ليسيتشانسك الأوكرانية.. حياة تتحول جحيماً على وقع القصف

ليسيتشانسك الأوكرانية.. حياة تتحول جحيماً على وقع القصف

02 يوليو 2022
منزل يحترق بعد تعرّضه للقصف في ليسيتشانسك بإقليم دونباس شرقي أوكرانيا (Getty)
+ الخط -

تقول ليودميلا إنها لم تعد قادرة على تحمّل العيش على هذا النحو، بينما تجلس خارج قبو بات منزلها منذ ثلاثة أشهر في بلدة سيفرسك بشرق أوكرانيا.

تعرضت هذه البلدة لقصف عنيف في مارس/آذار، وأصبحت الآن في مرمى النيران مع تقدم الجيش الروسي باتجاه ليسيتشانسك، آخر المدن الكبرى التي لا تزال تحت سيطرة القوات الأوكرانية في مقاطعة لوغانسك.

وتوضح المرأة البالغة 66 عاماً "قبل ثلاثة أشهر، قصف (الروس) هذا المكان، والآن بات القصف يطاول تلك المناطق"، وذلك على وقع تساقط القذائف على ليسيتشانسك وتصاعد الدخان الأبيض في أفق المدينة.

وقالت امرأة أخرى كانت تجر عربة لإحضار المياه من نبع "يتواصل القصف ليلاً ونهاراً".

وتضيف ليودميلا "ليس لدينا كهرباء ولا غاز منذ ثلاثة أشهر". وتقوم امرأة أخرى بإعداد فطائر البطاطس على نار في زاوية القبو.

وعبر الاستعانة بنور مصباح، تشير الجارات، لوكالة فرانس برس، إلى "غرفة منامهن". وتقول إحداهن "انظر، الفرش في الزاوية هناك، ونبسطها هنا على الأرض".

"لديك ورق حمام؟" 

في عتمة القبو المجاور، تتكئ مسنة تبلغ 90 عاماً على جهاز للمشي. هي بحاجة لدواء لكن من المستحيل إيجاده، فالصيدلية الأخيرة في البلدة أغلقت أبوابها فيما المتاجر مغلقة منذ أسابيع.

وسأل شاب من المارة مراسل فرانس برس "هل لديك ورق حمام؟"، مضيفاً "علينا التوجه لمسافة بعيدة لشراء حاجة ما، ولا أحد يمكنه أن يأخذنا".

رغم الخطر لا يزال فياتشسلاف كومبانييتس (61 عاماً) يعيش في شقة بالطابق الأول من مبنى يضم خمسة طوابق، وإن كانت جميع نوافذه تطايرت في هجوم صاروخي في مارس/آذار.

ويقول "عولجت في القبو" فيما كانت ليسيتشانسك، على بعد 20 كيلومتراً، قد بدأت تتعرض لقصف روسي متواصل.

في مارس/آذار عندما أُخرجت القوات الروسية من سيفرسك، دُمر مركز إطفاء صغير مجاور للمبنى السكني في سقوط صاروخ حوله إلى كومة من الركام لا تزال موجودة.

وإذ كان يمكن العيش من دون نوافذ في فصل الصيف "فسيكون علينا تغطيتها" مع حلول الخريف، حسبما يقول كومبيانتس من دون أن يعرف كيف أو بماذا سيقوم بتغطيتها.

ويأمل الجيران أن تكون الحرب قد وضعت أوزارها قبل ذلك الوقت. وإلى أن يأتي الخريف سيعيشون كل يوم بيومه بدون معرفة ما يحمله اليوم التالي.

(فرانس برس)