لقطات مصوّرة على الإنترنت لحظات الاعتداء، وسط هتاف المستوطنين المتطرّفين الذي تضمّن شتائم للنبي محمد.

وأظهر مقطع مصوّر آخر السائق الفلسطيني المعتدى عليه بينما كان يحاول الهرب من جموع المستوطنين الذين تكدّسوا حوله، قبل أن يفقد السيطرة على مركبته ويتعرّض لهجوم العشرات منهم.

وتعليقاً على ذلك المشهد بالذات، حذّر الرئيس الإسرائيلي رؤوفين ريفلين مما أسماها "حرباً أهلية" داخل إسرائيل، قائلاً، في تصريحات لقناة "كان" الرسمية، إن "الحرب اندلعت في شوارعنا والأغلبية الصامتة مذهولة ولا تصدق ما تراه".

ومضى إلى القول إن "الأغلبية الصامتة لا تقول شيئاً لأنها مصدومة تماماً"، وتابع: "نحن نخلق حالة نسمح فيها بحرب أهلية لأننا صامتون".

بالتوازي مع ذلك، أعلن وزير الجيش الإسرائيلي تجنيد 10 وحدات إضافية من قوات الاحتياط ضمن حرس الحدود لمساندة الشرطة في المدن والبلدات العربية والمختلطة. 

وأعرب غانتس عن معارضته مجددًا لمقترح رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، تفويض الجيش للتعامل مع المظاهرات في الداخل، قائلًا، وفق ما نقلت عنه "يديعوت أحرونوت": "لن يشارك جنود (الجيش) في أي عمل من أعمال الشرطة أو إنفاذ القانون، مستدركًا بأن الجيش سيساعد الشرطة وحرس الحدود في عمليات التجنيد واللوجستيات والتدريب.

المساهمون